أمين الدوبلي (أبوظبي) – قدم فريق دبي مباراة جيدة وكان ندا قويا للجزيرة واستحق الحصول على نقطتين من ملعب الفورمولا، فيما لعب أصحاب الأرض على فترات، واعتمدوا مبدأ الدفاع بحذر أكثر من الهجوم، وإجمالا فإن دبي عاد من بعيد في عشر دقائق فقط عندما سجل الهدفين خلال الفترة من 65 إلى 75، وكان أقرب للتسجيل حتى بعد التعادل في الربع ساعة المتبقي من اللقاء.
الفريق الجزراوي كان محظوظا بالهدف المبكر الذي أعطى اللاعبين ثقة كبيرة، ورفع عن كاهلهم ضغط البحث عن التقدم، ورغم ذلك لم يحافظ الفريق على أفضليته، وسرعان ما تحولت دفة السيطرة إلى الضيوف الذين تميزوا بتواصل خطوطهم، ومهارة لاعبي الوسط والمهاجمين في التحول السريع من الدفاع للهجوم، وخطورة جهاد الحسين، وحسن عبدالرحمن من على الطرفين، ومهارة برونو سيزار في المرور من مدافعي الجزيرة.
وفي المقابل، اعتمد الجزيرة فقط على الكرات الطولية من أطراف الملعب أو في العمق الدفاعي لدبي لكل من فالديز أو ريكاردو، أو علي مبخوت حينما حل مكان فالديز مع بداية الشوط الثاني، وأكبر دليل على ذلك أن الهدف الثاني الذي سجله الجزيرة أيضا عن طريق عبدالعزيز برادة.
الجزيرة أجرى بعض التغييرات الفنية في مستهل الحقبة الإيطالية التي يقود الفريق فيها والتر زنجا، ودفع بعلي سالم العامري في عمق الدفاع وحول مسلم فايز للقيام بدور الظهير الأيمن، كما دفع بثلاثة محاور ارتكاز في وسط الملعب لاول مرة وهم هيونج مين شين، وسبيت خاطر، وياسر مطر، وقد نجحت خطته على المستوى الدفاعي في الشوط الأول، ولم تصمد كثيرا في الشوط الثاني خصوصا بعد خروج سبيت خاطر.
من ناحيته أكد والتز زنجا مدرب الجزيرة في تعليقه على المباراة خلال المؤتمر الصحفي أنه حزين على ضياع نقطتين، خصوصا أن المباراة بدأت كما يريدها حينما سجل الفريق بعد دقيقتين فقط، ثم نجح فريقه بعد ذلك في تسجيل الهدف الثاني بالشوط الأول والحفاظ عليه.
الإرهاق والتعب
وقال زنجا: حاولنا الحفاظ على الفوز في الشوط الثاني، لكن الفارق البدني كان لصالح فريق دبي، وتأثر فريقنا بالإرهاق والتعب، والأخطاء التي وقع فيها اللاعبون أتاحت الفرصة تلو الأخرى للفريق الضيف، حاولت إيقاف التراجع من خلال الدفع ببعض التبديلات للاعبين بكامل طاقتهم، إلا أن التغييرات لم تؤت أكلها، وتابع: أدركت خلال المباراة أن الفريق يحتاج إلى عمل كبير، وجهد شاق، وبرغم ضياع نقطتين، إلا أنني أفضل أن تظهر السلبيات مبكرا، عن أن تتأخر ثم تظهر فيما بعد، لأن الفوز أحيانا يقلل من حافز التعامل الفوري مع السلبيات.
وتابع: النقاط الثلاث كانت ستعطينا دافعا كبيرا للعمل بلا ضغوط كثيرة في فترة توقف الدوري، لكننا سنعمل بكل عزم على علاج السلبيات، وأقول إن موقفنا ليس سهلا، فتغيير الجهاز الفني وسط المنافسات ربما يستتبعه بعض الهفوات، لكننا ليس أمامنا شيء لنخسره، وسنعمل من اليوم على علاج السلبيات.
