الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شِعرٌ يتناثرُ فوقكِ يا بغداد

شِعرٌ يتناثرُ فوقكِ يا بغداد
2 نوفمبر 2011 21:16
شهدت دبي قبل أسبوعين ملتقى “الشعر من أجل التعايش السلمي”، الذي أقامته مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري، وفيه قدم باحثون ودارسون عرب، مقاربات عن حضور الغرب/ الآخر في الشعر العربي، والعكس أيضا حضور الشرق/ الآخر في قصائد شعراء غربيين. وفي الجانب الثاني، أي الحضور الشرقي لدى الغربيين، أرفقت الدراسات المقدمة بقراءات لقصائد مترجمة تمثل فيها الشاعر الأوروبي قضايا ورموز من ثقافات الشرق، وهنا بعضها: تواصل شعر: بول بليزارد جيمر ترجمة: عبد المنعم سالم وإنْ كنتَ لم تستسِغْ رأيَهمْ تواصَلْ ولو لم يناسِبْكَ ما يفعلونَ تواصل وإن خالفَتْ نهجُهُم ما تراهُ تواصل ولو عِفْتَ مذهبَ إيمانِهم تواصل ولو جِلدهُمُ، شَعْرهم غيرُ لونِك تواصل ولو مُبتَلَوْنَ وأنت مُعافَى تواصل ولو شُفتَهم مِن علٍ أسفَلِينَ تواصل ولو مَرِحونَ ولو صارِمونَ تواصل ولو قد أَحَبوا الذي قد كرِهْتَ تواصل ولو نُظَفاءُ ولستَ كذلك تواصل ولو كنتَ تملكُ ما يفقدونَ تواصل ورغم الفَظاظةِ والعُنفِ منهم تواصل ولو يزدرونَكَ أو يَحقِرونَ تواصل ولو أنهم “هم” ثم إنّا لـ “نَحْنُ” تواصل لهم فارهاتٌ، لنا الحافلاتُ تواصل ولو خطفوا منك ما قد أخذتَ تواصل وقَدِّم بملء يديكَ الحنانْ تواصلْ، وعانِقْ رفيقَكَ يا إنسان شارع المتنبي تحت القصف شعر: برايان تيرنر ترجمة: عبد المنعم سالم بعد التفجيرِ ببرهةْ، رجلٌ هرِمٌ يترنَّحُ وسطَ سحابٍ من أنقاضٍ وغبارْ ويداهُ الواهِنتانِ على أذنيه النازفتينِ كما لو كان سيحجُبُ ضوضاءَ العالم والآهاتُ المتكسرةُ من الجرحى تتعالى حولهْ وتُحشْرِجُها الآلام. وبناياتٌ ومَقَاهٍ تأكلُها النيران، ومحلاتُ القرطاسية، “مكتبةُ النهضة” وعمودُ دخَانٍ رأسُ السندانِ السوداءُ تطيرُ لأعلى حطبُ النارِ كتابُ أغاني الأصفهاني ، ومراثي الخنساءِ، وشِعرُ المنفى للعزّاويِّ ويوسُفَ، والكتبُ الدينيةُ ْ وتراجمُ هوميرَ، شيكسبيرَ، وويتمانْ وقصائدُ نيرودا تتلَوَّى أوراقُ الكتب بوهج الحَرِّ الأزرقٌ، وقرونٌ ولَّتْ تتداولها الأيدي والأجيال، بيتاً بيتاً من شِعرْ، تتناثرُ فوقكِ يا بغداد. وقف إطلاقِ النار شعر: مايكل لونجلي * ترجمة: عبد المنعم سالم 1 بلبل بالَ أبيه وارتحل ببحر دموع و”أخيلُ” من يده أخذه، دفع الملكَ الهَرِمَ بعيدًا في لُطفٍ، لكنْ “بريام” التف على قدميه وبكى معه حتى امتلأ الصَّرْحُ بحُزنهما 2 آخِذًا جُنّةَ “هكتور” بين يديه، “أخيلُ” استوثَقَ من أن الجُنَّةَ غُسلت، ولأجْلِ الملكِ الطاعنَ في السن، كفَّنها في كفنٍ رَسمِيّ، جَهّزَها كي يحملَها “بريام” بلفائف تبدو كهديةَ، لتعودَ إلى “طروادة” عند الفجر 3 حين معًا أَكَلَا، سَرَّهُما أن ينظر كلٌّ الجمالِ الآخر، نَظَرَ العُشّاقِ إلى العُشّاق “أخيل” المبنية هيئته كإله، و”بريام” المحتفظ بحسن مَلكيٍّ يمتلئُ حِوار، ولقد كانت، قَبْلا، تملأُ تنهيدتُهُ الآفاق 4 “أنكبُّ على ركبتيَّ، وأفعلُ ما ينبغي فِعْلُهُ وأُقَبِّل يدَ “أخيل” قاتل ولدي” * قصيدة مايكل لونجلي، “وقف إطلاق