الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملات تنظيف تستهدف حماية الشواطئ والحدائق من التلوث

حملات تنظيف تستهدف حماية الشواطئ والحدائق من التلوث
22 أكتوبر 2012
هيئة حماية البيئة والتنمية بإمارة رأس الخيمة، تجد نفسها دوما مدفوعة نحو تكريس الجهود في مواجهة التحديات التي تعاني منها البيئة، خاصة في مجال جمع النفايات التي تترك بكل إهمال، بعد استمتاع الجمهور بالأماكن الجميلة مثل الشواطئ والحدائق، إلى جانب تلك التي تترك بشكل يومي في أماكن معيشة العزاب، وفي المناطق التي تتشارك فيها عائلات من جنسيات مختلفة، وآخر حملة دعت إليها الهيئة في إمارة رأس الخيمة، واستطاعت أن تستقطب 1800 متطوع، من مختلف مدارس الإمارة بالتعاون مع مركز الفتيات في الإمارة، وهو الجهة التي رعت الحدث. موزة خميس (رأس الخيمة) - جاء تزامن تلك الحملة مع يوم البيئة العربي، وكان متوقعاً أن يشارك في الحملة ألف متطوع، إلا أن المدارس بإداراتها تحمست وخرجت بالطلاب والطالبات من مختلف المراحل حتى مرحلة الكليات الجامعية، حيث كانت هناك رغبة لإيصال رسالة للمجتمع بأهمية المحافظة على بيئة نظيفة وشواطئ خالية من المخلفات بكل أنواعها، نظرا لأهمية تلك البيئة للإنسان وللكائنات التي تعمل على حفظ التوازن البيولوجي، فضلا عن غرس وتعزيز سلوك النظافة البيئية لدى جميع فئات المجتمع، ولتشجيع العمل التطوعي البيئي بين كل الفئات، وقد كانت للدكتور سيف محمد الغيص- المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية، والذي كان في مقدمة الحملة، كلمة أكد من خلالها أن حملات التنظيف يجب أن لا تكون موسمية. ويضيف الغيص: علينا أن نكرس مبدأ التعاون لنبرز البعد البيئي، ليكون إحدى الأولويات الوطنية في منظومة العمل التنموي، ومن المهم أن نعمل على تحقيق الأهداف، ليس فقط من خلال المؤسسات الحكومية، وإنما أيضا من خلال زرع روح المحافظة على البيئة في وجدان أبناء الوطن من الطلبة والطالبات، في مختلف المراحل الدراسية حتى يكبر ذلك معهم عاما بعد عام، وذلك كله يتطلب أن نوجد آليات كي نلزم من يعيش على هذه الأرض، بالنظم والمعايير البيئية، وكي يكون التوازن البيئي من ضمن متطلبات التنمية. لا مبالاة وقد شاركت برأيها أخصائية توعية بيئية في الهيئة قائلة: إن أي إنسان لديه الرضا الكافي عن نفسه لا تسوّل له نفسه، أن يرمي المخلفات في أي مكان وليس فقط الشاطئ أو الميناء، لأن ذلك يجعل الذات تشعر بأنها غير سوية، وإن لم تفصح عن ذلك، خاصة أن الجهات المختصة لم تترك أي عذر يجعل منا أشخاصا غير مبالين، بأمر البلاد وبيئاتها المختلفة، وربما لا نجد العذر لمن يقرأ أو يكتب فيصاب بانفصام في شخصيته، التي ينم مظهرها عن رقي سواء في الزي أو المركبة التي يقودها أو في طريقة الحديث، ولكنه في الخفاء أو غير الخفاء لا يتورع عن فتح نافذته، ويرمي بالمخلفات مثل أعقاب السجائر أو لفافة ورق محارم قذرة أو عبوات العصائر. وتضيف الأخصائية الاجتماعية: هذا المكان الذي أقيمت عليه عملية التنظيف هو من أجمل الشواطئ، وتقصده العائلات لقضاء وقت جميل في المساء، ولكن تكاد تصاب بالصدمة بعد انتهاء اليوم