الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اخترن اقتحام عش الدبابير

18 مارس 2009 01:29
كما تشغل قضايا النساء الرجال تشغل قضايا الرجال أذهان النساء ومدوناتهن ويتبارين في البحث عن تحــــليلات وتفاســــير منطقية لما يفعله الرجل، وهنا اتحـــــدت المدونات النســــــائية في البحـــــث عــــن تفســـــير لمعنى ''الرجولة'' وبرغم اختلاف طريقة طرحهن للقضية إلا أنهن في النهاية أجمعــن على النتيجة، تقول أميرة بطـــــبعــي في مدونتــهــــا http://altyeba.maktoobblog.com : جرت العادة على وصف المرأة بالرجولة عندما تحسن التصرف في موقف من المواقف التي تعودها الناس أن لا تصدر إلا من الرجال، يقولون: فلانة وقفت وقفة رجال ·· وأحيانا توصف بأنها بمائة رجل من فرط الإعجاب بها، فى حين تسلب صفة الرجولة من بعض الرجال عندما يقفون وقفة لا تليق بالرجال ··!! وإذا كان الرسول صلى الله عليم وسلم قد لعن المتشبهات من النساء بالرجال فإنه بارك مواقف الرجولة من بعض نساء المؤمنين، أمثال أم عمارة وذلك في ميادين الحق والقتال ونصرة الدين· الرجولة ·· صفة يحبها الله ورسوله لكل الناس رجالا كانوا أم نساء، رجل كلمة لا تقال إلا لصفوة البشر، كلمة ·· حين تسمعها لا تستطيع إلا أن تقرنها بتحمل المسؤولية والثبات على الحق والوفاء بالعهد، ومع ذلك تاه معناها واختلط مفهومها الحقيقي عند الكثير من الناس· العجب كل العجب أن يرى أحدهم أن الرجولة ما هي إلا تحرر فكري ومادي يكسر بهما كل القيود، حرية تكفل له فعل أي شيء وكل شئ في أي وقت وفي أي مكان ومنهم من يرى أن الرجولة هيمنة وسيطرة وزعامة وفرض رأي وهناك من يراها قوة وشجاعة وفتوة وصوت جهوري سواء في الحق أو في الباطل وتعددت المفاهيم الخاطئة للرجولة وتاه معناها في هذا الزمان ولأن بالرجـــولة ترفع أقــــــوام وتذل وتدخــل الأمم التاريــخ ولأن الرجــولة غايـــــــة كل الآباء لأبنائهم وحلم يراود كل فتاة تبتغيه في زوج المستقبل· وتحــــت عنوان ''مفاهـــــيم مغلوطــــة'' كتبت جــــيهان علي في مدونتــــــها عبق الورد http://gihanali.blogspot.com في حياتنا الكثير من المفاهيم المغلوطة التي ترتبت عليها أفعال كثيرة جدًا وتكوينات شخصية كثيرة جدًا على أساس خاطئ، والمفاهيم هذه قد تكون توارثناها من أجدادنا وآبائنا كبعض الأمثال الشعبية والأفكار المترسخة أو عن طريق الوسائل الإعلامية المرئية كانت أو المسموعة المقروءة أو المصورة· وسوف أتحدث هُنا عن النوع الثاني الذي ساهم بشكل كبير ولا يستهان به في تثبيت بعض المفاهيم المغلوطة في الأذهان لما لهذا النوع من تأثير، خاصة في وقتنا هذا الذي أصبح للإعلام وجود كبير جدًا في بيوتنا وفي تربية أولادنا· من ضمن هذه المفاهيم المغلوطة - على سبيل المثال وليس الحصر - مفهوم الرجولة، الرجولة التي أصبحت تعني لدى الكثيرين الغلظة وقسوة القلب، ولكي تكون رجلًا فلا يجب أن يرق قلبك ولا تدمع عينك، أن تكون رجلًا فأنت تحل مشاكلك بالقوة أو بسيجارة أو كأس من المشروب، وربط الرجولة بالذكورة رغم أن الرجل ليس بالضرورة أن يكون ذكرًا وليس كل ذكر يصلح أن نقول عليه رجل فكم من امرأة بها صفات الرجولة الحق ما ليس في الكثير من الذكور· فالرجولة صفات من نبل وشهامة وشجاعة وإقدام ووفاء وحب وعطاء ورقة قلب في محلها وكرم ومواجهة للصعاب وليس الهروب منها