السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشهيد».. مطلع على السرائر والبواطن والظواهر

«الشهيد».. مطلع على السرائر والبواطن والظواهر
31 أكتوبر 2013 21:46
أحمد محمد (القاهرة)- «الشهيد» من أسماء الله الحسنى وهو الذي لا يغيب عنه شيء في ملكه الرقيب على خلقه أينما وحيثما كانوا، أقرب إليهم من حبل الوريد، يسمع ويرى وهو بالملأ الأعلى وعلى العرش استوى القلوب تعرفه والعقول لا تكيفه، وهو سبحانه فوق عرشه على الحقيقة، وبالكيفية التي تناسبه، وشهادته على خلقه شهادة إحاطة شاملة كاملة، تشمل العلم والرؤية والتدبير والقدرة. واسم الله “الشهيد” يدل على ذات الله، وعلى صفة الشهادة، لا يغيب عن علمه شيء، ولما كانت الأشياء لا تخفى عليه كان شاهدا وشهيدا، أي عالما بها وبحقائقها علم المشاهد لها لأنه لا تخفى عليه خافية كما أنه سبحانه الشاهد للمظلوم الذي لا شاهد له ولا ناصر على الظالم المعتدي الذي لا مانع له في الدنيا لينتصف له منه. وهو سبحانه المطلع على جميع الأشياء يسمع جميع الأصوات خفيها وجليها، ويبصر جميع الموجودات دقيقها وعظيمها، صغيرها وكبيرها، أحاط علمه بكل شيء وهو سبحانه الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوا والله شهيد يشهد بصدق المؤمنين إذا وحدوه ويشهد لرسله وملائكته وفوق كل شهادة شهادته لنفسه بالوحدانية. أولو العلم وقد ورد هذا الاسم كثيرا في القرآن الكريم منها قوله تعالى: “قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم” “الأنعام:19”، وقوله: “لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا” “النساء:166”، وقال: “والله يشهد إن المنافقين لكاذبون” “المنافقون:1” وقال سبحانه: “قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا” “الإسراء: 96” وقوله عز وجل: “شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم” “آل عمران:18” وقال تعالى على لسان عيسى بن مريم: “وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد “المائدة: 117”. واسم الله الشهيد يدل على الحياة والقيومية والسمع والبصر، والعلم والإحاطة، وغير ذلك من أوصاف الكمال، ويدل على صفة من صفات الذات إن كان معناه المطلع الرقيب، ودل على صفة من صفات الأفعال إن كان معناه من الشهادة وأنه الذي شهد لنفسه بالوحدانية وشهد لأهل الحق بصدقهم . قال ابن جرير الطبري “وأنت على كل شيء شهيد” أي وأنت تشهد على كل شيء لأنه لا يخفى عليه شيء، فالشهيد الذي يشهد على كل أمر من الأمور لأنه لا يخفى عليه شيء سبحانه جل جلاله. وقال الزجاج لما كانت الأشياء لا تخفى على الله عز وجل كان شهيدا لها عالما بها وشاهدا عليها فهو عالم بدقائقها علم المشاهدة لها لأنها لا تخفى عليه خافية. ما دار في الخواطر وقال السعدي الرقيب والشهيد مترادفان، وكلامها يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات، وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان، ذكر القرآن: “إن الله كان عليكم رقيبا” “النساء: 1”، “والله على كل شيء شهيد” “المجادلة: 6”، ولهذا كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبد لله باسمه الرقيب الشهيد، فمتى علم العبد أن حركاته الظاهرة والباطنة قد أحاط الله بعلمها، واستحضر هذا العلم في كل أحواله، أوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر وهاجس يبغضه الله، وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله، وتعبد بمقام الإحسان، فعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه، فإن الله يراه، فإذا كان الله رقيبا على دقائق الخفيات، مطلعا على السرائر والنيات، كان من باب أولى شهيدا على الظواهر والجليات، وهي الأفعال التي تفعل بالأركان أي الجوارح. وقال بعض العلماء “الشهيد” الذي لا يغيب عنه شيء لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء مطلع على كل شيء مشاهد له، عليم بتفاصيله. والله هو الشهيد على الكون كله وعلى عباده عالم بحالهم وخبير بمقالهم وشهادته على خلقه شهادة إحاطة كاملة، تشمل العلم والرؤية، والتدبير والقدرة،  فهو يعلم ويرى ويسمع هو الشهيد على أفعال العباد وأقوالهم، ويتجلى ذلك يوم القيامة عند محاسبتهم، وتقرير أحوالهم والله عز وجل شهيد، بمعنى أنه مطلع على كل شيء، مشاهد له، عليم بأدق تفاصيله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©