القول الشعري واللغة الرمزية في كتاب لنور الدين محقق

صدر حديثاً للناقد المغربي نور الدين محقق كتاب بعنوان «القول الشعري واللغة الرمزية، من أسئلة الآخر إلى أسئلة الذات» ويقع في أربع وتسعين صفحة من الحجم المتوسط، ويضم دراسات نقدية كتبت في فترات متقاربة. ويعمل الكتاب على تفكيك بنية الشعر المغربي، انطلاقاً من سؤال معرفي محوري يتجلى في مدى تعبيرية هذا الشعر عن ذاتية الشاعر من جهة وعن العالم المحيط به من جهة أخرى، وذلك سواء على المستوى الرؤيوي أو على المستوى اللغوي، تجربة وتعبيراً. ويرى المؤلف في توطئة الكتاب أن نشر دراسات هذا الكتاب التي سبق أن نشرت في صحف ومجلات عربية ومغربية، هي رغبة منه في إضاءة المشهد الشعري المغربي، والمشهد الشعري العربي من خلاله أيضا، ومتابعة جادة للمسارات التي قطعها هذا الشعر منذ فترة الستينيات إلى اليوم. كما يرى محقق «أن للشعر المغربي حداثته الخاصة به، التي قد تتصل حينا بالشعري العربي في البلاد العربية الأخرى البعيدة عنه أو القريبة منه، وقد تنفصل عنه، لتؤسس رؤى شعرية لا تنبعث إلا منها، هذه الرؤى التي عرفت تنوعا من جهة، ومع الفاعلين في هذا الزمن من جهة ثانية». ويضيف «وإذا نحن حاولنا مقاربته في مسيرته المتشعبة هذه، لا يسعنا ذلك إلا من خلال الوقوف في محطاته الكبرى التي وقف فيها قطاره الآتي من وادي عبقر والمنطلق نحو المجهول. هذه المحطات التي حاولنا انطلاقا من رؤيتنا الخاصة والقابلة حتما لكل تغيير أو استبدال، والمفتوحة على كل الآراء المتعلقة بالشعر المغربي، أن نعطي تصورا ربما قد يبدو لنا جديدا، على الرغم من أنه قد لا يخلو بالضرورة من قدم، ومن تناصيته مع أقوال أو أحكام نقدية سابقة عليه».