الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة الدهمش تنسج الموروث المحلي في التشكيل والتجسيم

فاطمة الدهمش تنسج الموروث المحلي في التشكيل والتجسيم
3 نوفمبر 2011 13:23
نظم مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام صباح أمس الأول في إحدى قاعات نادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي، المعرض التشكيلي الأول للفنانة الإماراتية، فاطمة إبراهيم الدهمش تحت عنوان «رسائل من الأحلام»، والذي افتتحه حبيب الصايغ مدير عام المركز، بحضور نخبة من التشكيليين والمبدعين والصحفيين، ويقام المعرض لثلاثة أيام، قدمت فيه التشكيلية فاطمة الدهمش خلاصة تجربتها الفنية اللافتة للنظر. امتازت الأعمال التشكيلية بخصيصة كونها نفذت خلال عامي 2010 و2011، حيث وصل عددها إلى 55 عملاً تشكيلياً و22 مجسماً نحتياً، ورسمت الأعمال بالزيت على الورق والجمفاص، وبعضها بالمعاجين والمكس ميديا، كما نفذت المجسمات بالخشب وكرب النخيل. احتلت الموضوعات الموروثية المحلية صدارة توجهات المعرض، حيث قدمت فاطمة الدهمش الكثير من المفاهيم والأحاسيس في اللون، وتوزيع الكتل ومفاصل مجتمعية وبيئية ومشاعر مفرطة عبر استخدام اللون وحركته وكثافته، مع استغلالها لعدد من التقنيات المفهومية مثل، تزاوج الحروفية بالعمل التصويري كون اللغة تعبيراً عن حركة النص المرسوم، كما استغلت فاطمة الدهمش أجزاءً من الموروثات التقليدية، واستخدمتها بزوايا متعددة مثل البراقع التي كانت يلبسها جيل سابق من نساء المجتمع الإماراتي والذي يطلق عليه شعبياً بـ»البطّولة». وفي مجسماتها يلاحظ التأكيد على روح الترابط الأسري في المجتع الإماراتي بالرغم من محاولتها أن تقدم عدداً من الفجوات البسيطة التي أرادت أن تؤكد من خلالها على تحرك البنية الاجتماعية نحو المستقبل. حفرت الكثير من أعمالها التشكيلية بالمعجون، صقر وبرقع وكأنهما يتناغمان في معيار تشكيلي مزدوج، شخص وحمام طائر، بدوي وجمال في رحلة، وجرار تشبه الإناث، وخطوط قوية، جارحة تحاول تجسيد أجسام شخصيات. وأشاد حبيب الصايغ في بيان صحفي وزعه المركز بالمعرض وقال «إن من يشاهد هذه الاعمال يكتشف أن لدى الفنانة فاطمة الدهمش مشروعاً فنياً متكاملاً، وهي تشتغل عليه بمواظبة ووعي، وهي أعمال متميزة بكل اقتدار» وأكد الصايغ استعداد مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام لتبني المشروعات والمبدعين من ابناء الامارات، ودعمهم وإنجاحهم. من جانبها تقول التشكيلية فاطمة الدهمش لـ»الاتحاد»: «إنني حاولت أن أخلق مستويات متعددة في إحدى لوحاتي، وهي اللوحة الكبيرة التي تميزت بامتلاكها رموزاً ودلالات محلية وموروثية، ومن خلال هذه المستويات المتعددة، حاولت أن أخلق معاني أيضاً متعددة في إطار قصة أريد إيصالها، لكنني تركت الحرية للمتلقي بتأويل النص». وأضافت «من الضروري أن يدخل القارئ النص التشكيلي بكل ثقافته كي يحيل اللوحة التي يراها إلى المعنى الذي ينهض في داخله، وعليه تصبح لوحتي متعددة المعاني وهذا ما أريده حقاً».من جانبها ثمنت الفنانة فاطمة الدهمش دعم رعاية وتنظيم مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام لمعرضها ، وقالت إن من شأن هذا الدعم إثراء الحركة الثقافية وتشجيع العديد من المواهب لإبراز ما لديها من إبداع. وقالت إن اعمالها تركز على الفن التجريدي التعبيري، إضافة الى معالجات على نوعية السطوح، مشيرة الى ان بداياتها كانت تتجه نحو الرسوم الواقعية الا أنها تدرجت نحو الرسم التجريدي الى أن انتهت ببصمة خاصة بها تميزها عن غيرها. وذكرت أن معرض « رسائل من الاحلام « نتاج عمل ست سنوات، ويكتسب طابع البئية المحلية ويعتمد على نوعية المعالجات التي تخدم الفكرة والعمل. وأوضحت أنها وبحكم إقامتها منذ طفولتها في منطقة الوثبة في ابوظبي تأثرت اعمالها بالتراث خاصة الهجن الذي كان مضمارها مقابل منزل أسرتها. وأكدت أنها من خلال معرضها هذا تحاول رد الجميل الى الامارات في تحية شكر لها في عيدها الأربعين. وقالت الدهمش عن أهم موضوعاتها «أجد أن المرأة والتقاليد هي من ضمن موضوعاتي الكثيرة التي هي البدوي، والتكوينات التجريدية، والأحلام، وحركة الجسد في كتلة متميزة والمباني واستغلال ما يتمخض عن البيئة، كلها أضعها ضمن إطار ما يريد المعرض توصيله للمتلقي ولكن أهم شيء هو الأحاسيس الجياشة التي ترتبط مع هذه المواضيع». والتقت «الاتحاد» الفنانة خلود الجابري التي تحدثت عن معرض فاطمة الدهمش فقالت: «تلقيت دعوة من الفنانة لزيارة معرضها الشخصي الأول في أبوظبي، وعندما دخلت قاعة العرض انبهرت بهذا الكم الكبير من اللوحات والتي حازت إعجابي، حيث لمست من لوحاتها، أنها تمتلك حساً عالياً في اللون وتكويناته والموضوعات وتوحيدها، حيث تتسم مجمل أعمالها بالتكوين الفطري والتكوينات الإنسانية القوية». وأضافت: «إنني أعتبر الفنانة فاطمة الدهمش فنانة عام 2011، إذ إن أعمالها تلفت انتباه الحركة التشكيلية في الإمارات». وقالت: «أعتقد أننا حصلنا على فنانة مهمة من أبوظبي، تدخل عالم الفن التشكيلي بقوة عبر تجسيداتها للموروث الشعبي المحلي ولعوالم خيالية مضيئة تستغل فيها إمكاناتها في اقتناص البيئة وكيفية تمثيلاتها في اللوحة». وأضافت الجابري: «إننا نتمنى أن تكون فاطمة الدهمش، إضافة نوعية لهذا الفن في الإمارات والمطلوب حقاً من الفنانين الإماراتيين أن يطلعوا على تجربتها ودعمها في معارض الدولة الداخلية والخارجية». والفنانة فاطمة الدهمش ولدت في أبوظبي وتخرجت من دورات عديدة في الرسم ومعالجة السطوح، وتمتلك عضوية الكثير من الجمعيات التشكيلية وشاركت في الكثير من المعارض في السعودية ومصر وإسبانيا والبحرين ويعد معرضها هذا الشخصي الأول في أبوظبي بعض معرضها في السعودية عام 2006 حيث تقيم فيها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©