ورحيل العائلات، لأنهم يتركون كل المخلفات خلفهم وكأن المكان خالٍ من صناديق وسلال جمع المخلفات، وربما نتساءل، هل هناك تقصير في الحملات التوعوية؟.. أم أن هناك لغات يجب أن تكتب بها القوانين والإرشادات؟.. ربما نحن بحاجة إلى لغة غير العربية والإنجليزية والأردو، خاصة أن هناك فئات من المجتمع سواء المواطنين أو المقيمين العرب والناطقين بتلك اللغات، ولكنهم أيضا يخالفون، وكم عدد اللغات التي يجب أن تدرج ضمن الحملات الإعلانية الخاصة بمنع رمي المخلفات في أي مكان؟.. ويبدو أن من يفعل ذلك متعمدا أو نتيجة جهل أو لا مبالاة بالأرض التي يعيش عليها، لم يعاقب بتطبيق القانون عليه ولذلك لا يجد حرجا ولا خوفا ولا رادعا من رمي مخلفاته. التخلص من الفحم ومن أكاديمية رأس الخيمة للبنات، تحدثنا إلى مها عبدالجبار، وهي تعيش في إمارة الشارقة وتعمل في رأس الخيمة، وكانت ضمن المشاركات مع الطالبات في الحملة، وقد ذكرت أن كل منطقة تعكس مستوى سكانها الثقافي والمادي، ولا يمكن ربط الفقر بعدم النظافة إن كان ذلك الفقير مثقفاً، فإن السكان الذين يعيشون إلى جواره يجدون أمام مسكنه نظيفاً، وتكمل: أن المنطقة التي أعيش فيها تتمتع ببيئة نظيفة ولا تعاني أية مخلفات، كما أني أمر على مناطق تعيش فيها فئات وضعهم المادي متوسط، ولكنها بيئة نظيفة، في حين هناك فئات ربما تكون متعلمة ولكن لديها إهمال تجاه المكان، حيث تسعد بالاستفادة والاستمتاع، ولكنها تترك المكان ملوثا، وخلال الحملة وجدنا الكثير من النفايات سواء من العبوات البلاستيكية والأكياس، وعبوات الألمنيوم والزجاج وأعقاب السجائر، وهناك الفحم الأسود والرماد الناتج عن عمليات الشواء، مما يتسبب في تشويه الشواطئ ببقع سوداء. والحكومة تشجع مرتادي الشواطئ على إحضار شواياتهم الخاصة من المنازل، لكن البعض لا يتخلص من المخلفات بشكل صحيح، حيث إن الكثير من بقايا الفحم يكون مخفيا تحت طبقة من الرمال، ومن شأن ذلك أن يؤذي رواد الشواطئ، حيث يدعس البعض عليه وهو لا يزال مشتعلاً، وربما يستمر هكذا لعدة ساعات أو حتى أيام بعد تركه، ونحن نعمل على توصيل المعلومات بشأن التخلص الصحيح من الفحم، بأسلوب التبريد ومن خلال غمره بالماء ثم بعد ذلك يتم دفنه بالرمال. الحد من الملوثات وتوضح مها، أن الوعي البيئي يعتبر مهما من أجل الحد من الملوثات التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على المناطق، وتلك المناطق هي متنفس سواء كانت سكنية أو على الشاطئ أو البر والحدائق، وكما أن الوعي البيئي يساهم بشكل كبير في الحد من الإنفاق على مشاريع الإصلاح والتنظيف والحماية، ولأن غالب أفراد المجتمع يؤمنون بأن النظافة شعبة من شعب الإيمان، فإنهم يتلقون بسهولة الدعوة للمشاركة في حملات التوعية والنظافة، وتسليط الضوء على أهمية حماية البيئات المحيطة بهم. وتضيف مها: من المهم غرس الشعور بالانتماء الصادق للبيئة في النفوس، وترسيخ الإدراك العميق للعلاقة الإيجابية بين الإنسان والبيئة، بما فيها من كائنات ومكونات، وتوفير المعلومات البيئية الصحية وإخضاع جميع العلوم والمعارف ذات العلاقة بالنظام البيئية لتعاليم الدين، وسوف يكون