السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواة الرواية.. أقنعة كتّابها!

رواة الرواية.. أقنعة كتّابها!
14 نوفمبر 2014 23:05
عصام أبو القاسم (الشارقة) استضاف البرنامج الثقافي المصاحب للدورة 33 من معرض الشارقة للكتاب ندوة تحت عنوان «بستان الحكايات: الحكي في الرواية» أدارها وقدمها الإعلامي المصري محمد غباشي، بمشاركة روائيين من الإمارات ومصر والهند. في مداخلتها، التي بدت نقدية أكثر من كونها شهادة إبداعية، استعرضت الروائية الإماراتية فتحية النمر الطرائق المختلفة التي يستعين بها الروائي لسرد حكاياته، فهو قد يستخدم السارد المتكلم وهذه الطريقة تضفي على السرد خصوصية وحميمية ولكنها قد تكون إشكالية، بحسب النمر، في حال استخدمتها كاتبة أنثى، خاصة في الشرق الأوسط، حيث يتوجه غالبية القراء «إلى اعتبار بطلة الرواية هي الكاتبة نفسها»، وهو ما يزداد تعقيداً فيما لو كانت حياة تلك «البطلة» في الرواية «منحرفة» أو «غير سوية»! وتابعت النمر: السرد بضمير المخاطب هو الأقدم والأكثر استخداماً، كما أن هناك من الكتّاب من يعدد في رواة روايته سعياً إلى إغناء متن عمله برؤى متباينة ما يكسب النص دراميته وحبكته وغناه، خصوصاً إذا جاءت قسمة الحكي بين الرواة المتعددين، عادلة ومتسقة مع سياقات الرواية». وأنهت النمر مداخلتها بالقول «أنا أظن أن رواة الرواية هم في الغالب أقنعة الكاتب»، وعبر هذه الأقنعة يمرر الكاتب رؤيته وطريقة تفكيره. أما الإماراتية الشابة ريم الكمالي، وهي أنجزت رواية واحدة لحد الآن بعنوان «سلطنة هرمز»، فلقد ركزت مداخلتها على الطريقة السردية التي بنت عليها عملها الأول، وقالت في هذا الاتجاه إنها ترددت كثيرا قبل ان تجد ان السارد المناسب لروايتها التي تدور أحداثها في ماض بعيد وتستند على التاريخ، وذكرت أنها خلصت إلى ان الروائي دائما ما يسعى إلى ان يكون مسيطراً على كل شيء في نصه، ولكنها مع ذلك تؤمن بأن لكل إنسان أسئلته الوجودية التي تختلف عن أسئلة سواه. ومن هنا، فهي تحترم الاختلاف في الآراء وفي النظر إلى العالم والأشياء من حولنا. وقالت إنها حاولت أن تعبر عن هذه الرؤية حين كتبت روايتها التي استلزمتها بحثاً وتنقيباً في العديد من المصادر التاريخية. الكاتب الهندي شاهاندراهاس تشاودري، وهو الآخر لديه رواية واحدة في عنوان «أرزي القزم»، أعرب عن إعجابه بحديث الروائيتين الإماراتيتين، مشيراً إلى انه قرأ العديد من النصوص العربية لكتّاب مثل نجيب محفوظ وعلاء الأسواني ويرى أن معظم الروايات في العالم تكتب في منهجيات سردية متماثلة، وقال إنه يجد في قول ريم الكمالي أنها ترغب في السيطرة على كل شخوص روايتها ما يعبر عنه، لكن مع مراعاة الفرق الجوهري بين كتابة الرواية وكتابة التاريخ، فرواة الحكايات غير المؤرخين وما ينتظره القراء من مدونات التاريخ يختلف عما ينتظرونه من الروايات، فنحن «نقرأ الرواية لكي ننسى أنفسنا». وذلك ما أشار إليه أيضاً الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد الذي ذكر أن كتابة الرواية العربية تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، مؤكداً هو الآخر على مداخلتي الكمالي والنمر، وقال إن ما ورد في المداخلتين هو ما يمثل الثقافة التقنية التي يعرفها معظم الكتّاب حول أساليب الحكي «ضمير المخاطب وضمير المتكلم والسارد العليم والسارد المشارك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©