الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات خليجية تبحث فرص الاستثمار الزراعي في مصر

شركات خليجية تبحث فرص الاستثمار الزراعي في مصر
22 أكتوبر 2012
القاهرة (رويترز) - بحثت شركات خليجية مع وزارة الزراعة المصرية، فرص الاستثمار المتاحة بالمجال الزراعي في مصر. وقال صلاح عبدالمؤمن وزير الزراعة في مقابلة مع رويترز “عقدنا مقابلات مع شركات خليجية تبحث الاستثمار في المجال الزراعي منذ أقل من شهر”. وتسعى مصر إلى جذب استثمارات محلية وأجنبية بإجمالي 267 مليار جنيه مصري (45,24 مليار دولار) في السنة المالية 2012-2013 بهدف المساعدة في تنشيط الإنتاج وخفض عجز الموازنة وتوفير فرص عمل جديدة. وقال عبدالمؤمن إن الوزارة أرسلت متخصصين إلى شركة حصاد الغذائية القطرية “لشرح كل الأماكن المتاحة للاستثمار الزراعي في مصر”. وكان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، قد التقى بمسؤولي شركة حصاد القطرية في القاهرة في سبتمبر الماضي لبحث فرص الاستثمار في قطاعي الإنتاج الزراعي والحيواني. وذكر وزير الزراعة أن شركة المراعي السعودية طلبت توسعة مشروعاتها في منطقة النوبارية بشمال غرب الدلتا “لكننا عرضنا عليهم أماكن بديلة مثل وداي النطرون والوادي الجديد”. وكانت شركة المراعي، وهي أكبر شركة لمنتجات الألبان في السعودية من حيث القيمة السوقية، قد استحوذت على شركة بيتي المصرية للمنتجات الغذائية مقابل 645 مليون جنيه في عام 2009 في إطار مساعيها لتنويع مصادر الدخل. وقال الوزير “هناك أيضاً شركة إماراتية لها أرض في شرق العوينات تطلب توسعات لها”، لكنه لم يكشف عن اسم الشركة الإماراتية. ويقع مشروع شرق العوينات في الجزء الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية، وهو من أكبر مشروعات التنمية الزراعية في مصر لمد التنمية إلى خارج الوادي والدلتا. وقال عبد المؤمن “جميع الشركات ما زالت تدرس الاستثمار والتوسع ونحن لا نريد أن نتعجلهم”. إلى ذلك، قال الوزير إن الوزارة ستعيد قريباً طرح 100 ألف فدان للاستثمار الزراعي في مشروع توشكى في جنوب مصر، وذلك بعد انقضاء الطرح الأول دون تلقي أي طلبات. وقال عبدالمؤمن “سنعيد قريباً طرح 100 ألف فدان للاستثمار الزراعي في توشكى بعد أن انتهى الطرح الأول من دون تقدم أحد إليه”. وبسؤاله عن السبب في عدم إقبال المستثمرين على المشاركة في المزاد، قال عبد المؤمن دون الخوض في تفاصيل “الزراعة في توشكى تحتاج إلى استثمارات كبيرة”. ويقع مشروع توشكى في أقصى جنوب الوادي، ويهدف إلى إضافة 540 ألف فدان إلى الرقعة الزراعية في مصر. ويقوم المشروع على ضخ المياه من خزان بحيرة ناصر خلف السد العالي، ونقلها عبر قناة طولها 50 كيلومتراً للاستصلاح الزراعي. وقال الوزير “توشكى أحد المشروعات التي ندعمها وقد يكون لها مستقبل في بعض المحاصيل التي تجود بها مثل الحبوب الزيتية والذرة الصفراء وبعض أنواع الخضراوات والفواكه”. من ناحية أخرى، قال عبدالمؤمن إن وزارة الزراعة المصرية تعد مشروعاً قومياً لتقليص الفجوة الغذائية، يقوم على زراعة مليون فدان باستثمارات 12 مليار جنيه (1,97 مليار دولار) على أن تظل الأرض ملك الدولة، مع توزيع الناتج على المشاركين فيه. وأضاف “لدينا مشروع لزراعة مليون فدان بمحاصيل القمح والذرة والفول والمحاصيل الزيتية، بالإضافة إلى الإنتاج الحيواني والتصنيع الزراعي”. وقال “الأرض ستكون ملك الدولة والناتج يوزع على كل المشاركين في إنتاج المحاصيل الزراعية”. ولم يحدد عبد المؤمن موعد بدء تنفيذ المشروع، ولكن قال إنه “سيطرح قريباً”. وقال “المشروع يحتاج تمويلاً بقيمة 12 مليار جنيه، والوزارة ليس لديها تمويل، ولذا سيطرح للمجتمع المدني والمستثمرين والشباب للمساهمة فيه، بالإضافة إلى التبرعات”. وقال عبد المؤمن إن المشروع ستتم زراعته في توشكى وشمال غرب العوينات “الفرافرة” وجنوب شرق القنطرة ووادي النطرون ووسط سيناء. وأردف أن من المقترح