واحسرتاه..على جماهيرك يا «الأخضر» !

الرياض (الاتحاد) لم يتوقع أشد المتشائمين أن تظهر مدرجات ستاد الملك فهد الدولي لحظة افتتاح «خليجي 22» بالعاصمة السعودية الرياض، خاوية من الأعلام الخضراء والجماهير السعودية بزيها الأخضر المميز. غاب جمهور المنتخب السعودي في بطولة يتمنى كل سعودي الظفر بلقبها لتعويض مرحلة من الإخفاقات أبعدت الكرة السعودية عن منصات التتويج والمحافل العالمية، على نفس الملعب الذي امتلأ عن بكرة أبيه بأكثر من 60 ألف مشجع هلالي لحضور نهائي دوري أبطال آسيا بين الهلال وسيدني الأسترالي، ما طرح علامة استفهام كبرى عن أسباب ومسببات تلك «الظاهرة» السيئة والسلبية والتي تعكس وجود أزمة من نوعا ما، تتطلب تحركا مكثفا لعلاجها فشعار المنتخب الوطني، ولون زيه المميز، يجب أن يكون فوق الجميع، بالفعل وليس بالكلام. وكشف مصدر رسمي بالاتحاد السعودي طلب عدم ذكر اسمه، أن مشهد المدرجات الخاوية أصاب لاعبي الأخضر بالصدمة، وأربك حسابات اللاعبين والجهاز الفني ما أدى إلى حالة من الارتباك الفني أثرت على الأداء العام للفريق واستمرت لما يقرب من 40 دقيقة على حد وصف المصدر الرسمي. وعقد مسؤولو الاتحاد السعودي اجتماعاً مع اللاعبين عقب مباراة أول من أمس، وطالبوهم بعدم الاهتزاز حال تكرر مشهد الغياب الجماهيري، كما تمت مطالبة جميع اللاعبين بالنظر لمصلحة المنتخب والأداء القوي والرجولي لتحقيق الفوز والذي يمكنه أن يعيد الجماهير للمدرجات. تبادل اتهامات على جانب آخر، تبادلت الاتهامات في الساحة الرياضية السعودية خلال الساعات القليلة الماضية بعد الحضور الخجول للجماهير الخضراء التي ظهر جمهور المنتخبات المشاركة في البطولة أكبر منها، ولولا الحضور اليمني لمتابعة منتخب اليمن والبحرين لظهرت المدرجات خاوية تماماً وبلا جمهور. وأطلق المسؤولون صيحات النقد اللاذعة ضد الإعلام السعودي بمختلف أطيافه وحملوه مسؤولية زيادة تعصب الجماهير للأندية وغياب العمل على مصلحة المنتخب، وإطلاق الحملات الإعلامية لتحفيز الجماهير على دعم المنتخب الوطني، في الوقت الذي لا تزال نفس وسائل الإعلام تتحدث عن الأندية ومشكلاتها وأزمة هزيمة الهلال في نهائي دوري الأبطال، حتى قبل دقائق من انطلاق مباراة المنتخب السعودي الأولى. كما طالت الانتقادات غياب التسويق والترويج الدعائي والإعلاني للبطولة في مختلف شوارع الرياض، بينما حملت روابط المشجعين للأندية السعودية اتحاد الكرة المسؤولية، حيث لم يتم التواصل معهم بالشكل المطلوب، ولم يتم تكليفهم بقيادة المدرجات والقيام بدور ما. ولفت صالح القرني رئيس رابطة مشجعي الاتحاد إلى أن الجمهور السعودي يحتاج لمن يحفزه من أجل الحضور، معترفاً بأن هناك تشبعاً من كثرة المباريات الدولية للأندية والمنتخبات، وقال: بالفعل الاهتمام بمباريات الأندية يكون أكثر من الاهتمام بمباريات المنتخب، وهذا الأمر ليس بجديد، الكل يعرف ذلك، كان يجب أن يوازي تنظيم البطولة حملات مكثفة لجذب الجماهير. تصريح مقتضب من جانبه، قال سامي الجابر نجم الأخضر السابق في تصريح مقتضب: الجماهير بكل أسف أثبتت أن ولاءها للأندية أكثر من منتخب بلدها. فيما اعترف تيسير الجاسم لاعب الأخضر بأن الغياب الجماهيري كان صدمة له ولزملائه اللاعبين بأرض الملعب، وقال: لم نتوقع مثل هذا العزوف ونحن نلعب في بطولة بحجم كأس الخليج، بينما يغيب من يساندنا، لم نتوقع ذلك أن يحدث وأن يغيب الجمهور بهذا الشكل، خاصة أنه اعتاد أن يحضر مباريات المنتخب. وعن السبب في هذا العزوف، قال: يبدو أن الجمهور غير راض عن نتائج المنتخب في المباريات الودية قبل البطولة، لكننا ننتظر عودتهم في المباريات المقبلة. وطالب الجاسم جماهير المملكة بضرورة تلبية نداء الوطن والزحف خلف المنتخب وملء المدرجات ونسيان ألوان الأندية، مشيراً إلى أن الطريق لتحقيق اللقب لن يكون إلا عبر التلاحم والتكاتف خلف المنتخب الوطني، مقللاً من حجم التعادل الذي وقع فيه المنتخب أمام نظيره القطري، وقال: التعادل