وتحدث عن السلبيات وكيف يراها عندما قال: كان لدينا خلل في خط الوسط، لأن كل اللاعبين تقريبا كانوا يعودون لتسلم الكرة من الخلف، فيتركون المسافة طويلة جدا بين الوسط والهجوم، ويسهلون بذلك مهمة الدفاع من الفريق المنافس، في السيطرة على مهاجمينا، وتلك مشكلة سنعمل على علاجها، وذلك بالتركيز على الهجوم والدفاع بكثافة وعمق، والمطلوب أن يؤدي كل لاعب دوره فقط دون أن تتداخل الأدوار.
وتابع: نعمل على معالجة المشكلة البدنية، ومشكلة أخرى مهمة جدا هي ضرورة أن تتكامل أدوار اللاعبين لأن علاقتهم ببعضهم البعض في الملعب ليست تكاملية، لكنها أحيانا متقاطعة، وهو أمر يتطلب تحقيق الانسجام والتعاون أكثر، ومعرفة أبعاد مهمة كل لاعب في الملعب، وأقول بأننا نحتاج أكثر لمزيد من التضحيات من اللاعبين خصوصا في خطي الوسط والدفاع للقيام بأدوارهم على أكمل وجه من أجل غلق المساحات في الثلث الدفاعي بالكامل.
وزاد: لحسن الحظ أن المباراة كشفت الكثير من الأمور بالنسبة لنا، وسوف لن نتأخر لحظة في علاج السلبيات، وبقي أن نقول هنا إن بعض هذه السلبيات لا يمكن أن تنتظر، والبعض الآخر يمكن أن نعمل عليه بشكل تدريجي، مشيرا إلى أن الأخطاء التي حدثت في المباراة لصبت لصالح فريق دبي.
المنظومة الدفاعية
وعن سبب التغييرات التي أجراها في التشكيلة وما إذا كانت السبب في إضعاف المنظومة الدفاعية قال: بالعكس نحن نلعب في ظل نقص عددي لأن لدينا 3 لاعبين مهمين مصابين هم سالم مسعود، وخالد سبيل، ويعقوب الحوسني، وغاب عنا أيضا خميس إسماعيل للإيقاف، وعندما بحثت عن ظهير أيمن لم أجد أفضل من مسلم فايز، وقد أثبت كفاءة لأنه صنع الهدف الأول وقام بدوره بشكل جيد، ووضعت علي سالم العامري بدلا منه في العمق الدفاعي، ولم يكن مسؤولا عن الأخطاء التي حدثت في الشوط الثاني.
ويستطرد زنجا قائلا: لقد وضعت يدي في المشكلة التي تواجه الجزيرة، والمواجهة أحسن من التأجيل او الهروب، وشكراً لمباراة دبي التي أظهرت لي كل الأمور، وسوف نتحسن مع مرور الوقت عندما نتعامل مع هذه السلبيات، فقد عرفت ماذا يجب أن أفعله مع الفريق من اليوم، وماذا يجب ان أبدأ به فورا دون نقاش، وسوف أشرح للاعبين أولا ما هو نوع المشاكل التي نواجهها، وكيف نتعامل معها بشكل مباشر، ودور كل واحد منهم في التصدي للأخطاء والقيام بمهمته في خدمة الفريق، ثم الدور الجماعي للجمل التكتيكية التي تتناسب مع إمكانات الفريق بشكل عام، حتى نصل للمستوى الذي نتمناه، قبل فوات الأوان، وأنا أفضل الصراحة على المراوغة، لأنني كان بالإمكان في تلك المباراة أن أقول بانني لم أعمل مع الفريق إلا 3 أيام، وأنها غير كافة لتقديم أفكاري، وتطبيقها في الملعب، وان أقول أيضا أن الظروف ليست في صالحي لكنني بالعكس أقول لدينا سلبيات سوف نبدأ في علاجها فورا، وبمجرد ما تحملت المسؤولية يجب أن أبدأ في علاج تلك السلبيات لأن هذا دوري.
وأوضح أن إصابة فالديز عضلية، وليست تلك التي عانى منها سابقا، وأكد انه سيطلع على تقرير الطبيب الخاص بها في أقرب وقت، وختم مؤكدا انه سوف يركز على الجانب النفسي المهم للاعبين لمساعدتهم في الخروج من تلك الأجواء الصعبة.
عدد اليوم