المواطن والمقيم على استعداد أكبر فيما لو أستوعب، وشارك في المشاريع المتعلقة بالبيئة، خاصة تلك المتعلقة بأهمية الحفاظ على البيئة الفطرية والتنوع البيولوجي في بيئات المناطق البرية، من خلال معلمي العلوم ومن أول يوم في الروضة بالنسبة للطلاب، حتى يصبح كل منهم فرد مسؤول عن البيئة التي يعيش فيها. نشرات توعوية بالمطارات أما آمنة. ا، من روضة البشاير، فتقول: المطلوب أن يتعرف المواطن والمقيم على القوانين الخاصة بالبيئة، وذلك بتوزيع نشرات توعوية توزع في المطارات وتكون بكل اللغات الخاصة بالجنسيات القادمة إلى الدولة، وحتى بالنسبة للقوانين الأخرى مثل الاحتشام، وتعد فئة الطلاب والطالبات من أفضل الشرائح التي يمكن أن تنقل المعلومات إلى المجتمع من خلال عائلاتهم وأقربائهم، وكي تتأصل بداخلهم فكرة رعاية البيئة، وعدم الإضرار بها عن طريق الإهمال واللامبالاة. وتؤكد آمنة أهمية الحملات التوعوية موضحة: تأتى أهمية الحملات من حشد المجتمع لأجل التوعية، مما يعمل على تحسين مستوى الوعي البيئي في المدينة، وكذلك يساعد في إبقاء البيئة نظيفة، ولذلك تأثيرات مباشرة على حياة المواطنين، وعلى نوعية الهواء الذي يستنشقونه والماء والغذاء الذي يتناولونه، وحتى التربة التي ينبت منها هذا الغذاء، وتلك أساسيات لا غني عنها لكل فرد، واليوم أصبحت عملية حماية البيئة من القضايا المهمة، وهي تدخل في الاستراتيجية البيئية للدولة. نحن نعلم أهمية ثقافة الاستدامة ومتطلباتها، لما لها من تأثير في مختلف جوانب الحياة في الحاضر والمستقبل، ويشكل الوعي جانبا مهما في أي استراتيجية فاعلة لحماية البيئة، لأن كثيرا من الممارسات الضارة بالتوازن البيئي تكون نتيجة جهل الإنسان بمخاطرها، أو عدم المعرفة بكيفية التعامل معها، ولكن ماذا عن الاستهتار عند البعض بإرشادات الحملات، رغم أن البعض يعي ويعلم ولكنه لا يطبق. أهمية وإيجابية التدوير تضرب آمنة. ا، من روضة البشاير، مثال على ذلك قائلة: نحن نعلم أهمية التدوير بالنسبة للإسراف في الطاقة وعدم هدرها، ولذلك فإننا بدأنا نعمل على جمع العبوات المختلفة الصنع، لنسلمها للجهات المختصة كي تعيد تدويرها، فيما لا تزال هناك عشرات الفئات يشكلون مئات الآلاف من المجتمع، لا يزالون يرمون تلك النفايات في أي مكان، ونحن ندرك أهمية جمعها من أجل تصحيح المواقف وتغيير عادات الإسراف الضارة بالبيئة، كي نبني نهجا مستداما للاستهلاك، بالإضافة إلى زيادة قدرات المجتمع على حماية البيئة. ولا يزال هناك قدر كبير من الجهل واللامبالاة من عامة أفراد المجتمع، حول فوائد تجميع النفايات لإعادة تدويرها، ومع ذلك فإن الاتجاه نحو إعادة التدوير أصبح يأخذ مكانه ببطء كإحدى الوسائل المرغوبة لإظهار المسؤولية البيئية في دولة الإمارات، وكلنا نعلم أن لعمليات جمع وفرز النفايات إيجابية واضحة تظهر بعدة طرق، حيث إنها تساعد في الاستفادة من المواد الخام الثانوية، وتساهم في خفض استهلاك الطاقة والمياه المرتبطة بعمليات التصنيع من المواد الخام الأولية، وتعمل على تحويل كل نوع ليخف العبء وتنخفض مستويات التلوث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©