الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جداريات تحــــول وســط دبي إلى «متحف مفتوح»

جداريات تحــــول وســط دبي إلى «متحف مفتوح»
17 فبراير 2017 22:11
دبي (أ ف ب) صانع سفن، قهوة عربية وصقر، هي بعض من رسوم جداريات ضخمة تزين مباني شارع في وسط دبي، نفذها فنانون إماراتيون وعالميون ضمن مشروع يأمل القيمون عليه أن يحول الإمارة المعروفة بأبراجها ومنتجعاتها إلى ما يشبه المتحف المفتوح. على مقربة من برج خليفة، أطول مبنى في العالم، و«دبي مول»، أكبر مجمع تجاري في الشرق الأوسط، تحتل الرسوم وعددها 16 منذ ديسمبر جدران مباني شارع الثاني من ديسمبر المنتمي إلى حقبة «دبي القديمة»، ما قبل بناء الأبراج العالية. ابتكار وإبداع تقول شيماء السويدي مديرة مشروع «متحف دبي الفني» لوكالة فرانس برس «لدينا في دولة الإمارات كل شيء، من الاقتصاد، إلى السياحة وغيرها، لكننا نريد أن نعكس اليوم ثقافة الإمارة بشكل مبتكر وإبداعي». وتضيف الشابة الإماراتية «يمكن للسياح أن يروا التاريخ في المتحف، لكن اليوم نحن نريدهم أن يروه في كل مكان، حتى في الشوارع». والعمل الفني الممتد على طول الشارع الذي يحمل تاريخ ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، يمثل المرحلة الأولى من مشروع ثقافي حكومي تحت اسم «متحف دبي الفني» يجري تنفيذه بين «براند دبي»، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة الإمارة، وبلديتها. ويهدف المشروع إلى تحويل المدينة إلى ما يشبه المتحف المفتوح، بحسب القيمين عليه. وتوضح السويدي «بحثا في كيفية تحويل دبي إلى متحف مفتوح، فكرنا في أن الجداريات تغير من شكل وواجهة منطقة كاملة، وقد اختير شارع الثاني من ديسمبر لأنه يقع عند تقاطع رئيسي.. ونظرا للتاريخ الذي يحمله». وتقول السويدي، إن «الكثير من الزوار يقصدون الشارع، لتصوير الجداريات وينشرونها على صفحاتهم وحساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي». تراث إماراتي وترتبط هذه الجداريات جميعها بالتراث الإماراتي والخليجي، ولكنها تحمل أيضا بعدا سياسيا كون بعضها يصور شخصيات رئيسية ساهمت في بناء الدولة الحديثة النشأة. ونفذ الجداريات 12 فنانا عالميا، بينهم الألماني كايس ماكلايم والليتواني ايرنست زاتشاريفتش والروسية جوليا فولتشكوفا، إضافة الى أربعة فنانين تشكيليين إماراتيين، بينهم الشابة أشواق عبد الله. في بداية الشارع الذي كان يعرف باسم شارع الضيافة، جدارية لرجل في عبرة، القارب الخشبي التقليدي الذي لطالما استخدم لعبور مياه خور دبي وللتجارة، والرجل في الجدارية هو سيف القيزي، آخر بناة السفن والقوارب التقليدية في الإمارات، بحسب السويدي. وعلى طول الشارع الذي شكل في حقبة سابقة نقطة الاستقطاب الرئيسية لرواد المقاهي والمطاعم، جداريات أكثر محاكاة للتراث الإماراتي والخليجي: رجل يتسلق نخلة، أشعار بالخطوط العربية، رجال يؤدون رقصة العيالة التقليدية، يد تمسك فنجانا من القهوة العربية، وصقر. وترى الفنانة التشكيلية أشواق عبد الله، أن «فن الجداريات يخاطب جميع فئات المجتمع.. ودائما يركز على تراث البلد وحضارته والاحتفاء برموزه، فكانت فرصة لان أعبر عن حبي لبلدي». وتقول أمام جداريتها وهي رسم ضخم للشيخ راشد والشيخ زايد بن سلطان، يرحمهما الله، مؤسسي دولة الإمارات، إن المشروع عبارة عن «وجهة جمالية للمدينة، ولا بد أن ينتقل إلى شوارع أخرى في دبي». أبرز وجهة سياحية وتسعى إمارة دبي إلى إضفاء وجه ثقافي أكبر على قطاعها السياحي وعلى صورتها في الخارج كمدينة تضم منتجعات ترفيهية ضخمة، وناطحات سحاب، وكمقر إقليمي لشركات اقتصادية ووسائل إعلام رئيسية. وزار دبي 14,9 مليون شخص في عام 2016، بارتفاع نسبته 5 بالمئة عن عام 2015، لتعزز الإمارة مكانتها ضمن قائمة أبرز وجهات العالم استقطابا للمسافرين. وافتتح في دبي مؤخرا متحف يروي تاريخ وحدة دولة الإمارات، بعد أشهر قليلة من افتتاح دار للأوبرا، فيما تنظم على مدار العام حفلات موسيقية يحييها فنانون عالميون، إضافة إلى مشاريع ثقافية متنوعة بينها مهرجان سينمائي دولي، ومهرجان للفن الثلاثي الأبعاد، ومعرض للفنون الحديثة والمعاصرة هو الأكبر في الشرق الأوسط. وتنسحب هذه الاستراتيجية الحكومية على إمارات أخرى، على رأسها أبوظبي التي تنظم مهرجانا للموسيقى الكلاسيكية الغربية، وتقدم أرفع جوائز الأدب العربي، وتستعد لحدث ضخم يتمثل في افتتاح متحف اللوفر أبوظبي في عام 2017. ترى أشواق عبد الله أن مشاريع مماثلة لمشروع شارع الثاني من ديسمبر «تشكل إضافة فنية لمدينة دبي وتفتح الباب للاستفادة من الفن في المجال السياحي.. كثير من الناس يأتون الى هنا للاستمتاع بالأعمال الفنية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©