كما يأتي لنا بطل الأفلام المغوار عند أول صدمة عاطفية يتعرض إليها ينكب على الخمر والسجائر يهلك صحته ويغضب ربه! وأنا هُنا لا أتهم الفن ولا الوسائل الإعلامية بشيء ولكني فقط آخذ عليهم تركيزهم على نماذج معينة حتى وإن كانت موجودة بالفعل في حياتنا وتسليط الضوء عليها حتى يتكون لدينا فكرة عامة أن هذا هو الأمر الطبيعي وأن الحياة أصبحت بهذا الشكل، وهذا بشكل عام وليس فيما ذكرته سابقاً فقط· وأتمنى أن يعبر الفن عن أمور إيجابية نريد نشرها وتثبيتها في حياتنا وتعاملاتنا بدلًا من التركيز الأكبر على سلبيات نريد محوها أو على الأقل عمل موازنة بين إيجابيات نريدها وسلبيات نرفضها مع توضيح الرفض· أمـــــا ميرفــــــت فتقــــول في مدونتها مــــــــيراف http://merav.jeeran.com : الواقع أنني لم أقصد بكلمة ''رجل'' المعنى العام المتعارف عليه في الأذهان للرجال الذي هو ضد ''النساء''، ولكن ما قصدته هو معنى آخر للرجولة، معنى يسمح للفتى الصغير الذي لم يبلغ الحلم بعدُ بالانتساب إليه، وقد تعجب إذا علمت أن للفتيات أيضًا الحق الكامل في الانتساب لمفهوم تلك الكلمة، فهل أصابك العجب حقًا الآن؟ ربما، على كل حال قبل أن نعرج على المفهوم الرباني لمعنى الرجولة تعالَ معي لنتعرف على ما تعنيه هذه الكلمة في معجم أغلب شباب أمتنا إلا من رحم الله وهم قليل فأكثر الشباب اليوم يعتقدون أن: الرجولة تعني التدخين، وهذا المفهوم للأسف الشديد انتشر كثيرًا وترسخ في أذهان العديد من شباب الأمة، بل وأطفالها إذا أردنا أن نكون أكثر تحديدا، وتتعدد العوامل والوسائل التي تنشر مفهوم أن الطريق إلى الرجولة بالتدخين، بعضهم يعتقد أن الرجولة هي الصوت العالي وهكذا في كل الأمور لا ترى منه إلا صوتًا مرتفعاً، فبه تحل المشاكل ويعرف الناس مكانته بعلو صوته، ويخشاه كل من حوله فتراه لا يتفاهم في أمر إلا ويحسمه بحنجرته لا بعقله، وهو قادر على أن يتغلب على الجميع· لكي تكون رجلاً لا بد أن تكون منحرفًا، فلسانك مثلاً لا يترك مخلوقًا في حاله، وهو كذلك مبدع في ناحية اختراع القذارات والإهانات لبني البشر، ويداك لا تسكن مكانها، بل هي أداة بطش مستمرة لا تتوقف عن العمل والإيذاء، وعينك لا تترك امرأة تعبر إلا وتمر تحت أجهزة استشعارك الدقيقة، وكذا كل جارحة من جوارحه تقوم بدورها في رسم صورة الانحراف للحصول على لقب الرجولة المستحق عن جدارة· الرجل هو صاحب القدرة العالية على الإيقاع بالفتيات في حبائله، الذي لا يباريه أحد في سرعة هذا الإيقاع، وسرعة الحصول على ما يريد من الفتاة بدافع وهم الحب والهيام، أو هو الباحث عن الحب العفيف الرومانسي الحالم هو الباحث عن عبارات الحب والذوبان التي تؤكد رجولته من أمثال: 'لا يمكنني العيش بدونك، أنت الرجل الذي كنت أبحث عنه طول حياتي،، أنت تملأ خيالي طول الوقت ولا أتوقف عن التفكير فيك، وغير ذلك من العبارات المعسولة، أي المنقوعة في العسل، وهي ليست كذلك على الحقيقة، فمن الواضح أن هذا العسل مستخرج من زهرة الحنظل على ما يبدو· وهو مفهوم للرجولة رفيع ومحترم، فالرجل الذي تجده وقت الحاجة وتطلبه في المهمات هو المتحقق لمعاني الرجولة، وهو وإن كان مفهومًا يحمل قدرًا من الصحة والصواب ويلتقي مع المفهوم الرباني للرجولة في جزئية تحمل المسؤولية والقدرة على مواجهة الصعاب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©