الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شركات إعلامية أميركية تستهدف ذوي الأصول اللاتينية

شركات إعلامية أميركية تستهدف ذوي الأصول اللاتينية
22 أكتوبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - تشهد أميركا اللاتينية والجنوبية إقبالا منقطع النظير من مؤسسات إعلامية مختلفة النوع والمحتويات، بما فيها الصحف الورقية، تسعى كلها للاستفادة من النمو المستمر في سوق الأخبار الصحفية لذوي الأصول اللاتينية. ولعل أبرز ما يسترعي الانتباه من بين المؤسسات «الغازية» صحيفة فايننشال تايمز التي أعلنت عن توسعها باتجاه أميركا اللاتينية، من خلال إطلاق نسخة مطبوعة خاصة بالبرازيل، إضافة إلى صفحة خاصة بأميركا اللاتينية على موقعها، وتطبيقا خاصا للهاتف المحمول لهذه الدولة الجنوبية. وذكرت الصحيفة أن نسختها التي ستطبع في مدينة ساو باولو ستكون متوافرة للقراء عبر الاشتراك وأكشاك التوزيع في كل مدن ساو باولو وريو دي جنيرو وبرازيليا، اعتبارا من بداية الشهر الجاري. وأوضح الرئيس التنفيذي للصحيفة جون رايدينج أن إطلاق مركز جديد لطباعة الصحيفة يتعامل مع بروز أميركا اللاتينية كمركز رئيس للمال والتجارة العالمية. وإلى جانب فايننشال تايمز أعلنت صحيفة «مترو» المجانية، عن توسع جديد لها اعتبارا من أكتوبر الجاري في أميركا اللاتينية من خلال إطلاق نسخة ورقية مجانية في بورتو ريكو، انطلاقا من عاصمتها سان خوان. وذكر موقع «نيوزبيبر اينوفايشن» أن هذه النسخة هي الثامنة للصحيفة في القارة الجنوبية. وتعتبر بورتو ريكو رابع أكبر سوق لإعلانات الصحف في أميركا اللاتينية، علما أن عدد سكان عاصمتها يبلغ مليونين فقط. ولصدور هذه الصحيفة تم تأسيس شركة مشتركة تمتلك فيها «مترو» الأم 70%، بينما تعود النسبة الباقية لمستثمرين محليين وأجانب مهتمين بالبحث عن فرص جديدة في قطاع الإعلام في تلك البلاد. وفي تأكيد لمدى اهتمام كبريات الصحف الأميركية بالسوق الجنوبي بأي شكل إعلامي كان، جاء إعلان صحيفة «نيويورك تايمز» مؤخرا عن نيتها إطلاق موقع باللغة البرتغالية موجه للبرازيل، وهي تأمل من ذلك زيادة شهية المعلنين لأكبر سوق في أميركا اللاتينية. وذكرت دينيس وارن، المدير العام لموقع نيويورك تايمز، ومسؤولة الإعلانات في المجموعة المالكة، أن الموقع البرازيلي للصحيفة سيطلق في النصف الثاني من 2013 خاليا من أي رسوم اشتراك. ومن المتوقع أن يكون الموقع البرازيلي مماثلا للموقع الصيني الذي بلغ 1.9 مليون زائر خاص، وأكثر من 10 ملايين مشاهدة للصفحات في سبتمبر الماضي، وفقا لشركة قياس حركة المرور على الشبكة «ويب تريندز». ولا تعني مشاريع الصحف القادمة من وراء الحدود أن الطريق سيكون أمامها سهلا في المنطقة، وخاصة الورقية منها. وفي البرازيل تحديدا، أعلنت صحيفة «دياريو دي ناتال» الصادرة في ولاية ريو جرينتي الشمالية أنها ستضع حدا لنسختها الورقية، وتكتفي بالصدور عبر الشبكة حصرا. وقالت إنها اتخذت هذا القرار استنادا إلى النتائج المالية السلبية للسنوات السبع الأخيرة. وبينما أعلنت الصحيفة المذكورة نهاية النسخة الورقية؛ قالت تقارير أخرى إن بقية الصحف البرازيلية هي الآن أقوى من أي وقت مضى، حيث إن توزيع الصحف في نهاية سبتمبر الماضي ارتفع بنسبة 2.3%. ويخشى أن عدوى إشكالية الورقي والرقمي ليست الوحيدة التي قد تواجه صحافة المنطقة، ففي الأرجنتين قال تقرير للجنة حماية الصحفيين (سي بي جي) إن الصحافة كانت مؤخرا أول الخاسرين في المواجهة بين حكومة الأرجنتين وبعض كبرى شركات الإعلام في البلاد. وتحدث التقرير الذي صدر في 27 سبتمبر الماضي عن العديد من محاور تضارب وصراعات المصالح، ومن أبرزها المواجهة بين رئيسة البلاد كريستينا فرنانيز دي كيرشنر والمجموعة الإعلامية «غروبو كلارين» وهي أكبر مجموعة إعلامية ومالكة الصحيفة الأكثر انتشارا وهي «كلارين». وتعود خلفية النزاع إلى الإعلانات الرسمية في الأرجنتين التي لا يخضع توزيعها بين وسائل الإعلام لمعايير شفافة وتنقصها صفة الدورية. ودعا تقرير اللجنة إلى الكف عن «العشوائية والتمييز في التوزيع وعن استخدام ذلك لمحاباة أو معاقبة وسائل الإعلام». جبهة تلفزيونية تراهن الشركات الأميركية الكبرى على خبرتها وإمكاناتها الضخمة التي ستوفر لها في النهاية حصة من السوق الإعلاني، أيا كانت أحوال الصحف ووسائل الإعلام الوطنية والمحلية في الجزء الجنوبي من القارة. ولكن الثابت أنها باتت تلاحق جمهور ذوي الأصول اللاتينية أينما كانوا، في أوطانهم الأصلية أو في الولايات المتحدة. ولعل آخر شاهد على ذلك إطلاق شبكة تلفزيونية جديدة بالشراكة والمناصفة بين «إيه بي سي نيوز» و»يونيفزن نيوز» التي ستستهدف الشباب من ذوي الأصول اللاتينية وسوقهم سريع النمو في الولايات المتحدة. وذكرت وكالات الأنباء عن مسؤولين في الشركة أن الشبكة الجديدة ستبث من ميامي اعتبارا من نهاية صيف 2013. وقال سيزر كوند رئيس شبكة «يونيفزيون» إن الشركتين المتعاونتين في المشروع تستثمران 275 مليون دولار في شبكة صناعة الأخبار باللغة الإنجليزية وأنماط الحياة، وهو ما يخلق 350 فرصة عمل. ولم تتم حتى الآن تسمية الشبكة الجديدة ولكنها ستستهدف ذوي الأصول اللاتينية المتعلمين الذين يستخدمون اللغة الإنجليزية، وفي الوقت نفسه يستمرون في تعلقهم بجذورهم الثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©