الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مليكة أمينا تسعد بـ «الإشارة الخضراء» وتتفاءل بصناعة السينما الإماراتية

مليكة أمينا تسعد بـ «الإشارة الخضراء» وتتفاءل بصناعة السينما الإماراتية
22 أكتوبر 2012
خورشيد حرفوش (الاتحاد) - مليكة أمينا، فنانة إيرانية واعدة ومتعددة المواهب الفنية، تتمتع بحضور و«كاريزما» فنية لافتة، وهي تجمع بين مواهب التمثيل والإخراج والغناء بالعربية والإنجليزية والفارسية. حلت ضيفة على مهرجان أبوظبي السينمائي السادس 2012، إذ تحرص دائماً على الحضور والمشاركة في دورات المهرجان كافة، كما هي في مهرجانات دبي. مولعة بالسينما والفن، ومتابعة جيدة للساحة الفنية المحلية والخليجية والعربية، وتشارك في المهرجان في دورته الحالية بفيلمها القصير «الإشارة الخضراء»، للمخرج الشاب هيثم صقر، وقد شاركته في إخراجه، وتم تصويره في دبي واستانبول وتورينتو، وهو الفيلم الثالث لها بعد فيلم «tiger» وهو من إنتاج تركي، وفيلم «نسرين». أمينا خصت «الاتحاد» بإشادتها الكبيرة للمهرجان، وما لامسته عن قرب من تطور، وقالت: «لا أزال أتذكر جيداً ما كان عليه مهرجان أبوظبي السينمائي عند ولادته قبل خمس سنوات، كانت بداية تستحق الإعجاب والإشادة، واليوم في دورته السادسة نراه قد نضج كثيراً على الصعد كافة، من حيث التنظيم، وحجم المشاركات، ونوعية الأفلام المعروضة، وتعدد الفعاليات التي تنظم على هامش المهرجان. المهرجان خطى خطوات نوعية ملحوظة، وأصبح علامة مهمة في خريطة مهرجانات السينما الخليجية والعربية والإقليمية، ويسير بثبات نحو العالمية. إنه انعكاس طبيعي ومنطقي لما نشاهده من تقدم وتطور وإنجازات حضارية متلاحقة في شتى جوانب الحياة في أبوظبي والإمارات، ويجسد ذلك الدعم والرعاية والاهتمام التي تحظى بها الحركة الفنية والسينمائية في أبوظبي والإمارات». تضيف أمينا: «أنا واثقة للغاية بنجاح هذا الحدث السينمائي الكبير، ومتفائلة جداً بمستقبل صناعة السينما في الإمارات، فإذا كانت كل الظروف والإمكانات متاحة، وإذا كان التوجه الفني والسينمائي يحظى بكل هذا الدعم، فماذا يتبقى؟ إن الأمر يحتاج فقط إلى جرأة الاستثمار في صناعة السينما، وتشجيع أصحاب رؤوس الأموال في الاستثمار السينمائي، كما هي الحال في الاستثمار في مجال الدراما التلفزيونية، وأظن أن للدراما والسينما دورهما المهم والبناء في تعزيز وإثراء الجانب السياحي والتنمية السياحية، وهذا ما نتمناه، وتصبح الإمارات قِبلة فنية خليجية لعشاق الفن السابع في غضون سنوات معدودة». وتعود أمينا لمشاركتها في المهرجان، وتشير إلى أن فيلم «الإشارة الخضراء»، للكاتب الإيراني ميما أوسلوي، يتناول تصوير واقع الحياة الاجتماعية والتحول الاجتماعي الذي حدث بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 وتسليط الضوء على التناقضات التي ظهرت بعدها في الشارع الإيراني. وتستطرد في محاولة لتوضيح حال السينما الإيرانية في العقد الأخير، وتقول: «لقد استطاعت السينما الإيرانية خلال العقود الأخيرة فرض نفسها على الساحة العالمية، وأظن أنها احتلت المركز الثاني عشر عالميا‏ً، ونالت جائزة «الأوسكار»، وهي أرفع جائزة سينمائية على مستوى العالم‏، واستطاعت أن تحطم الصورة التقليدية الجامدة، وأكدت أن لديها من الفكر والانفتاح والنضوج ما يؤهلها لمسايرة السينما العالمية، بل يجعلها في المقدمة علي مستوى النضج الفني والإبداعي». أما عن السينما العربية بشكل عام، فتقول أمينا: «تعرفنا إلى السينما العربية من خلال الأفلام المصرية، وربما الأفلام اللبنانية أو السورية محدودة الانتشار، وهناك بالطبع السينما المغاربية، التي لا يتاح مشاهدة إلا ما يعرض منها من حين لآخر في الفضائيات، لكن لا تزال