تخطط مدينة نيويوك لتوظيف مواطنين عاديين، مسلحين بهواتف محمولة ذات الكاميرا، وذلك لتقديم العون لرجال الشرطة هناك في مكافحة الجريمة· وقال محافظ المدينة إن مدينته تخطط لتركيب تقنية جديدة بحيث تمكن قسم الطوارئ على الرقم 911 من تسلم الصور الرقمية وملفات الفيديو من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر·
بموجبها سيصبح بمقدور أي نيويوركي يحمل هاتفا خلويا بخاصية الكاميرا أن يبعث بصور جريمة وقعت أمامه إلى رقم الطوارئ 911 أو إلى حكومة مدينة نيويورك المحلية، ومن المتوقع أن تتوسع هذه التقنية لتشمل الرقم 311 وهو رقم ساخن أيضا·
يذكر أن هذا المشروع لا يزال في مراحله الأولية، علما بأن عدة مراكز طوارئ تستقبل صورا رقمية وملفات فيديو في هذا الشأن· وقد أعلنت في أغسطس من العام الماضي، شركة PowerPhone ومقرها ولاية كونيكتكات أنها طورت برنامجا جديدا، يتيح للمستخدمين إرسال صور وملفات فيديو من الهاتف المحمول إلى مراكز الطوارئ 911 وقد استخدم هذا البرنامج في مراكز مختلفة في ولاية كولورادو والاسكان والميسيسبي وغيرها·
وتطلق شركة PowerPhone على برنامجها هذا، ''تقنية الحوادث بالوسائط المتعددة'' ILM ويباع على أنه جزء من برنامج أكثر توسعا وشمولية، يسمح لمشغلي مراكز الطوارئ 911 من رجال الشرطة، بالحصول على معلومات محددة، للتعامل مع حالات الطوارئ المختلفة·
أما الطريقة التي يحصل بها الشرطة في مراكز الطوارئ على الصور والفيديو، فتقوم على المبدأ التالي: عندما يتصل شخص ما بشرطة الطوارئ 922 يقوم بإخبار الشرطة بأنه يستطيع إرسال صورة، ثم يقوم الشرطي بإرسال رسالة نصية إلى الشخص المتصل يطلب منه فيها أن يرسل الصورة، ليقوم هذا الأخير بذلك· يذكر أن التقنية الحالية لا تسمح للأشخاص المتصلين أن يرسلو الصور إلى شرطة الطوارئ 911 أثناء انشغال الشرطة بالمحادثة الهاتفية·
ولكن شركة Cingular Wireless التي سيتغير اسمها إلى AT&T Wireless تخطط إلى تقديم خدمة تسمح بنقل الفيديو أثناء الحديث على الهاتف، ولكن المشتركين من كلا الجانبين، يحتاجون إلى هواتف من الجيل الثالث 3 للقيام بذلك·
وبينما أخذت وكالات السلامة العامة تقبل الصور المنقولة عبر البريد الإلكتروني، وبموجب السوفتوير الذي طورته PowerPhone فإنه يمكن للصور المرسلة من الناس أن يتم تسجيلها مباشرة في قسم الطوارئ 911 ليتم بعدها إرسالها إلى الشرطة الماضين إلى مسرح الجريمة·
ويبدو أن التقنية الجديدة هذه، في بلد كالولايات المتحدة الأميركية حيث أكثر من نصف الهواتف المحمولة وعددها 741 مليونا مزودة بكاميرا رقمية، إنما تقدم خدمة تسمح للناس بأن يستخدموا الهواتف المحمولة لالتقاط الصور في مسارح الجريمة، وستوفر معلومات مهمة للمحققين·
وكانت هناك تقارير عدة تتعلق بأهمية الصور الرقمية الملتقطة بواسطة الهواتف المحمولة ودورها في الكشف عن المجرمين، وفك أسرار جرائمهم، ففي يوليو من عام 2005 استخدمت الشركة صور الهاتف المحمول في تحديد هويات المهاجمين في التفجيرات التي جرت في العاصمة لندن·
وفي مارس من عام 2006 أفاد تقرير لوكالة الأسوسييتيد برس، أن فتاة نيويوركية في الخامس عشرة من عمرها، استطاعت بفضل كاميرتها الرقمية التقاط صورة لرجل حاول الاعتداء عليها أثناء سيرها في نفق المشاة· وفي يونيو من العام نفسه، استطاعت الشرطة القبض على رجل بعد شهر من محاولته اختطاف أربع فتيات في سيارته، بفضل صورة التقطتها له إحداهن·
وإذا كان البعض يستخدم كاميرا الهاتف المحمول للتلصص على الآخرين، والتقاط صور لهم، متعديا على خصوصيتهم، فإن استخدام الكاميرا نفسها لكشف جريمة، إنما يعطي مثلا على الاستخدام الأمثل لها ولغيرها من الأجهزة· هنيئا لشرطة نيويورك!
عدد اليوم
