السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أفريقيا بهوية عربية

2 نوفمبر 2011 22:01
تشعرك مدينة فاس المغربية بأنها معقل من معاقل التاريخ، هي بالتأكيد حاضرة العلم والثقافة ومنبث العلماء والمفكرين والمبدعين، في كثير من زواياها تشم أريج التاريخ الإنساني وكثير من فسيفسائها، يدل على أنها معقل من معاقل التراث العالمي. فاس هذه قضت يوم الأحد الماضي ليلة بيضاء، لم يكحل النوم عيونها، فقد شدت إليها الأنفاس والقلوب والجوارح وناديها المغرب الفاسي يقف على أعتاب التاريخ لصناعة مجد كروي جديد. لم يكن المغرب الفاسي قبل اليوم برغم ما أنجزه محلياً بالفوز بألقاب الدوري وكأس للعرش قد حاكى أندية مغربية أخرى بنفس عمقه التاريخي ومرجعيته في مطاردة ألقاب عربية أو أفريقية، لذلك مثل له لقاء الإياب أمام أنتير كلوب الأنجولي في نصف نهائي كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مدخلاً أساسياً لصياغة أول قلادة قارية. شدت فاس إليها كل الأنفاس، أنفاس المغاربة والعرب، فقد كان الفوز على أنتير كلوب الأنجولي عملة بوجهين أسطوريين، الوجه الأول هو تعبيد الطريق، أمام النمور الصفر وهذا هو لقب المغرب الفاسي لبلوغ النهائي الحلم، والوجه الثاني هو تكريس للألمعية العربية، إذ إن تأهل المغرب الفاسي للقاء النهائي يعني ببساطة شديدة أن اللقبين الأفريقيين لدوري الأبطال وكأس الاتحاد سيكونان عربيين وهو أمر تكرر كثيراً في السنوات الأخيرة. وللأمانة فقد قدمت المباراة ملمحاً جديداً للأيدولوجية التي تلازم كرة القدم، إذ ظل نادي المغرب الفاسي لأكثر من ساعة ونصف الساعة يفتش، يبحث، يقاوم، ييأس ثم يأمل، كانت الفرص تضيع والدقائق تمضي سريعة وكلما دنونا من النهاية كلما ارتفعت درجة الضغط وزادت حلكة الليل. ولأنها فاس عاصمة الدهشة، فإن نيزكاً أطل في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع ليبدد العتمة وليطلع بفجر الفرح، كرة سددها شمس الدين الشطيبي، وضع فيها ما سكن جسده النحيف من قوة وإصرار، فأسكنها في المرمى ليأتي الهدف التاريخي. كان هدف شمس الدين الشطيبي إيذاناً ببداية ملحمة كروية جديدة بأفريقيا، عربية الهوية، ستكون بدايتها هذا الأحد عندما يلتقي الوداد البيضاوي والترجي الرياضي في نهائي عصبة أبطال أفريقيا، وتكون وصلتها الثانية بمواجهة الأفريقي التونسي للمغرب الفاسي في نهائي كأس الكاف، على أن تكون خاتمتها الساحرة مباراة بعبق التاريخ بين أسود الأطلس ونسور قرطاج في أول أدوار نهائيات كأس أفريقيا للأمم 2012 بالجابون. لا نحتاج إلى رصد لأرقام ومعطيات هي مودعة في ذاكرة التاريخ عن الذي كان من مواجهات كروية بتوابل المتعة والإثارة بين الكرتين المغربية والتونسية على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية لنمايز بين الحظوظ لطالما أن للملعب حقيقة واحدة، هي حقيقة الجهد المبذول لاستحقاق الفوز، ولكن لنقل أن وجود أربعة أندية مغربية وتونسية في النهائيين الأفريقيين دليل على أننا نجحنا في بسط هيمنة كروية لا بد وأن نحميها أولاً ثم نستثمر فيها ثانياً، ثم نجعلها حافزاً لتحقيق نجاحات أخرى ثالثاً. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©