ضربة ورد

يالتي ملكت زرقة البحر في سفري.. وأنا لا أشدّ من البحر الا الزبدْ! قد عجبتُ لكِ البعدَ عني، ونجمك نجميْ أيعقلُ أني المنادي الذي لا يُنادي عليه أحد؟ وهنَ الصوتُ مني وعزّ الصدى مددٌ... مدَد... *** يالتي طولها طولُ كرمٍ وضحكتها عطر نعناعةٍ عامليني معاملةَ العين بالعينِ والروح بالروحِ؛ يسقطُ قلبي مصابا بضربة وردٍ وهزّي اليك، اذا احتجت يوما، بساق القرنفل، آتك برقاً وتحتي براقي وكفّ اشتياقي تُقشرُ لوزَ المذاق.. *** أطلي، أطلي عليّ.. أنا النهرٌ يسرحُ مجراهُ خلف خطاك أنا الحقلُ يمسحُ وجهَ الغمام بكفين ماطرتين وسرب سنونو نسته السنون على ركبتيك أطلي لدراقة قلبها يشتهيها لتفاحة حلوها جنّ فيها لمرج الزهور لفرط السرور لطفل سيولد عما قليل بقلبي *** أطلي، أطلي عليّ.. الطريقُ اليّ تفيضُ انتظاراً.. ظلالا.. طيوراً بطعم المغيب.. خيولاً بلون الحليب.. ظلالًا من السنديان.. تراباً من الزعفران.. وأفقاً من الفل يتلو بيان الجنان بدربي . *** أطلي، أطلي عليّ.. الطبيعةُ طبعي، الفضيلةُ فيضي، البطولة مسقط رأسيْ، وأما الحماسة ماسة أمسيْ ويوميْ، بفضلك تسلك ماضي غديْ.. يا التي قولها الفصل قولي، وكل الحلال حرامٌ علي، الا أن تقولي: على بعد أقرب من قبلة منكَ؛ مُشتاقةً أقفُ.. “وبعضي لبعضك مستأنسٌ دنفُ.. وكلي لكلَك مستأسد شغفُ.. *** أطلي، أطلي عليّ.. جدائلكُ الموجُ، مدٌ: يكحل حرية الريح، جزْرٌ: يعج بأفواج أسراك.. جرحاك.. غرقاك.. أسرى سواحل أصدافك القزحية.. جرحى محاراتِك المروحية.. غرقى مناخات أقمارك المريمية.. أنت حورية الروح، والملح واليود، حورية البحر، والبرّ، والجوّ.. والبرق، والرعد.. واللازورد.. حورية الشرق والغرب.. والحفظ والذكر.. والشفع والوتر.. أطلي، لكي يهدأ البر والبحر والجو، والكرّ والفرّ، والشعرُ والنثرُ، ويطفو على النجم ظليْ.. *** أطلي.. توضأت بالضوء، صليت بالعاشقين، وأحسست بالياسمين يشف دعائي، وما انجبلت بالغمام سماءٌ كما لدعائيْ، أطلي، أطلي عليّ.. تمرغتُ بالغيم والغار، آخيتُ بين الغزالة والبندقية، آمنت بالفرق ما بين طعمين؛ أحلاهما مرك العذبُ كوثرُ همّيْ.. هلميْ.. أنا العبدُ لله أختارُ في النوم حلمي، وفي الصحو ألقاهُ ما بين كفيك.. هلمّي.. لأسمع وقع خطايَ على الرملِ هلمّي.. لأمشي على الماء..