الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تمبكتو مدينة «الأولياء الصالحين» شوهها المتشددون

28 يناير 2013 01:19
باماكو (أ ف ب) - تمبكتو، الواقعة شمال شرق مالي، والتي كانت مركزاً ثقافياً إسلاميا مشعاً، ومدينة مزدهرة على طريق القوافل، عند مشارف الصحراء الكبرى، سقطت في أيدي جماعات متشددة مسلحة، أمعنت في تشويه معالمها منذ يونيو 2012. ويتوجه رتل من الجنود الفرنسيين والماليين إلى تمبكتو، حيث يتوقع وصولهم «قريباً» إلى مشارف المدينة الأثرية التي تبعد نحو ألف كلم عن باماكو، كما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت السبت. وتمبكتو التي كان يطلق عليها اسم «مدينة الأولياء الصالحين الـ333»، و»جوهرة الصحراء»، أُدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) سنة 1988، وكانت من أهم المراكز السياحية قبل أن يقترن اسمها بالتجاوزات التي يرتكبها هؤلاء المتشددون. فمنذ يونيو 2012 يعيش شمال مالي الشاسع تحت أهواء المتشددين، ويخضعون لرؤيتهم المتشددة لأحكام الشريعة، وقد نفذوا إعدامات وعمليات رجم وبتر أطراف وتوقيف نساء غير محجبات وحظر الموسيقى. وصدم العالم خصوصاً بتدمير العديد من أضرحة الأولياء الذين يعتبرهم سكان تمبكتو حماة المدينة، ولكن المتشددين يرون في ذلك شكلاً من «عبادة الأوثان». وكان خبير مالي من أبناء من المدينة أكد «أن هناك 333 ولياً صالحاً في تمبكتو، ونعلم تماماً مكان دفنهم بين المقابر والأضرحة أو المدافن البسيطة، ويتم التوسل اليهم طلباً «لهطول الأمطار أو الحماية من العوز..». وهذه المواقع التي تعتبر مزارات مهمة، تقع في قلب المدينة أو في مقابر بضواحيها، مع مدافن مزدانة بالشواهد أو شارات جنائزية أخرى. وفي يونيو 2012 خصوصاً تم تدمير أضرحة سيدي محمود بشمال المدينة و»ألفا مويا» في شرق المدينة، وسيدي المختار بشمال شرقها، والتي كانت من أكثر الأضرحة التي يقبل عليها الزوار. وتدمير هذه الأضرحة يذكر بمصير معالم أثرية أخرى مدرجة في التراث العالمي، مثل تماثيل بوذا العملاقة في باميان بأفغانستان التي دمرها عناصر طالبان وحلفاؤهم في القاعدة في مارس 2001. وتشتهر تمبكتو التي أصبحت منارة ثقافية وروحية للإسلام في أفريقيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، بعشرات آلاف المخطوطات التي يعود بعضها إلى ما قبل الإسلام. وقد تم نقل نحو 30 ألفاً من هذه المخطوطات التي كانت محفوظة في مركز حكومي إلى مكان «آمن»، بعد أن قام المتشددون بتخريب المكان، بحسب مسؤولي مكتبات. وتضم تمبكتو أيضا ثلاثة مساجد تاريخية كبيرة، أبرزها جامع جينغاريبر، وجامع سنكوري، وسيدي يحيي. وقد اختارتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «عاصمة أفريقية للثقافة الإسلامية» سنة 2005. وتفيد أرقام رسمية في 2009 أن المدينة التي تقع وسط كثبان رملية، يسكنها نحو 125 ألف نسمة، فر معظمهم بسبب وجود المتشددين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©