النار” هي قصيدة المغفرة، التي كتبت ردًا على الأعمال الوحشية في إيرلندا الشمالية. وقصيدة “لونجلي” قصيدة كلاسيكية، ترد في سوناتا بمقاطع شعرية محكمة ومرقمة، مشيرة بشكل غير مباشر إلى “المشكلات الإيرلندية الشمالية” وقد نشرت في جريدة إيرلندا القومية “ذي آيريش تايمز” بعد وقت إطلاق النار بيومين في إيرلندا الشمالية. والمقطع الأخير يستدعى كلمات “غوردون ويلسون” الأب المفجوع من “إينيسكيلين” بمقتل ابنته ضمن من قتلوا في انفجار قنبلة الجيش الجمهوري الإيرلندي عام 1987. وقد سامح “ويلسون” قاتلي ابنته علنًا في التلفاز بجملة واحدة بسيطة لن تنساها إيرلندا. الحب يُعمي شعر: نيلس هاو الحب يعمي ـ وفي كل يوم، حين يمرُّ الأعمى من هنا وهو يدرج بعصاه تتوقف حركة المواصلات كليًا ربع ثانية فيما ملائكة الرب تصعد وتهبط وطبيب العيون يغلق عيادته الحب يعمي لكن الجنس لا يضير: بصري لا عيب فيه يمكنني رؤية كل شيء لهذا السبب قصائدي الغرامية فاشلة جدًا بعينين مغلقتين أهمس في التلفون وعند المحطة يقف الأعمى مثل رسول إنجيلي ويدندن تحت المطر معاق من الحب العشاق الجدد يقبلون أناملَ بعضِهِم أعرف ذلك جيدًا سادةُ الأزمنةِ الوليدة شعر: توني بوزان الفِراخُ لا تزال في العش تفحَّصْنا الأمرَ لنرى ماذا يحدثُ عندما نجعلُ الشمسَ البازغةَ تنزلُ عن عرشها قِفْ إنه الفجر جُمَلٌ سَلْبِيّة لبذرةِ عَبّادِ الشمس إلى آي ويوي * شعر: يانغ ليان ترجمة: حذام الودغيري لم أتصوّرْ أن يرسُوَ قاربُ دو فو في نهر الخَزَفِ هذا لا أعرفُ ضوءَ القمر لا أرى سوى أَلَقِ القصيدةِ يَخفُتُ بيتًا بيتًا حدّ الـمُبْهَمْ حدّ الرمزِ فيما نتحدّثُ عن كُلِّ شيءٍ نَتَجنّبُ كُلّ شيء أنا لست رمزًا شمسا مُحْتضَرةً تحت قِشرة بُذورِ عَبّادِ الشمس ولستُ لحمَ أطفالٍ أبيضَ ينهارُ ولا حتّى مفقودًا خَطّ أفقٍ عند الفجرِ يستحيل نِسْيانُ ذلكَ الألمِ عظامٌ كأنها اقتُطِعتْ من زُجاجٍ بل كأنها الزُّجاج حين أعجِزُ عن الصُّراخِ أجدُني أصرخُ لفجرِ كُلِّ يوم. لا يُمكِنُ إيقافُ الزلازلِ لا اختناقَ بعدَ الموت في تخوم العالمِ يُزرعُ سياجٌ كُبِّلتْ يداهُ بِحرَجِ الصّمت لذا فلستُ أخاف. إلى جسدي العاري الـمَصُوغِ من النارِ تنظر شُرطِيَّة شابّة ليس مختلفا عنكَ لا يعرف طريقة للتحطيم إلا أن يُهشّمني مليونًا من الشظايا بداخلي لا يقعُ في الوَحَل لكنْ يقع في ماءِ نهرٍ راكدِ لا يبالي بذهَبِ الأحجارِ، يجب أن يحتضنَ كمِثل قطرةٍ من دموعِ “دو فو” المتقادمة رافضًا أن يُغرِقَ القصيدةَ في الجمال الخامل اللامبالي * آي ويوي، فنان صيني، نجل الشاعر آي كينغ. احتج بسبب وفاة خمسة آلاف طالب لقوا حتفهم في انهيار المباني المدرسية الابتدائية أثناء الزلزال في ون تشوان بمقاطعة سيتشوان. وكان السبب الرسمي لاعتقاله يوم 3 أبريل 2011 نشره لصور إباحية على الإنترنت. “بذور عباد الشمس” مستمدة من عنوان عمل فني كبير الحجم أنجز لمعرض تيت مودرن في لندن 2010. ويتألف العمل من مائة مليون بذرة عباد الشمس من الخزف المصنوع باليد. الصورة المجازية لهذا العمل هو “الشمس الحراء”، أو صعود وهبوط الشعب الصيني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©