واشنطن (أ ف ب) - بدأ العد العكسي للتحقيق مع عملاق المعلوماتية “جوجل” الذي يواجه مشاكل مع الهيئات المنظمة في أوروبا. ومن المزمع أن تُسرع اللجنة الفيدرالية لشؤون التجارة، المعنية بالإشراف على المنافسة في الولايات المتحدة، للتحقيق مع “جوجل” خلال الأسابيع المقبلة. ومع اقتراب الموعد، حذر جارد بوليس ممثل الحزب الديمقراطي في ولاية كولورادو من خطر “التعرض للخدمات المهمة التي تقدمها جوجل”، معتبرا أنه “ينبغي على اللجنة الفيدرالية لشؤون التجارة اتخاذ خطوات حذرة بشأن جوجل أو فيسبوك أو أي مجموعة تكنولوجية أخرى، نظراً لدينامية قطاعنا التكنولوجي”.
وتواجه “جوجل” انتقادات بأنها تسيطر على 70% من عمليات البحث على الإنترنت، والإعلانات المرفقة بها. وبأن ثلثي الهواتف الذكية مزود بنظام تشغيل الهواتف الخلوية “أندرويد” من “جوجل”. وقال بين هامر من جمعية “فيرسيرتش.جوف” إن نفوذ “جوجل” الهائل هذا يؤدي إلى ممارسات ترفع الأسعار وتؤدي إلى تراجع المنافسة”. وتضم هذه الجمعية بين أعضائها شركات مثل “إكسبيديا” و”كاياك”، و”نوكيا” و”مايكروسوفت”، التي اتهمت هي أيضا منذ بضع سنوات بالاستفادة من هيمنتها على القطاع بواسطة نظام التشغيل “ويندوز”. وقد وقعت “مايكروسوفت” على إحدى الشكاوى التي رفعت ضد “جوجل” في بروكسل.
وأكبر تهمة تواجهها شركة جوجل أنها تروج لخدماتها الخاصة (مثل أشرطة الفيديو على موقع “يوتيوب”). وتؤثر بشكل حاسم على الآراء بشأن المطاعم ووجهات السفر، من خلال نتائج البحث التي يعرضها على المستخدمين. وهذه الممارسة الاحتكارية أيضا قيد التحقيق الذي فتحته المفوضية الأوروبية العام الماضي. وقد أمهلت السلطات الأوروبية لحماية البيانات “جوجل” “ما بين 3 إلى 4 أشهر” لتعديل قواعده الخاصة بالسرية. ويواجه عملاق المعلوماتية في فرنسا أيضا مشكلة مع دور النشر التي تطالب باستحداث ضريبة مماثلة للخاصة بحقوق التأليف، على محركات البحث التي تستخدم محتوياتها بطريقة غير مباشرة.
وقال المحلل روب آندرليه “يذكرني وضع جوجل كثيرا بوضع مايكروسوفت في التسعينيات التي كانت تتصرف بفظاظة كما لو كان في وسعها القيام بكل ما يحلو لها”. وأضاف أن “الشركات التي تعتمد هذا النهج قد تواجه مشاكل مع الحكومات”. لكن بعض المحللين يعتبرون أن على الحكومة عدم التدخل في هذه المسائل. ويقول جلين مانيشين المحامي المتخصص في شؤون المنافسة إن قامة دعوى ضد “جوجل” هي بمثابة مغامرة قانونية “مجهولة”، معتبراً أن قضية “جوجل” مختلفة جداً عن قضية “مايكروسوفت”.
وأضاف أن “المستخدمين غير مجبرين على استخدام جوجل في أبحاثهم أو إعلاناتهم لأنهم يملكون خيارات أخرى. لكنهم كانوا مضطرين إلى استخدام ويندوز لأنه كان متوافرا على 95% من أجهزة الكمبيوتر المنزلية. تستطيع مؤسسات أخرى أن تدخل سوق الأبحاث على الإنترنت، وهذا ما يحدث بالفعل”.
عدد اليوم