في ضربة البداية أمر مفيد، حيث سيدفع اللاعبين لتقديم الأفضل في قادم المباريات، نحن هدفنا المنافسة من أجل الفوز باللقب ومصالحة الجماهير، والخروج من مرحلة النفق المظلم التي تمر بها الكرة السعودية مؤخراً، على أمل العودة لتحقيق الإنجازات. نواف: المشهد كان محبطاً! الرياض (الاتحاد) أكد نواف العابد لاعب المنتخب السعودي أن الحضور الجماهيري المتواضع لمباراة الافتتاح أمام المنتخب القطري في «خليجي 22» أول من أمس، كان محبطاً للغاية بحسب وصفه، وقال: لم نتوقع هذا الأمر مطلقا، كنا ننتظر زحفاً جماهيرياً غير مسبوق حتى تلعب معنا الأرض والمدرجات، لكن شعرنا بحالة إحباط في البداية كانت وراء التعادل، كما شعرنا بفترة من عدم التركيز بسبب هذا الأمر. وأضاف: كنا نتوقع حضوراً ضخماً لبطولة بحجم كأس الخليج، بالإضافة إلى أن جمهورنا ذواق وعاشق لكرة القدم، مؤكداً أن التعادل وغياب الجمهور كلاهما محبط. درة الملاعب يسقط في اختبار «الافتتاح» الاتحاد (الرياض) سقط ستاد الملك فهد الدولي «درة الملاعب السعودية» في أول اختبار رسمي له بسبب غياب الحضور الجماهيري لدعم المنتخب السعودي في مباراة الافتتاح. ولم يصدق المتابعون للحدث الخليجي الكبير عزوف الجمهور، رغم أعلان فتح أبواب المدرجات بالمجان، إلا أن المدرجات ظهرت خاوية، ولم يسجل الحضور الجماهيري قبل بدء الافتتاح بساعتين سوى 2831، بينما بلغ الحضور عند بدء الافتتاح 15 ألف متفرج فقط، معظمهم من جماهير المنتخب اليمني لدعم منتخب بلادهم أمام البحرين. وتراجعت نسبة الحضور الجماهيري في افتتاح «خليجي 22» الذي أقيم مساء أمس الأول بإستاد الملك فهد الدولي الذي كان شاهداً على الأرقام القياسية للحضور الجماهيري في كأس الخليج مرتين، ولا يزال ستاد الملك فهد يحمل في تاريخه الرقم القياسي للحضور، والذي وصل إلى 70 ألف في افتتاح «خليجي 9»، وهي نفس مساحة المدرجات في الملعب، وتصدر الاستاد المركز الثاني أيضاً في «خليجي 15»، ووصل عدد الحضور الجماهيري 64 ألفاً، وجاء في المركز الثالث في افتتاح «خليجي 18» بالإمارات وبلغ 60 ألفاً. إعلامي سعودي يعترف : الشيخ: نعم نحن من زاد تعصب الجماهير للأندية الرياض (الاتحاد) اعترف محمد الشيخ الناقد الرياضي والإعلامي السعودي، ومقدم برنامج «ليالي الخليج» على القناة الرياضية السعودية بتحمل الإعلام السعودي المسؤولية كاملة في زيادة نبرات التعصب للأندية، وشدد الشيخ على أن هناك تكريساً مستمراً للأندية في معظم وسائل الإعلام الرياضية المتخصصة والصحف وبعض القنوات، وهو ما يتطلب ضرورة العلاج والتصدي من أجل تقديم حلول له. وقال: نحن لم نمارس دورنا المتوقع في الحشد للمنتخب، وظلت وسائل الإعلام مشغولة بهموم الأندية ومشكلاتها وأزمة خسارة الهلال لنهائي دوري الأبطال الآسيوي حتى الثواني الأخيرة من مباراة منتخب السعودية أمام نظيره القطري. كما تطرق الشيخ للحديث عما اسماه «حالة الإحباط » التي تولدت جراء الإخفاقات المتتالية للمنتخب السعودي، سواء الفشل في التأهل للمونديال، أو تحقيق أي إنجازات تذكر في بطولة الخليج منذ فترات طويلة، وقال: هناك حالة من عدم الرضا لدى الجمهور السعودي تجاه المنتخب الوطني بسبب سوء المستوى والنتائج، خاصة في ظل تمسك اتحاد الكرة باستمرار المدرب لوبيز، وما حدث من الجماهير يعتبره الكثيرون رسالة لاتحاد الكرة السعودي. وتابع: كما يمكننا الحديث عن فشل اللجنة المنظمة للترويج للبطولة إعلامياً وإعلانياً عبر حملات منظمة يجب أن تصاحب بطولة بهذا الحجم، فمن يدخل مدينة الرياض لا يشعر أن العاصمة تستضيف حدثاً هو الأكبر في الخليج، وبطولة «خليجي 22» رغم أننا طالبنا اللجنة بضرورة الاهتمام بمسألة الترويج، بالإضافة إلى تأخر الإعلان عن فتح المدرجات للدخول المجاني حتى ما قبل ساعتين من حفل الافتتاح. وتحدث الشيخ عن غياب دور الأندية وروابطها ورجال الأعمال التابعين للأندية الذين لم يحشدوا جمهور أنديتهم خلف المنتخب عبر رصد الحافلات ونقل الجماهير.