يبدو أن الحديث عن جدوى الاتفاق على إطلاق كيان خليجي موحد يتولى إدارة شؤون بطولات كأس الخليج ويحول البطولة من مجرد تجمع أخوي رياضي واجتماعي في المقام الأولى، إلى بطولة محترفة تراعي الكثير من المعايير الاحترافية. وطرحت «ديوانية الاتحاد» السؤال الصعب على عدد كبير من المسؤولين الخليجيين، ألم يحن الأوان للتوحد خلف كيان يدير منظومة دورات كأس الخليج، خاصة بعد ارتفاع نبرة الخلافات بسبب بيع الحقوق، أو الاختلاف بين طرق التنظيم والإدارة بحسب كل دولة منظمة؟.
السؤال قد يحمل طلباً متكرراً، وربما مملاً لكثرة طرحه خلال السنوات الماضية، ومع كل دورة للبطولات الخليجية تقريباً من دون أي جدوى، وستكون الفكرة ذاتها مطروحة عبر مقترح عماني يقدم خلال اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية، والمقرر الثلاثاء المقبل بالعاصمة السعودية الرياض، والتي تركز على إنشاء مظلة قانونية دائمة لبطولة كأس الخليج باسم «اتحاد الخليج لكرة القدم»، أو «الأمانة العامة لكأس الخليج»، وهو ما دفعنا لطرح الفكرة على المسؤولين الرياضيين لعلنا نجد إجابة شافية.
الرياض (الاتحاد)
أكد يوسف السركال رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة أن الاتحاد الإماراتي كان أول من ساند فكرة تأسيس كيان خليجي يتولى إدارة وتنظيم مباريات كأس الخليج واختيار الدول المنظمة بحسب كل دورة، وتولي الأمور الإدارية والتنظيمية للبطولة وعلى رأسها طريقة بيع حقوق البطولة وفق ما هو معمول به في أي بطولة محترفة تراعي معايير الاحتراف خاصة مع دخول الاحتراف ومفاهيمه لدورياتنا المختلفة.
وعن أسباب عدم تحول الحلم إلى حقيقة، قال: «الأمر يتطلب ضرورة موافقة جميع الاتحادات، فضلاً عن ضرورة الاتفاق على مقر دائم لهذه اللجنة الدائمة أو الكيان الذي سيتم الاتفاق عليه، لكن حتى الآن لا يقبل أي اتحاد هذا الأمر، خصوصاً من يتولى تنظيم الدورة المقبلة ثم من يتولى إدارة الدورة التي تليها». وأضاف: «نحن مع وحدة الصف دائماً، والجميع يعرف ذلك، وقد سبق وأعلنت أن الإمارات توافق على إطلاق لجنة تنظيمية دائمة تتولى كامل شؤون البطولة التنظيمية، وتتولى بيع الحقوق، وتضمن حصول جميع الدول على حقوق البث والنقل».
من جانبه، جدد خالد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم، تأكيده إعادة تقديم المقترح بشأن إنشاء مظلة تنظيمية دائمة بمسمى أمانة عامة أو اتحاد خليجي خلال الاجتماع المقبل، وقال: «طرحنا هذا المقترح عند استضافة البطولة في عام 2009، ومن ثم كررنا الأمر في اليمن والبحرين، وحالياً بصدد إعادة تقديم المقترح خلال الاجتماع المقبل لرؤساء الاتحادات الخليجية، وأتمنى أن يكون الوقت قد حان ليأخذ الأشقاء هذا الموضوع على محمل الجد، وإلا سنكون في الحلقة المفرغة ذاتها»، مؤكداً أنه لا توجد أي عوائق من وجهة نظره في تطبيق المقترح، وأن كل التعقيدات يمكن أن تحل شريطة عقد العزم.
وأشار البوسعيدي إلى ضرورة إعادة النظر في آلية اختيار الحكام لبطولات الخليج بشكل عام من خلال وجود لجنة تحكيم دائمة لكأس الخليج ضمن مجموعة لجان تحت مظلة تنظيمية دائمة للبطولة، وقال: «إذا ما أردنا تطوير هذه البطولة تنظيمياً وفنياً، علينا التأسيس لمظلة تنظيمية دائمة بمسمى أمانة عامة أو اتحاد خليجي».
وحول مقترح انضمام منتخبات عربية مثل المغرب والأردن لكأس الخليج، قال: «مع الأيام لا بد من العمل على تطوير البطولة الخليجية، وأهم نقطة من وجهة نظري في الوقت الراهن التي تفرض نفسها بقوة، هو أهمية وجود مظلة تنظيمية دائمة تعنى بالبطولة، بحيث ننقل الخبرة التراكمية من دولة إلى أخرى في إطار مركزي تنظيمي واحد تستفيد منه كل الاتحادات الخليجية، ومن بعد ذلك نفكر في كيف نعمل على تطوير البطولة بإشراك منتخبات جديدة ربما ليس بشكل دائم، ويمكن الاهتداء بتجربة كوبا أميركا، التي تتم خلالها استضافة منتخبات خارج نطاق الاتحاد لمنح البطولة نوعاً من الإثارة والتشويق والتسويق أيضاً».
وأكد أن كأس الخليج لن تتطور إذا بقيت على شكلها الحالي، مشدداً على ضرورة إيجاد المظلة التنظيمية بجهاز تنفيذي دائم يشرف عليه رؤساء الاتحادات الخليجية، مفنداً الآراء التي تتحدث عن إلغاء البطولة، وقال: «لا أعتقد أن كأس الخليج مهددة بالتوقف بعد أن استطاعت أن تصمد طوال السنوات الماضية، لا شك في أنه وفي خضم التحديات الرياضية والمنافسة مع كثير من البطولات ونسب المشاهدة التلفزيونية لبطولات أخرى، يتطلب توفير تنظيم محترم ودائم نستطيع من خلاله أن نرسخ البطولة حسب روزنامة الاتحاد الدولي لكرة القدم».