أن يشرف عليه الجهاز المركزي للمحاسبات ومجلس الوزراء ومجلس أمناء المشروع. وذكر أن مجلس الأمناء سيتكون من رجال الأعمال المشهورين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وجمعيات المجتمع المدني. وتسعى مصر إلى تقليص الفجوة الغذائية في محاصيل الحبوب وتوفير فرص عمل. وأكد الوزير أن هذا المشروع القومي “سيكون له دور كبير في المساهمة في تأمين الغذاء لمصر، الفكرة أن نزرع فيه ما نريده حسب رؤيتنا”. وقال الوزير إن البلاد يمكنها الاستغناء عن استيراد القمح الموجه لصناعة رغيف الخبز المدعم في حالة توافر ما يكفي من الصوامع لتخزين المحصول المحلي من القمح. وأضاف “مساحة الأرض الزراعية المخصصة لمحصول القمح الموسم الماضي بلغت 3,1 مليون فدان، أنتجت 9,5 مليون طن، ما نحتاجه لإنتاج رغيف الخبز المدعم يصل إلى 9,6 مليون طن قمح”. ويعتمد كثير من المصريين على الخبز المدعم الذي يباع بخمسة قروش (أقل من سنت أميركي واحد) للرغيف. ولم يعد الإنتاج الزراعي المحلي يكفي، إذ يتعين على مصر الآن استيراد حوالي نصف احتياجاتها من القمح التي تبلغ 18,8 مليون طن. وتقدر وزارة الزراعة الأميركية أن مصر ستستورد تسعة ملايين طن من القمح في 2012-2013. وقال الوزير “إنتاج مصر من القمح يغطي رغيف الخبز المدعم، لكن السعة التخزينية مشكلة تواجهنا، قمنا بتخزين 3,8 مليون طن فقط العام الماضي، والبقية تم بيعها للمخابز الخاصة”. وأردف “يمكننا الاستغناء عن استيراد القمح المخصص لرغيف الخبز المدعم لو توافرت السعة التخزينية لإجمالي ما ننتجه”. وقالت الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية الأربعاء الماضي، إنها تريد رفع الطاقة الاستيعابية لصوامع القمح لمثليها خلال ثلاث أو أربع سنوات، وإنها تدرس تعديل آلية دعم الخبز لمنع تهريب القمح المدعم أو بيعه بشكل غير قانوني. وبسؤاله عن المساحة المقررة لزراعة محصول القمح هذا الموسم، قال عبد المؤمن لـ«رويترز» “أتمنى ألا تقل المساحة المزروعة من القمح عما كانت عليه الموسم الماضي، لا أستطيع أن أجبر الفلاح على زراعة محصول معين، المهم هو العائد له”. وأضاف أن متوسط دخل الفلاح من فدان القمح الموسم الماضي بلغ 10 آلاف جنيه، وسعر الأردب (150 كيلوجراماً) كان 380 جنيهاً (62,3 دولار) “ولن يقل السعر عن ذلك هذا الموسم بل قد يزيد”. وكان نعماني نعماني نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية المشتري الحكومي الرئيس للقمح في مصر قال لـ”رويترز” الثلاثاء الماضي، إن الهيئة تتوقع استيراد 4,8 مليون طن من القمح في السنة المالية 2012-2013 بانخفاض نسبته 9,4% من 5,3 مليون طن في العام السابق. وقال وزير الزراعة لـ”رويترز” إن هناك “حملة قومية” للنهوض بمحصول القمح من خلال زراعة 1500 حقل إرشادي عالي الإنتاجية على مستوى الجمهورية “وقد نصل إلى 2000 حقل هذا العام”. وتهدف الحقول الإرشادية إلى استخلاص أفضل السبل لزراعة المحاصيل واستنباط سلالات عالية الإنتاجية. وأردف قائلاً: إن مركز البحوث الزراعية بالوزارة لديه برنامج تربية سلالات القمح “وهناك ثلاث سلالات (عالية الإنتاجية) تم استخدامها الموسم الماضي، وسلالتان جاهزتان للاستخدام الموسم المقبل”. وأوضح أن الطاقة الإنتاجية للسلالات الجديدة تصل إلى 30 أردباً للفدان، في حين أن متوسط الفدان العادي من الإنتاج يبلغ 18 أردباً. وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) هذا الشهر، إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت قليلاً في سبتمبر، مقتربة من المستويات التي سجلتها خلال أزمة الغذاء عام 2008 وخفضت توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي. وذكر عبد المؤمن أن إجمالي الأرض الزراعية في مصر 8,2 مليون فدان وأن الوزارة تعد مشروعاً قومياً لتقليص الفجوة الغذائية، يقوم على زراعة مليون فدان باستثمارات 12 مليار جنيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©