الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"اتصالات" و "دو".. طريقة الاستهلاك تحسم خيارات المشتركين

7 مارس 2007 22:10
حسن القمحاوي: أرست شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة ''دو'' من خلال أسعار الباقات والخدمات التي أعلنتها مؤخرا، كما يبدو في الظاهر، قاعدة جيدة للمنافسة في قطاع الاتصالات في الدولة، معتمدة في ذلك على أمرين أساسيين هما طريقة الحساب بالثانية، والمزايا الممنوحة لمن حجزوا أرقامهم خلال حملة حجز الأرقام، إلا أن التحليل المتعمق ومقارنة الأسعار بين كل من مؤسسة الإمارات للاتصالات ''اتصالات'' و''دو'' تكشف عن حقيقة جوهرية تتمثل في أن الشركتين تلعبان معا لعبة ''الكراسي أو الهواتف الموسيقية'' التي يتبادل اللاعبون فيها الأدوار نتيجة ضيق هامش المنافسة بين الشركتين في ظل الفوارق المحدودة في أسعار الخدمات والباقات المختلفة في المجمل العام، باستثناء المزايا الممنوحة من ''دو'' لمن حجزوا أرقامهم فيما يعرف بعرض ''شكرا''· وعلى الرغم من أن المقارنة تظهر تفوق ''اتصالات'' في أسعار العديد من الخدمات في حين تتفوق ''دو'' في طريقة الحساب بالثانية، إلا أنه يمكن القول إن من سيحسم المنافسة في النهاية هو منحى الاستهلاك لدى المشترك وكيفية تعامله مع الهاتف المتحرك واستخدامه له كما سيبدو من التحليل· وتظهر مقارنة الأسعار بين الشركتين فيما يتعلق بالخدمات المدفوعة مقدما اختلافا محدودا في رسوم الاشتراك بين الشركتين وبينما تبلغ قيمة الاشتراك في ''اتصالات'' 165 درهما تنخفض تلك الرسوم في ''دو'' إلى 155 درهما، في حين تساوى الطرفان في رسوم الإيجار أو التجديد السنوي بمقدار 100 درهم لكل منهما في السنة· وإذا كانت ''دو'' قد أظهرت تفوقا في خدمة الاشتراك المدفوع مقدما فإن ''اتصالات'' تتميز في قيمة الخدمات بنظام الفاتورة رغم أن قيمة رسوم الاشتراك واحدة في الشركتين وتبلغ 125 درهما، ويظهر تميز ''اتصالات'' من خلال انخفاض قيمة رسوم الإيجار إلى 20 درهما شهريا مقابل 30 درهما لشركة ''دو''· وفي الوقت الذي تمنح فيه ''دو'' خصما ثابتا مقداره 30 درهما في حالة تجاوز قيمة المكالمات الشهرية 300 درهم فإن ''اتصالات'' تمنح المشتركين خصما يتراوح بين 5% و15% على المكالمات المحلية التي تفوق قيمتها 50 درهما، وخصما يتراوح بين 5% و20% على المكالمات الدولية المباشرة التي تفوق قيمتها 500 درهم· وتمثل رسوم المكالمات المحلية نقطة الاختلاف الجوهرية بين الشركتين نتيجة اختلاف نظام الحساب بين الحساب بالدقيقة في ''اتصالات'' والحساب بالثانية في ''دو''· ورغم ذلك الاختلاف فإنه يمكن القول إن طريقة الحساب وحدها لا يمكنها حسم المنافسة لصالح أحد الطرفين نتيجة أمرين أولهما التباين الشديد في معدل الاستهلاك بين المواطنين والوافدين بفئاتهم المختلفة، والثاني التخفيضات على أسعار المكالمات التي تمنحها ''اتصالات'' خارج أوقات الذروة في الفترة من الساعة 2 حتى 4 ظهرا، ومن 7 مساء حتى 7 صباحا أي لمدة 14 ساعة يوميا، الأمر الذي يخفض تكلفة الدقيقة في هذه الأوقات إلى 24 فلسا في ''اتصالات'' مقابل 30 فلسا في ''دو'' في حالة المكالمة لمدة دقيقة، ولاشك أن هذه التخفيضات تمنح ''اتصالات'' ميزة لدى عملائها الذين يتحدثون خارج أوقات الذروة ولمدة تتراوح بين نصف ساعة وساعة يوميا· وفي هذا الصدد تظهر المقارنة السعرية بين الشركتين أن قيمة المكالمات المحلية في ساعات الذروة تبلغ 30 فلسا للدقيقة في ''اتصالات'' مقابل 0,5 فلس بمعدل 30 فلسا للدقيقة (للمكالمات التي تستمر لمدة دقيقة) في ''دو''، إلا أن التكلفة تختلف في ساعات التخفيض لتصل إلى 24 فلسا للدقيقة في ''اتصالات'' مقابل 0,5 فلس بمعدل 