الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوروبا ومجالات التفوق على أميركا

27 أكتوبر 2015 22:37
عندما تنتقل للعيش في الخارج، تفوتك أمور محددة تجري في وطنك، وقد انتقلت إلى العيش في الولايات المتحدة عام 2014، وعندما عدت إلى وطني ألمانيا الصيف الماضي، بحثت عن كافة جوانب الحياة التي كنت أعتبرها أفضل في أوروبا، ولكن بعد أسابيع قليلة، بدأت فجأة أشتاق كثيراً إلى الولايات المتحدة. وبالطبع، لا يعتبر العيش في أوروبا أفضل بالضرورة منه في الولايات المتحدة. ولكن هناك أمور محددة قد يفكر الأميركيون والأوروبيون اقتباسها من بعضهم البعض. وفيما يلي بعض الأمور التي يمكن أن يتعلمها الأميركيون من «القارة العجوز». وأخطط أيضاً للكتابة عن الأشياء التي ينبغي أن تفكر أوروبا في تعلمها من الولايات المتحدة. أولاً:العمل أقل، حيث يعمل الأميركيون في المتوسط ساعات أطول من المواطنين في الدول الثرية الأخرى التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وهناك بعض المخاوف المشروعة بشأن أخلاقيات العمل الأوروبية، ففرنسا على سبيل المثال تتوقف عن العمل تقريباً في نهاية كل صيف، وفي شهر أغسطس من كل عام، تحصل الدولة بأسرها على عطلة تمتد لنحو شهر. وتبث المحطات الإخبارية برامج مؤقتة لأن قليلاً من الناس يتابعون، بينما تغلق إدارة الدولة معظم مكاتبها، ويصف السياح الشوارع الشاغرة في باريس لأن كافة المواطنين يخرجون إلى الشواطئ والجبال أو المنتجعات. ورغم ذلك كله، أو ربما بسببه، يعتبر العمال الفرنسيون من بين أكثر العمال إنتاجية في أوروبا، حسب بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبية «يوروستات» في عام 2014. وربما لا يغير اقتباس بعض مظاهر الراحة من العمل في أوروبا قليلاً بشأن الإنتاجية في الولايات المتحدة، لكنه سيحول دون كثير من التوتر غير الضروري. ثانياً: رخص السفر، بالطبع، الولايات المتحدة دولة كبيرة، ولكن رغم ذلك، عدد قليل جداً من الأميركيين يسافرون للخارج، ونحو ثلثي الأميركيين لا يمتلكون جواز سفر، حسبما أفادت وزارة الخارجية الأميركية. وعلى المواطن الأميركي إذا قرر السفر للخارج، أن يبتعد عن استئجار سيارة، والبحث عن بدائل أخرى، إذ يمكنه الذهاب إلى مدن مثل لندن وباريس وروما ومدريد عن طريق القطار بتكلفة أقل. وفي بعض الأحيان يكون الطيران الاقتصادي أرخص من القطارات، وإن كان أقل راحة. وهناك بعض الشركات تقدم رحلات داخل القارة في أنحاء أوروبا، يفتقدها الأوروبيون الذين ينتقلون إلى الولايات المتحدة، إذ من الممكن أن تكلف الرحلة من لندن إلى كوبنهاجن على سبيل المثال نحو 15 دولاراً على إحدى الناقلات الاقتصادية. ثالثاً: تقييد زيادات الوزن، ربما أن الأوروبيين الذين يهتمون بصحتهم لن يتبعوا حمية أميركية تقليدية. وربما يكون من المبالغة بالنسبة لبعض الأوروبيين أن يزعموا أن الطعام الأوروبي يجعل المرء يعيش لفترة أطول، ولكن كثيراً من الأميركيين الذين عاشوا على الضفة الأخرى من الأطلسي يميلون إلى الموافقة على ذلك. ولكن الأمر لا يتعلق فقط بنوعية الطعام، وإنما بالكميات التي يتم تناولها أيضاً، فالمطاعم الأميركية شوهت ما يعتبره الأميركيون وجبة طبيعية، وهو ما يؤثر على كم ما يتناولونه من أطعمة في المنزل أيضاً. والأوروبيون لا يشعرون بالضرورة بجوع أقل من الأميركيين، وإنما العادات الثقافية والضغوط الحكومية قيدت حجم الوجبات في كثير من الدول، ففرنسا على سبيل المثال، منعت في 2011 تقديم صلصة الكاتشب ضمن معظم الوجبات في المطاعم المدرسية بهدف تقليص السمنة والحفاظ على ثقافة الغذاء التقليدية. رابعاً: كليات النخبة، بالطبع، ربما يكون الأوروبيون، باستثناء البريطانيين، غيورين بدرجة ما من التعليم الجامعي في الولايات المتحدة، ويعلم الجميع أن التعليم الجامعي الأميركي جدير بالاهتمام. ولكن الحقيقة أنه جيد فقط لمن يستطيعون تحمل نفقاته. فمنذ عام 1985، ارتفعت تكاليف التعليم الجامعي الأميركي بنحو 500 في المئة، وتواصل نفقات التعليم الارتفاع. وفي أماكن أخرى حدث العكس. وفي كثير من الدول الأوروبية، بما في ذلك فنلندا وفرنسا والنرويج والسويد، يمكن التخرج من بعض أفضل الجامعات من دون دفع أية رسوم دراسية. وفي دول أخرى تمول أموال دافعي الضرائب على الأقل معظم نفقات التعليم الجامعي للطلاب. وتشير كارمين نيغينا، الباحثة في موقع «ستديبورتالز» المعني بمقارنة المناهج الدراسية، إلى أن أوروبا تستضيف نحو 32 في المئة من أفضل ألف جامعة عالمية، وعادة ما تُحصّل تكاليف دراسية منخفضة، وهو ما يعني أن الطلاب الأميركيين يمكنهم الحصول على جودة تعليم مرتفعة مقابل جزء قليل من التكاليف. خامساً: العمل بجد من أجل مزيد من المساواة بين الجنسين، فيما يتعلق بإجازة الوضع، يحق لأب أو أم لديهما طفل حديث الولادة في السويد الحصول على إجازة مدتها 480 يوماً بصورة قانونية، أو الحصول على 80 في المئة من رواتبهم مقابلها. وتعرض معظم الدول الأوروبية خيارات مماثلة وإن كانت مدة الإجازة أقصر. ورغم ذلك لا تضمن الولايات المتحدة إجازة أمومة، وهو ما يجعل معظم الدول المتقدمة الأخرى تسأل عن السبب. ريك نوك يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©