الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

داوود حسين: شهادتي في المهرجان مجروحة .. و«حماية الطفل» مفاجأته السارة

داوود حسين: شهادتي في المهرجان مجروحة .. و«حماية الطفل» مفاجأته السارة
31 أكتوبر 2013 21:32
قدم الفنان الكويتي داوود حسين عبر مسيرته الفنية الطويلة العديد من الأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية التي تركت بصمة لدى المشاهد، وعلى الرغم من تألقه الفني وحضوره المميز في الساحتين الخليجية والعربية، إلا أنه يعد مثالاً للتواضع، إذ لم تتسلل إلى نفسه بوارق الشهرة، ولوامع النجومية، ولم تحجبه أيضاً عن شرطه الإنساني، وفي أثناء فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الحالية لم تفارقه الابتسامة، إذ إنه يعد نفسه ابن الإمارات. ويشارك داوود حسين في الدورة السابعة من المهرجان بفيلم يحمل عنوان «هدية» لمخرج كويتي شاب أراد حسين الوقوف إلى جواره بلا مقابل، لكونه يرى أن لديه موهبة حقيقية، وهو ما يؤكد أن الجيل القديم من الفنانين لا يبخلون على الشباب، بما يكتنزون في صدورهم من خبرة، فيمدونهم بالنصائح الدعم على المستويات كافة، «وهدية» يتعرض إلى قصة رجل فقير مملوء بالحب والإخلاص لزوجته، فيشتري لها هدية احتفالاً بالذكرى السنوية لزواجهما، ثم تتعدد المواقف، وتتابع المشاهد في العمل الذي تصحبه ترجمة باللغة الإنجليزية. وجوه الفن يدرس حالياًِ داوود حسين نصوصاً عدة، ويعكف على قراءتها بتأنٍ لكي يفاضل بينها، ويبين أنها جاءته من دول عدة، وهي الإمارات والكويت ومصر، إذ إنه يرى أنه من الممكن أن يقبلها جميعاً في حال ما إذا كانت هذه السيناريوهات جيدة وتتوافق مع تطلعاته، وتتسق مع شخصيته، والأدوار التي يفضل أداءها. وبالنسبة لمشاركته في مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام، يذكر أنه لا يعد نفسه ضيفاً لكونه يعتز بهذه التظاهرة الفنية، ولا يخفي إن شهادته في المهرجان مجروحة، إذ إنه لا يعد نفسه غريباً عن دوراته، ويشير إلى أن مجموعة الأفلام المشاركة جيدة ومنتقاة بعناية، الأمر الذي يجعل المنافسة تحتدم بين الأعمال كافة، وفي جميع المسابقات المطروحة. مقاطع ضاحكة وفي ظل الشحن الذي يعيشه المشاهد بسبب الأحداث السياسية الحالية في العديد من دول العالم يؤكد أن الكوميديا السياسية بالذات لا يتحملها أحد حالياً، وأصبح هناك حذر من قبل فنانيها في أداء أدوار تتعلق بها، أما بخصوص أنواع الكوميديا الأخرى فيرى أنها تنعكس على الواقع الذي يعيشه الفنان في الدول العربية، بسبب التوتر القائم حالياً بها، لذا لا يفضل الكوميديان أن يكون مغايراً للواقع في أعماله بخاصة في هذا الظرف، فضلاً عن أن الكوميديا بجمالياتها المعروفة فقدت رونقها في هذا العصر، وهو ما صعب من مهمة الفنانين الذين يجيدون أدوارها، وعن نفسي لو أعدت بعض المشاهد الضاحكة حالياً، والتي كانت تثير حماس الجمهور وترج صالات العرض في السابق وتجعل الناس لا تتوقف عن الضحك، فإن المتلقي لن يكترث إليها، فالجميع حالياً أصبح كوميديان، وفي اليوم الواحد علي مواقع التواصل الاجتماعي تبث آلاف المقاطع الضاحكة والنكات، لذا لم يعد الجمهور