الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سد مأرب يزيد المساحة الزراعية وتنوع المحاصيل في اليمن

7 مارس 2007 02:04
مأرب - ''وام'': عند افتتاح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' وأخيه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية لسد مأرب في أواخر عام 1986 استبشر اليمنيون وخاصة في منطقة مأرب التاريخية خيرا بهذا الإنجاز الذي أعاد إلى المنطقة حيويتها ونشاطها· فمأرب التي احتضنت أقدم الحضارات تتميز بخصوبة أرضها واتساع رقعتها الزراعية لكنها كانت تفتقر إلى المياه اللازمة للزراعة ولذلك فقد كان لإعادة بناء سد مأرب على نفقة المغفور له الشيخ زايد آثار ايجابية كبيرة على التنمية الزراعية وإحداث نهضة ملحوظة في إنتاج المحاصيل الزراعية وزيادة المساحة المزروعة الواقعة خلف حاجز السد· القنوات الرئيسية والفرعية واستكمالاً لمكرمة المغفور له الشيخ زايد فقد أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' توجيهاته إلى صندوق أبوظبي لتمويل المرحلة الثانية للسد التي تقدر تكلفتها بنحو 24 مليون دولار وتشمل تنفيذ القنوات الرئيسية والفرعية إضافة إلى إنشاء طرق فرعية اسفلتية بطول 38 كيلو مترا وأخرى معبدة بطول 86 كيلو مترا وحماية للقنوات طولها 24 كيلو متراً· انتهاء العمل العام الجاري وحسب المهندس رئيس الهيئة العامة لتطوير المناطق الشرقية التابعة لوزارة الزراعة والري اليمنية فقد تم حتى الآن تنفيذ 76 بالمائة من هذه الأعمال ويتوقع أن يستكمل خلال العام الحالي· ومنذ إنجاز المرحلة الأولى لسد مأرب حدث تحول كبير في حياة سكان المنطقة الاقتصادية والاجتماعية فقد شجع ذلك المزارعــــين على استصلاح أكثر من 20 ألف هكتار مما أدى بالتالي إلى ارتفاع ملحوظ في انتاج المحاصيل الزراعية المختلفة· ويؤكد تقرير صادر عن الهيئة العامة لتطوير المناطق الشرقية أن نسبة إنتاج محافظة مأرب من الحبوب ارتفعت من 30 بالمائة عند افتتاح السد عام 1986 إلى أكثر من 60 بالمائة في العام الماضي ويشير إلى الزيادة الكبيرة في إنتاج المحاصيل الحقلية وزراعة محاصيل لم تكن موجودة قبل إعادة بناء السد مثل الخضار والفواكه التي تمتلئ بها الأسواق اليمنية· الاستقرار المعيشي وفي الجانب الاجتماعي يمكن ملاحظة التطور الذي حدث في المنطقة من خلال توجه نسبة كبيرة من السكان نحو الزراعة والتوسع الأفقي فيها الذي يعتمد على المياه الجوفية وإنتاج المحاصيل ذات المردود الاقتصادي العالي الأمر الذي ساعد في رفع مستوى الدخل وتحقيق الاستقرار المعيشي للسكان الذين كانوا يعتمدون في السابق على مياه السيول والأمطار الشحيحة وبسبب ذلك غلب على حياتهم طابع الترحال والتنقل بحثا عن المياه والمرعى· ويقول صالح بريعمة صاحب مزرعة حمضيات تبعد نحو 8 كيلو مترات عن موقع السد الجديد إن أهالي مديريتي مأرب وسبأ عادوا لممارسة نشاطهم الزراعي بعد إعادة بناء السد في مساحات واسعة وأدخلوا العديد من المحاصيل الزراعية بدلا عن زراعة الحبوب فقط· وأشار إلى أن المزرعة التي يمتلكها تنتج جميع أنواع الحمضيات مثل البرتقال واليوسفي والليمون والباباي والمانجو· وأكد أن مزارعي مأرب يقومون الآن بتسويق منتجاتهم من الخضار والفواكه والحمضيات بدرجة أساسية إلى جميع المحافظات اليمنية· تصدير الفائض وتوقع بريعمة زيادة المساحة المزروعة في ''وادي ذنه'' الذي يصل طوله إلى 100 كيلو متر بعد الانتهاء من قنوات الري وبذلك سوف تتسنى تغطية احتياجات اليمن من المحاصيل الزراعية التي تنتجها أرض مأرب الخيرة وتصدير الفائض إلى الأشقاء في دول الخليج العربي· ويتفق قائد أبو ناب صاحب مزرعة أخرى في ''وادي ذنه'' مع ما قاله صالح بريعمة لكنه يرى بأن التوسع الكبير في زراعة الحمضيات خلال السنوات العشر الماضية أدى إلى تناقص منسوب المياه في الآبار المنتشرة على امتداد الوادي والمناطق القريبة من السد وهو ما يستدعي حسب قوله إلى سرعة إنجاز ما تبقى من القنوات الرئيسية والفرعية للتقليل من الاعتماد على مياه الآبار خاصة وأن أشجار الحمضيات تستهلك كميات كبيرة من المياه· وبهذا الصدد يؤكد المهندس حسين مذكور رئيس الهيئة العامة لتطوير المناطق الشرقية أنه مع استكمال المرحلة الثانية سوف يتحقق الهدف المرسوم لها وهو ري سبعة آلاف و400 هكتار بدلا من ألف و800 هكتار حاليا بالإضافة إلى تغذية المياه الجوفية والتي سوف تسهم بدورها في ري نحو 10 آلاف هكتار·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©