الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التغير المناخي.. اهتمام متأخر

15 نوفمبر 2014 23:06
أعلن البيت الأبيض عن أن الرئيس أوباما قرر رصد مبلغ 3 مليارات دولار للصندوق الدولي للمناخ الذي ترعاه الأمم المتحدة، بهدف مساعدة الدول النامية على التخفيف من أسباب التغير المناخي واحترار جو الأرض. وحولت الولايات المتحدة المبلغ إلى «صندوق المناخ الأخضر» التابع للأمم المتحدة. ويتكفل هذا الصندوق الذي تأسس عام 2011 بالطلب من الدول الصناعية وقطاعاتها الخاصة التي سبق لها أن ضخّت خلال القرن الماضي في جو الأرض معظم الكميات من غازات البيت الأخضر التي تسببت في احترار الأرض، أن تقدم الآن يد المساعدة للدول النامية حتى تستطيع التحول نحو استخدام الوقود منخفض الكربون والتكيف مع نتائج وتداعيات التغير المناخي. وأظهرت نتائج البحوث أن الدول الأكثر فقراً التي أطلقت في الجو أقل كمية من تلك الغازات الضارة، ومنها دول أفريقيا بشكل خاص، هي التي تعاني أكثر من غيرها من شرور الاحترار الأرضي. وقال مسؤول في البيت الأبيض، في معرض إعلانه عن مبادرة أوباما: «إنه لمن أول اهتماماتنا مساعدة الدول المتضررة لبناء منظومة قادرة على الصمود في وجه ظاهرة التغير المناخي. ومن غير المحتمل أن تتمكن تلك الدول من تجنب التعرض للاضطرابات والصراعات الداخلية بسبب الأحداث المناخية المضطربة. وهي تحتاج الآن لفرض إجراءات عالية التكلفة من أجل تكريس استقرارها وتشجيعها على مواصلة بناء مؤسساتها». وجاء إعلان البيت الأبيض عن هذه المبادرة عقب الزيارة التي قام بها أوباما إلى آسيا. كما أنها تأتي بعد توقيع الاتفاقية الجديدة حول المناخ بين الولايات المتحدة والصين، وهي تندرج في إطار الدفع باتجاه تعاون عالمي فاعل لتخفيض الانبعاثات الكربونية. وقد تزامن الإعلان عنها مع وصول أوباما إلى مدينة «برينسبان» الأسترالية الجمعة الماضي لحضور قمة العشرين الاقتصادية. وسرعان ما أعرب المحللون والخبراء عن ترحيبهم بها. وفي هذا الإطار، قال «هيثير كولمان»، مدير برنامج المناخ في مؤسسة «أوكسفام أميركا»: «يمثل رصد مبلغ الثلاثة مليارات دولار لصالح صندوق المناخ الأخضر مؤشراً مهماً لنيّة القيادة الأميركية لمساعدة الشعوب الأكثر تضرراً في العالم ومساعدتها على حماية نفسها من التداعيات الخطيرة للتغير المناخي وضمان التعاون والتنسيق في أوساط المجتمع الدولي للتصدي لهذه الظاهرة». وأشار «كولمان» إلى أن هذه المبادرة تشبه إلى حد كبير مبادرة أميركية سابقة عندما قدمت الولايات المتحدة مساهمتها المالية المهمة للصندوق العالمي لمكافحة «الإيدز» والسل والملاريا. وكانت كل من المكسيك وكوريا وألمانيا وفرنسا، من أهم الدول التي أعلنت عن تقديم مساهماتها المالية لصالح صندوق المناخ. وهذا الصندوق مهم جداً حتى تتمكن الدول النامية من التوقيع على معاهدة المناخ. وسوف تشهد باريس في شهر ديسمبر 2015 سلسلة من المفاوضات العالمية حول المساهمة اللازمة من دول العالم للتصدي لظاهرة التغير المناخي. كما أن المبادرة الأميركية تأتي في وقت تستعد فيه بعض الدول لعقد مؤتمر في برلين الأربعاء المقبل تعرض من خلاله مساهماتها في الصندوق. وتأمل الأمم المتحدة أن تجمع مبلغ 10 مليارات دولار من مساهمات دول العالم قبل نهاية عام 2014. وسبق لكل من فرنسا وألمانيا وبعض الدول الأخرى أن قدمت ما مجموعه 3 مليارات دولار للصندوق. وبهذا يكون المبلغ الذي رصدته الولايات المتحدة للصندوق هو الأضخم حتى الآن. وقال محللون إنهم يأملون أن يشجع السخاء الأميركي العديد من دول العالم الأخرى، مثل اليابان والمملكة المتحدة، على المساهمة بتبرعات مماثلة خلال انعقاد مؤتمر برلين. ومن جهة أخرى، أعربت الأمم المتحدة عن أملها في أن تجمع من الدول المتقدمة والصناعية مبلغ 100 مليار دولار سنوياً ابتداء من عام 2020 لمساعدة الدول النامية على حل مشاكلها المتنوعة، بما فيها مشكلة تأمين القدرة على الصمود أمام تداعيات التغير المناخي. وقدر البنك الدولي الحجم الإجمالي للضرر الذي تسببت فيه ظاهرة احترار جو الأرض على الاقتصاد العالمي بنحو 200 مليار دولار. كاثلين هينيسي ونيلا بانيرجي * * محللتان أميركيتان متخصصتان في شؤون المناخ ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©