الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق العرصة يرسم لوحة تعكس الحياة في الماضي

سوق العرصة يرسم لوحة تعكس الحياة في الماضي
1 نوفمبر 2013 00:46
لطالما أحب عبدالله قصص الماضي، التي يرويها جده بلغة ممزوجة بالحنين، عابقة بالذكريات، غنية بالحكم والدلالات، فعشق ذلك الزمان، الذي لم يحياه، وأحب تلك البيئة التي لم يراها، وتلهف ليعيش وقع يوم من أيامها، لذا اصطحبه جده في جولة في سوق العرصة، ذلك الصرح التراثي الذي يزين قلب الشارقة، راسماً لوحة للحياة اليومية القديمة. بمجرد أن تخطو إليه ببضع خطوات، تحملك تلك الجدران المرممة والأسقف المزخرفة والدكاكين الصغيرة التي تنتشر على جانبي السوق إلى زمان غاب أهله، وما زال قابعاً في الوجدان، ذكره نتنشقه مع روائح الهيل والزعفران القادمة من ذلك الدكان، ونتلمسه مع تلك الأدوات القديمة المنتشرة في المكان، ما جعله يحمل مهمة توثيقية، قبل أن يكون مجرد سوق تجاري، ثبت على تصميمه القديم، مختزناً بذلك كماً من الذكريات. ويرى محمد جاسم أن سوق العرصة قنطرة للحضارات بخصوصيته الفريدة، وعلاماته المميزة من الناحية التراثية، حيث يلقي الضوء بتصميمه وأدواته على جوانب رائعة من ماضي الأجداد. لذا غدا معلماً تراثياً بارزاً في الشارقة، له تأثيرات جميلة على زائريه، بحيث تنعش ذاكرة الكبير، وتدخل الشاب والصغير في تفاصيل الحياة الماضية، من ناحية الطقوس والعادات والتقاليد الشعبية، مضيفاً «خصوصيته تجعل الزائر له يدخل في حوار مع ما يشاهد، يشعر بأن تلك الجدران تخفي بداخلها أصواتهم، وتــلك الدكاكــين تحتضــن أجمل أيامهـم، لذا أحرص على زيارته دائماً مع أطفالي، لأنني أجده همزة وصل قوية بين تجمع بين الأجيال». وتجد أم محمد في سوق العرصة الوجهة الأقدر على إبراز الماضي الجميل بأدق تفاصيله، وأعتقد أن زيارة لهذا السوق كفيلة أن تعطي معلومات عن الحياة السابقة في الإمارات أكثر من الكتب، لأنه يُظهر الجماليات الخفية للماضي بشكل ملموس. وتضيف «تلفت انتباهي جلسات كبار السن في ركن من أركان السوق، وكأنهم يجدون فيه ملاذهم لماضٍ جميل». وتقول عائشة سيف «أحب التجول في سوق العرصة والمرور بأزقته، أنظر إلى وجوه المارة فأجدهم غارقين في النظر إليه، وكأنهم يحاولون استخراج قصص السابقين من بين الدكاكين، ويعود بي السوق إلى أمجاد الأولين، حيث يجسد جذور الحياة الإماراتية، وكأنه يحكي لنا حكايات السابقين بصمت وبإحساس صادق». وتؤكد السائحة كريستسن مالكو «أذهلتني الجماليات الشرقية التي يختزنها هذا السوق، وكأنني أمام لوحة، فجو المكان له قدرة رائعة على منحي الانطباعات الحسية عما كانت عليه الحياة الإماراتية سابقاً، ويقدم لنا رؤى فنية من خلال تصميمه، تتمتع بالعمق والأصالة، تؤهله أن يكون إضافة حقيقية لتاريخ فن الإنسان». ويشار إلى أن سوق العرصة عرف في القرن الماضي كرمز للتعامل التجاري، وقد أنشئ منذ ما يقرب من 180 عاماً، وكان يعج بالحركة والنشاط منذ الصباح الباكر وحتى العشاء، ولم يقتصر على عمليات البيع والشراء فقط بل كان مكاناً يجتمع فيه الناس، ويفد إليه كل غريب، وتعقد فيه الصفقات بين تجار اللؤلؤ، وتتم فيه الاتفاقات بين النواخذة والبحارة، وكان يسمى شعبياً السوق القديم أو سوق البحر في قلب الشارقة القديمة، وهو يشتمل على 70 محلاً، تعرض الأدوات التراثية التي كانت مستخدمة في مجتمع الإمارات قديماً. ويقوم الباعة في هذا السوق ببيع منتجاتهم من الحلي الفضية ومصنوعات الحرف اليدوية وصناديق التحف والخناجر وبعض البضائع القديمة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©