أزهار البياتي (الشارقة)
على نغمات الموسيقى وترنيمة الألحان، تحّلق حشد من الصغار والكبار حول الموسيقار المغربي حمزة الفاسيكي، والذي أطلق العنان لفنه البديع من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 33، ليختبر مع جماهير الحضور تجربة استثنائية رائدة وبسيناريو جديد ومختلف عن كل ما هو مألوف ومعتاد في العروض الموسيقية، معتمداً عبرها جوانب من رؤاه الشخصية وأسلوبه المتفرّد في النمط والأداء، مشركاً معه جموع المشاهدين ومستثمراً انفعالاتهم ومزاجهم أثناء العزف والغناء.
قام الفنان الواعد حمزة الفاسيكي بتنظيم عدد من الورش التدريبية الحية في حقول الفن والموسيقى للأطفال من زوار المعرض، موظفاً من خلالها أربعة سيناريوهات متميّزة يساهم في أدائها جموع المتلقين، والتي ابتعد فيها الفاسيكي كلياً عن السلوك الكلاسيكي والتقليدي المعتاد في المسرح الموسيقي، مشجعاً من تجمّع حوله من الأولاد والبنات على استخدام مخيلتهم الذاتية وانفعالاتهم أثناء الاستماع للمعزوفات، وهو يشير لهذا الأمر، ليقول: «عروضي تعتمد كلياً على الحضور ونمط تأثرهم بما أقدمه من عزف وغناء، حيث التقط ذبذبات من حماسهم، تأثرهم، ومزاجهم العام خلال العرض، لأعزف ألحاني على أوتار آلة الجيتار، وأجعلهم جزءاً مهماً من مقطوعتي الموسيقية، فنعيش معاً كآلة فنية خاصة، ونختبر تجربة غاية في الفرادة والابتكار».
ويضيف الفاسيكي: كل فرد من الجمهور يمثل لي نوتة موسيقية بحد ذاتها ، ومعاً نشّكل ونؤلف المقطوعة النهائية، لذا تتباين عروضي وتختلف عادة حسب نسبة الحاضرين ونوعيات المتلقين وفئاتهم العمرية، وحلمي المستقبلي أن أجرب بعض السيناريوهات التي ابتكرها مع جمهور عريض يتراوح بين 100 و200 شخص.
ويتابع: «لعل هذا النموذج الفني من الأداء يندرج تحت خانة ما يعرف بـ «العلاج بالموسيقى»، وهو أسلوب صحي معاصر يتمحّور حول تفاعل الشخص مع الموسيقى ومدى تأثره بها، وهذا أشبه بطريقة 2.0 للعلاج بالموسيقى، ولكن الفرق هنا أنه عندما تذهب للعلاج تكون مدركاً سلفاً أن ثمة أمراً خاطئاً وأنك تعاني من ألم ما، أما في حالة الموسيقى الانعكاسية، فليس بالضرورة أن تشكو من أي عارض أو خطب ما، بل مجرد معايشة لانفعالاتك الآنية وخيالك الذاتي».
ويعزف الفاسيكي (26 عاماً) على عدة آلات منها «الجيتار، الهارمونيكا، القيثارة، وآلة العود)»، وبأنماط وأساليب عدة كموسيقى الجيتار الكلاسيكي والفلامنكو وبعض المعزوفات الأندلسية، كما ألّف ولحنّ أكثر من 14 أغنية كلاسيكية، مقدما الكثير من الحفلات والاستعراضات الموسيقية المنفردة والجماعية على خشبة المسرح، وحصل على الجائزة الأولى عن مجمل أعماله في عام 2013 من جامعته.
عدد اليوم
