الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بعثة «صندوق النقد» تزور مصر للمرة الأولى منذ يونيو

بعثة «صندوق النقد» تزور مصر للمرة الأولى منذ يونيو
31 أكتوبر 2013 22:28
القاهرة (رويترز) - قالت وزارة المالية المصرية أمس إن بعثة من صندوق النقد الدولي تزور مصر هذا الأسبوع، وذلك بعد أيام قليلة من تصريحات لمحافظ البنك المركزي هشام رامز قال فيها إن مسؤولاً كبيراً في الصندوق تصرف بطريقة “غير مقبولة بالمرة”. وأدلى رامز بهذه التصريحات حين كان ينتقد الطريقة، التي دعيت بها مصر إلى الاجتماع السنوي للصندوق في واشنطن. وقالت وزارة المالية في بيان إنها دعت بعثة صندوق النقد للتشاور بشأن المساعدات الفنية، التي يمكن أن يقدمها الصندوق للإسراع في تطبيق منظومة ضريبة القيمة المضافة. وقال البيان: “أشاد (الوزير) بالاستجابة السريعة من إدارة صندوق النقد الدولي بإرسال بعثة فنية رفيعة المستوى فور تقدم الحكومة بطلبها، وهو ما يشير إلى وجود رغبة حقيقية من الصندوق في مساندة مصر خلال المرحلة الحالية”. وهذه أول زيارة من صندوق النقد لمصر منذ يونيو حين جاء وفد لمناقشة قرض محتمل للقاهرة بقيمة 4.8 مليار دولار أرجئ لفترة طويلة. ولم يذكر بيان وزارة المالية المحادثات المتوقفة بشأن القرض الذي يعتبره كثيرون أمراً ضرورياً لإقناع المانحين، والمستثمرين الأجانب بأن الاقتصاد الذي عصفت به الاضطرابات السياسية منذ انتفاضة 25 يناير 2011 يمضي في المسار الصحيح. ولم تفلح المحادثات، التي استمرت عدة أشهر بين حكومة الرئيس محمد مرسي وصندوق النقد في التوصل إلى اتفاق بشأن القرض قبل أن يعزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو، استجابة لاحتجاجات شعبية واسعة ضد حكمه. ومنذ ذلك الحين تقول الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش إنها ليست في عجلة من أمرها لطلب القرض من صندوق النقد إذ إنها حصلت على تعهدات بمساعدات مالية قيمتها 12 مليار دولار من الكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة لتجنب أزمة في ميزان المدفوعات والتغلب على أزمة الوقود. استثمارات الأسمنت من ناحية أخرى، قال العضو المنتدب لشركة السويس للأسمنت، أكبر شركة أسمنت مدرجة في البورصة المصرية، إن الشركة تنوي استثمار مليار جنيه (145.15 مليون دولار) على مدى عامين ونصف العام للتحول إلى العمل بالفحم بدلاً من الغاز والمازوت وللحفاظ على البيئة. وقال برونو كاريه في مقابلة في إطار قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط إن 500 مليون جنيه من إجمالي الاستثمارات ستذهب لتحويل اثنين من مصانعها الخمسة للعمل بالفحم بدلاً من الغاز والمازوت، وذلك بسبب تقلص إمدادات الطاقة، التي تحصل عليها الشركة في مصر. وسيذهب النصف الآخر من الاستثمارات المزمعة إلى تحسين الآثار البيئية لأنشطة الشركة. وقال كاريه: “نخطط في العام المقبل لبدء استخدام الفحم و(فحم) الكوك البترولي والمخلفات العضوية والزراعية مثل قش الأرز، والتي قد تشكل 25-30? من توليفة الطاقة في العام المقبل، وقد تزيد النسبة إلى مثليها في العام الذي يليه”. وأضاف: “من أجل ذلك الهدف سنستثمر نصف مليار جنيه على مدى عامين ونصف العام من مواردنا الذاتية”، وأوضح كاريه أن توليفة الطاقة، التي تستخدمها الشركة حالياً تتألف بنسبة 65? من الغاز و35? من المازوت. وتعاني مصر من مشاكل في توفير الطاقة للمصانع كثيفة الاستهلاك في نفس الوقت الذي تحرص فيه على إرسالها لمحطات الكهرباء لتقليل انقطاع الكهرباء عن المواطنين خوفاً من غضبهم. وقال كاريه: “لدينا مشكلة كبيرة فيما يتعلق بتوافر الطاقة. هذا العام كان صعباً جداً، واضطررنا