متحمساً لرؤيتها في أعمال كاملة كما كان في السابق. الشباب والنجومية وحول الزخم الذي تشهده هذه الدورة من مهرجان أبوظبي السينمائي من قبل الفنانين والمخرجين الشباب، يبين داوود حسين أن هذا المشهد الجديد معبر لكنني لي بعض التحفظات، فالفنان الموهوب هو الذي يبقى لكنه يحتاج إلي جد وإصرار وعزيمة ونفس طويل، بحيث يضع أمامه حقيقية مفادها بأن ينظر إلى أعلى حتى يصل ويحقق النجاحات، لكن إذا وضع الشباب هدفاً معيناً من أجل الوصول إلى نقطة معينة فقط فهذا ليس معناه سوى السقوط، فالفن عطاء، ومن يخلص له سوف تتحقق نجوميته. ويعتقد حسين أن الدعم المادي للشباب، والذي يتمثل في الأجور مبالغ فيه جداً، قياساً لما كان يحصل عليه الفنان في السابق، خاصة في بداية حياته المهنية، ويؤمن أن من الضروري أن تتواصل مسيرة الأجيال بحيث لا تحدث قطيعة بين كبار الفنانين والشباب المبتدئ، ولا يخفي أنه عندما عمل في فيلم هدية الذي يعرض في المهرجان كان دافعه الحب تجاه أحد الشباب الذين يعملون في مجال الإخراج، وهو ما جعله لا يتقاضى فلساً واحداً عن هذا العمل إذ إنه هدية بالأساس إلى الإبداع الجديد ومن ثم تدعيم للمواهب الحقيقية حتى تستمر. رسالة مهمة ويعد استحداث المهرجان لجائزة «حماية الطفل» في دورته الحالية من أهم الإنجازات التي تحققت هذا العام، ويلفت إلى أن مثل هذا الجائزة تقدم رسالة مهمة إلى المجتمع، من أجل الحفاظ على هذه الفئة الغضة البريئة التي تحتاج منا جميعاً إلى رعاية خاصة، واهتمام كبير، ويشير إلى أن الفن قادر على أن يحل أعقد المشكلات في حياة البشر، ويتمنى داوود حسين أن يواصل مهرجان أبوظبي السينمائي مفاجآته في الدورات المقبلة، وأن يباغت صناع الفن السابع بمبادرات إنسانية وفنية راقية، تعكس قيم دولة الإمارات الرشيدة. جبيرة وأدوار محببة ويصف الأدوار التي أداها ولم تزل في ذهنه ويرتبط بها بأنها كثيرة، لكنه يحب «دوره في مسرحية «انتخبوا أم علي»، وكذلك الشخصية التي جسدها في فيلم «عندليب الدقي»، فضلاً عن تجربته في مجال تقديم البرامج إذ يعدها ناجحة جداً، ولا ينكر أنه تعرض قبل تصويره مشاهد فيلم «على جنب يا اسطي» للمخرج الكبير سعيد حامد إلى إصابة في كاحل قدمه اليسرى، مما أضطره إلى وضعها في جبيرة، وبعد مرور ثلاثة أيام على هذه الواقعة بدأ التصوير، وكان يخفي الجبيرة تحت ملابسه، وحين ينتهي من أداء المشهد الذي يتحمل من أجله الآلام ويدوس على قدمه يستند على عصا، كان بعض الزملاء يرمونها إليه لكي يتوكأ عليها حتى لا تزداد مساحة ألمه، وعلى الرغم من صعوبة هذا الموقف، إلا أنه كلما تذكره يضحك من قلبه. سمة التواضع بالنسبة لظاهرة تعالي بعض الفنانين وتكبرهم في الوقت الحالي سواء على الجمهور أو أهل الإعلام، يقول الفنان الكويتي داوود حسين: ليس من المنطقي أن يظهر الفنان بوجه على الشاشة وبآخر بين الناس، وليس من المعقول أيضاً أن أضحك الناس وأقدم الشخصيات المركبة وأبهر الجمهور وحين أجلس في المجالس أتجاهل من حولي بدعوى أنني فنان مشهور، ويلفت إلى أن التواضع هو أجمل سمة يتحلى بها الإنسان، لأنها ترفع مقامه بين الناس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©