30 فلسا للدقيقة في ''دو'' لأنها لا تمنح تخفيضا على الأسعار خارج أوقات الذروة· ويتبين من مقارنة قيمة الرسائل النصية القصيرة "SMS" تساويا مؤقتا بين الشركتين يستمر حتى 31 مايو المقبل، يعقبه ترجيح كفة ''اتصالات'' في رسوم تلك الخدمة، فحتى 31 مايو المقبل تفرض الشركتان رسوما على خدمة الرسائل الدولية النصية القصيرة بمقدار 60 فلسا للرسالة والرسائل المحلية 18 فلسا للرسالة، إلا أن هذه التكلفة سترتفع على من سيشتركون في خدمة ''دو'' بعد نهاية مايو المقبل إلى 90 فلسا للرسالة الدولية و30 فلسا للرسالة المحلية· أما في حالة الرسائل المتعددة الوسائط "MMS" فإن التساوي بين رسوم الشركتين هو سيد الموقف على الدوام حيث تفرض الشركتان رسوما مقدارها 180 فلسا لكل 50 كيلوبايت للرسالة الدولية و45 فلسا لكل 50 كيلوبايت للرسالة المحلية· وفي مجال الباقات الإضافية، تميل الكفة مرحليا في اتجاه ''اتصالات'' على مستوى خدمة ''الأصدقاء والعائلة'' في المكالمات الدولية حيث تمنح تخفيضا بنسبة 20% من قيمة المكالمات لثلاثة أرقام دولية يحددها المشترك باشتراك 20 درهما في الشهر، بينما تمنح ''دو'' في خدمة ''أنا وأحبائي'' المشابهة تخفيضا بنسبة 10% على قيمة المكالمات الدولية لرقمين فقط باشتراك 10 دراهم شهريا، ويبقى حسم الفرق بين الشركتين في تلك الخدمة محليا مؤجلا لحين موافقة هيئة تنظيم الاتصالات على العرض المقدم من ''اتصالات''، علما بأن ''دو'' تفرض نفس رسومها على الخدمة الدولية من هذا النوع على الخدمة المحلية· وتشير المقارنة إلى تساوي الشركتين في مجال خدمات القيمة المضافة التي تشمل الرسائل المتعددة الوسائط وخدمة الإشعار بالمكالمات التي لم يرد عليها والبريد الصوتي وخدمة G3 في ظل تبني الشركتين لمبدأ تقديم تلك الخدمات مجانا، في حين يتبادل الطرفان التميز في خدمات الجيل الثالث، وبينما تتميز ''اتصالات'' في تكلفة البث التلفزيوني بفرضها رسوما للاشتراك في الخدمة تبلغ 39 درهما شهريا تفرض ''دو'' رسوما للاشتراك في الخدمة تبلغ 80 درهما شهريا، وفي المقابل تتميز ''دو'' في الاتصال المرئي بتقديمها تكلفة أقل للدقيقة (60 فلسا للدقيقة) مقابل تكلفة أعلى نسبيا في ''اتصالات'' (75 فلسا للدقيقة)· تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن المنافسة في هذه النوعية من الخدمات لا تقتصر فقط على أسعار المكالمات والخدمات والباقات المقدمة بل تلعب جودة الخدمة بما تشمله من نقاء الصوت واستمرار المكالمات دون انقطاع واتساع شبكة التغطية والجودة والسرعة في خدمة العملاء وغيرها من العوامل دورا كبيرا في حسم المنافسة لصالح طرف ما على حساب الآخر، ولاشك أن نتائج تلك العوامل لن تظهر بين يوم وليلة بل تتطلب وقتا من التشغيل يكفي للحكم على الأداء بغض النظر عن الملاحظات السلبية التي واجهها المشتركون في حملة حجز الأرقام لدى ''دو'' خلال تخصيص الأرقام من تأخير وعدم انضباط المواعيد وغيرها· في ظل هذه الفوارق الهامشية وتبادل التميز بين الشركتين يمكن القول إن للمنافسة أدوات أخرى ستلعب الدور المحوري في حسم خيارات المشتركين وقراراتهم، وبالإضافة إلى جودة الخدمة التي تم ذكرها سابقا، فإن الاستراتيجية الإعلامية لكلا الشركتين ستلعب دورا رئيسيا في تحديد قناعات المشتركين واتجاهاتها، وفي هذا الصدد يلحظ المراقبون تفوقا ملحوظا لشركة ''دو'' على ''اتصالات'' اعتمادا على عدد من النقاط أهمها الحساب بالثانية إضافة إلى لغة الخطاب التي تمس الأوتار الحساسة لدى المشتركين، في حين أن لغة الخطاب الإعلامي لمؤسسة ''اتصالات'' لم تتغير كثيرا في ظل المنافسة عن ذات الخطاب في الاحتكار·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©