بسبب نقص الطاقة إلى إيقاف مصانع لعدة أسابيع بل عدة أشهر.. أوقفنا 30? من طاقتنا الإنتاجية بسبب نقص الطاقة وزادت النسبة إلى 50? في أشهر الصيف”. وتملك السويس للأسمنت التابعة لمجموعة إيتالشمنتي الإيطالية خمسة مصانع للأسمنت في السويس والقطامية وطرة وحلوان والمنيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية نحو 11 مليون طن. إمدادات الطاقة وقال كاريه إن وزارة البترول أبلغت الشركة بأن إمدادات الطاقة التي تحصل عليها ستنخفض في العام المقبل، لكنه رفض الإفصاح عن حجم الانخفاض. ويشهد إنتاج مصر تراجعاً في المواد البترولية منذ منتصف التسعينيات لاسيما من الحقول القديمة بخليج السويس ودلتا النيل. لكن اكتشافات جديدة صغيرة وزيادة إنتاج الغاز الطبيعي ساهمت في تعويض جزء من الانخفاض. وذكر كاريه أن كميات مبيعات الشركة انخفضت 20? في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بسبب نقص الطاقة. وبلغ صافي الربح المجمع بعد حقوق الأقلية 37 مليون جنيه في ثلاثة أشهر حتى 30 سبتمبر مقابل 132 مليون جنيه قبل عام. وتراجعت مبيعات الشركة 3.7? إلى 973 مليون جنيه في الربع الثالث من 1,1 مليار جنيه في الربع المقابل من 2012. وقال العضو المنتدب للسويس للأسمنت: “نخشى أن يزداد الوضع سوءاً.. فما نسمعه من الهيئة العامة للبترول وشركة إيجاس يوحي بأن مسألة توفير الغاز والنفط صعبة للغاية، وليست هناك زيادة في الإنتاج، وهناك زيادة في استهلاك الكهرباء، وهو ما يلتهم جزءاً من الغاز والوقود الذي نستهلكه”. ورفعت مصر أسعار الطاقة للمصانع كثيفة الاستهلاك أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية حتى بلغت الأسعار في فبراير 1500 جنيه لطن المازوت وستة دولارات لكل مليون وحدة حرارية من الغاز الطبيعي لمصانع الأسمنت والطوب ونحو أربعة دولارات لكل مليون وحدة حرارية من الغاز لمصانع الحديد والصلب. وصرح كاريه بأن الشركة تجري حالياً: “محادثات نشطة مع وزير البترول ووزير الصناعة للتوصل إلى حلول بشأن استخدام الفحم وتأمل الحصول على الموافقة في أوائل العام المقبل.. توصلنا إلى حلول خاصة بنا وعرضنا البدء في استيراد الطاقة بأنفسنا ومورد الطاقة الوحيد المناسب لصناعتنا من حيث التكلفة إما الفحم أو الكوك البترولي لأن سعر الغاز مرتفع جداً في السوق الفورية”. حماية البيئة وقال وزير الصناعة منير فخري عبدالنور لرويترز في وقت سابق من هذا الشهر إن وزارته تعمل على استخدام الفحم والمخلفات الصلبة في صناعة الأسمنت وباقي الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ولكنها تجد معارضة من وزيرة البيئة. وقال كاريه إن السويس للأسمنت تنوي أيضا استثمار 500 مليون جنيه أخرى على مدى عامين ونصف العام لتحسين الآثار البيئية لأنشطة الشركة. وتابع: “إنه برنامج طويل الأمد بدأناه منذ استحواذنا على هذه الشركات قبل عشر سنوات”. وأضاف: “نعمل على تطبيق أحدث التكنولوجيا المتوفرة لتقليل الانبعاثات في إطار الحد القانوني. قمنا بتحويل فرن في مصانع طرة عام 2011، وانتهينا في الآونة الأخيرة من تحويل فرن آخر في حلوان”. وتمتلك مجموعة إيتالشمنتي الإيطالية نحو 55? من أسهم السويس للأسمنت. وعبر كاريه عن التزام شركته بالعمل في مصر التي استثمرت فيها مليار يورو إجمالاً على مدى عشر سنوات. وقال: “نحن ملتزمون بالعمل في السوق المحلية والاستثمار فيها لأنها سوق قوية وكبيرة وتنمو بقوة. نعتقد أنه بعد فترة أربع سنوات توقف فيها نمو السوق منذ عام 2010 ستستأنف النمو لأن العوامل السكانية في البلاد قوية والناس يحتاجون إلى مساكن ومستشفيات ومدارس وطرق”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©