السينما العربية أو الإيرانية غير قادرة على المنافسة الحقيقية مع السينما الأميركية أو الهندية، خاصة على صعيد الإنتاج. حول الدراما العربية والإيرانية والتركية، تقول أمينا: «أتابع الدراما الإيرانية عن كثب، ومعها الدراما العربية «المصرية والخليجية والسورية والمحلية» بشكل جيد، ومع تعدد اللهجات العربية، أستطيع أن أفهم وأستوعب اللغة العربية بشكل جيد يفوق نسبة 80%، بفضل الفضائيات ولإقامتي في دبي. ومن السهولة أن نلاحظ أن الدراما الإماراتية والخليجية قد تطورت خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل لافت، لتطور مفاهيم وآليات ومستلزمات الإنتاج، وأتابع غزو الدراما التركية عبر القنوات الفضائية المحلية، وليس هناك قلق على الإنتاج المحلي أو العربي، لأن ذلك من شأنه أن يخلق حالة من المنافسة للوصول إلى قلب وعقل المشاهد، فالسماوات مفتوحة، ولا يمكن حجب المشاهدة أو تقنينها، فالعمل الجيد يفرض نفسه، وإذا كان الإقبال على الدراما التركية يتزايد، علينا أن نفسر ذلك بمساحة حرية التناول والطرح و»فانتازيا» التصوير والإخراج، وربما يؤخذ على الدراما الخليجية أو العربية وقوعها أحياناً في فخ التقليد والمحاكاة والنقل، أو انحسارها في معالجة موضوعات مكررة، أو عدم خروجها عن النص، أو تقيدها بمساحة معينة تتفق وطبيعة وخصوصية المجتمعات الخليجية المحافظة، وما يسود من قيم وعادات وتقاليد علينا أن نجلها ونحترمها». أما عن عزمها على المشاركة في عمل درامي إماراتي أو خليجي، تقول أمينا دون تردد: « نعم.. بكل تأكيد.. لما لا؟ إنني أتمنى ذلك، فإذا توافر النص الجيد مع بقية عناصر العمل لن أتردد بالطبع، وهذا بمثابة أمنية أتشرف بتحققها وتضاف إلى رصيدي الفني، لكن بشرط أن يكون العمل بمستوى جيد ومتكامل، ويحمل إضافة جديدة، وبالفعل تلقيت أكثر من عرض، وقرأت أكثر من نص، وأتمنى أن يتم ذلك في القريب العاجل». الزمن الجميل بسؤال أمينا عن حال الساحة الغنائية الخليجية، وأسباب اختفاء نجوم الغناء الإيرانيين على غرار شهرة الفنانة العالمية كوكوش أو النجمة الراحلة مهستي وشقيقتها هايدة، أجابت أمينا: «واقع الفن والغناء الإيراني لا يختلف كثيراً عن الفن والغناء العربي، فالفن انعكاس حي ونبض للمجتمع، وعلينا أن نستحضر من هذا الزمن الجميل عربياً ناظم الغزالي أو الراحلة أم كلثوم وفيروز وغيرهم من عمالقة الغناء العربي، وكيف حدث تحول وتغير في شكل الغناء والطرب، وظهور أسماء جديدة، ونجوم كثر، ربما الساحة الغنائية تأثرت أكثر من غيرها بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة خلال نصف القرن الماضي، وتأثر الفن والغناء بغياب الدعم وتشجيع الإنتاج، ورغم انتشار الفضائيات في العقدين الأخيرين، إلا أن الانتشار أصبح محدوداً في قلوب الجماهير، فلكل زمن نجومه، وزمن الغناء الجميل قد مضى، إنني أتابع تطور وازدحام الساحة الغنائية جيداً، وعلى الرغم من وجود أصوات عديدة تستحق الإشادة والتقدير لفنانين وفنانات ـ ولا أود أن أذكر أسماء معينة لأن لكل منهم إسهاماته وبصمته ومكانته لدى محبيه من عشاق الغناء ـ إلا أن تأثير تلك الأصوات يبقى محدوداً إذا ما قورن بأصوات الزمن الجميل». أما عن عطائها الغنائي، فتشير أمينا إلى أنها أنتجت «ألبوماً» غنائياً يضم سبع أغاني، لاقت نجاحاً جيداً، وأنها بصدد الانتهاء من إصدار «ألبومها» الثاني، وأنها انتهت بالفعل من تصوير بعض أغانيه في الهند وكندا، وسيكون مفاجأة لجمهور الغناء العربي والفارسي والهندي، حيث إنه يتضمن أغاني هي خليط بين العربية والهندية والفارسية، وبمشاركة عناصر من الهند وإيران والإمارات، وتتمنى أن يحقق هذا «الألبوم» انتشاراً واسعاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©