عيسى بن راشد:
التكلفة المالية وراء الهروب من تطبيق المقترح
الرياض (الاتحاد)
بدأ الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الرئيس الفخري للجنة الأولمبية البحرينية، الحديث حول الموضوع، قائلاً: «سبق أن عرض هذا الموضوع على وزراء الشباب ورؤساء اللجان الأولمبية في الاتحادات الخليجية، وفق مقترح عماني بإنشاء اتحاد خليجي، وساروا في الدراسة، ووجدوا أن الموضوع مكلف، وسيضيف أعباء مالية كبيرة على دول مجلس التعاون، فعدلوا عن الفكرة، وتركوا الأمور كما هي، بأن تتولى الدولة المنظمة الترتيبات كافة المتعلقة بالبطولة». وتابع: «نحن في غنى عن المصاريف الكثيرة من وراء إنشاء اتحاد خليجي، وربما يعاد النظر في الموضوع مرة ثانية إذا جاءت دراسة أخرى بتكاليف أقل». ورأى أن المقترح الخاص بتكفل الدولة المستضيفة لمقر الاتحاد الخليجي بمصاريفه كافة من إيجارات ورواتب وخلافه تسبب في هروب دول مجلس التعاون من الموافقة على المقترح، مؤكداً تفضيله إبقاء منافسة كأس الخليج مستقرة وفق النظام الحالي.
وحول استضافة «خليجي 23»، وتصريحات المسؤولين عن الرياضة العراقية باستعدادهم والسعي لاستضافة البطولة، أشار أن الاستضافة ترتبط بزيارة وفد «الفيفا»، ولا يوجد مانع إذا زالت المعوقات، وأضاف: «الشاهد في الأمر أن المعوقات ما زالت موجودة بقرار (الفيفا) منع إقامة المباريات في العراق، علاوة على غياب الاستقرار الأمني، نأمل إن شاء الله حل كل المشاكل، لكن حسب جدول الاستضافة، فستقام (خليجي 23) في الكويت، ومن بعدها قطر، ومن ثم العراق وإلى أن يحين ذلك الوقت نتمنى استقرار الأوضاع هناك».
وبعيداً عن موضوع الاتحاد الخليجي لكرة القدم، وصف الشيخ عيسى بن راشد الظهور الأول لمنتخب البحرين في البطولة بالسيئ، وقال: «لا ألوم المنتخب، كونها المباراة الأولى، ودائماً ما تكون البدايات مربكة، لا سيما أن المنتخب يضم مجموعة من اللاعبين صغار السن تعوزهم الخبرة، الأمر الذي تسبب في الظهور الغريب للمنتخب، وأتوقع حال زوال القلق والتوتر أن يقدم الأحمر عرضاً أفضل يرضي الجماهير».
ووجه الشيخ عيسى رسالة لرؤساء الاتحادات الخليجية قبل اجتماع الثلاثاء المقبل، وقال: «نأمل إبقاء الأمور كما هي الآن، البطولة حالياً مستقرة وراضون عنها تمام الرضى، لا نرغب في إحداث أي تعديلات أو إضافات على البطولة من الممكن أن تؤثر على الدورة مستقبلاً».
طلال الفهد:
نحن أول من طالب بتطبيق نظام «ملفات المدن»
الرياض (الاتحاد)
نفى طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي، ما تردد عن رفض الكويت توحيد كلمة الاتحادات الخليجية لكرة القدم، عندما تمسكت باستمرار البطولة على شكلها الحالي، وكانت الصوت الرافض خلال المؤتمر العام الذي أقيم على هامش «خليجي 21» بالمؤتمر العام.
وقال: «نحن أول من طالب بتطبيق نظام التنظيم بملفات المدن، بحيث تتقدم مدينة خليجية أو أكثر بملفها، والملف الذي يكون أجهز يفوز بشرف التنظيم، وكان ذلك بهدف القضاء على نظام المداورة غير الاحترافي، والذي يولد مشكلات إدارية وتنظيمية دائمة». وشدد الفهد على أن تطبيق هذا المقترح يستدعي ضرورة إنشاء لجنة دائمة أو كيان دائم يتولى مسئولية إدارة شؤون البطولة، والسعي لتقديم أفضل دعم في اللوائح والقوانين المنظمة، وغيرها من الأمور الأخرى. ولفت الفهد إلى أن الكويت تعتبر من الدول المؤسسة للبطولة، ودائماً ما تسعى للتوحد مع الأشقاء، وقال: «نحن لا نرفض إطلاق الكيان الخليجي المنتظر، لكن مثل هذا القرار يجب أن يتم الموافقة عليه من جميع رؤساء الاتحادات».
العيسي: نحن مع الوحدة الخليجية دائماً
الرياض (الاتحاد)
أكد أحمد العيسي رئيس مجلس إدارة الاتحاد اليمني لكرة القدم، أن اليمن مع الوحدة الخليجية دائماً، ولفت إلى أنه لو طرح للتصويت في اجتماع رؤساء الاتحادات مسألة تشكيل كيان تنظيمي جامع يتولى إدارة وتنظيم بطولة كأس الخليج، فسيكون قرار اليمن هو الموافقة على المقترح. وشدد العيسي على أن نفس المطلب سبق وأن تصدر المشهد في فترة من الفترات، ولكن لم يرتق لقرار نهائي، بل ظل مقترحاً خاضعاً للبحث والدراسة.
عدد اليوم
