السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فيء الكلام - سعد جمعة

8 مارس 2007 01:26
"أفلام من الإمارات.. شغف الإبداع".. منذ ذلك الزمن، زمن دور العرض السينمائي المكشوفة السقوف على السماء والقمر في تألقه والنجوم وهي تسامر العشاق، حيث سحر الصبا وتبدلات الزمن في بلادنا، منذ السبعينات من القرن الماضي إلى يومنا هذا يمر شريط الذكريات مفعماً بالعشق للسينما والتعلق والانبهار بالسحر الذي تحدثه آلة العرض على الشاشة الجدارية البيضاء الضخمة، في تلك الليالي الصيفية والشتوية، كنا صغاراً ننسل خلسة عن الأهل وبيوتنا، وما بين مزارع النخيل نسير ليلا كي نشاهد فيلماً يكون في الغالب هندياً بأبطاله الخرافيين في كل شيء (إذ كانت الأفلام في ذلك الزمن تأتي من الهند) ونعود منبهرين بالإبطال وبالصورة والحركة والقصة والسيناريو، وفي الوقت ذاته يتلبسنا الخوف في طريق عودتنا إلى البيوت·· الخوف الذي ننسى أمره في لحظة الذهاب إلى السينما، يعود ونحن نسير بين مزارع النخيل، حين تتجسد الحكايات والأساطير عن الجن في رؤوسنا كالعرض السينمائي الذي يرفع وتيرة الخيال لدينا ويصبح تحريك الهواء لغصن نخيل أو ورقة في الطريق يعني الهلاك أو إطلاق سيقاننا في الريح · ولكن مر الزمن وتحولت الأساطير والحكايات إلى إبداع نكتبه وأحياناً نعيشه·· مر الزمن وما زال سحر السينما يسكن في تفاصيل اليوم، بات حضور الأفلام التي تنوعت واتسع مجال مشاهدتها رحباً وفاتناً تحول كل شيء في سيرة البلاد وأخذت معظم الفنون تحقق وجودها على الساحة الإبداعية المحلية، إلا القليل منها وهنا نذكر بالتحديد السينما، وذلك نظراً لظروف عديدة، منها اجتماعية ومالية ورسمية · لكن بانفتاح البلاد الواسع على العالم وتجاربه تحول العرض السينمائي في الدور المحلية من التقليدي إلى أحدث المستويات العالمية، كما سمح هذا الانفتاح وحرض بلا شك وافرز كذلك عشاقاً حقيقيين للسينما، كانت (قبل كل شيء) تسكنهم بذرة الإبداع والرغبة في الولوج إلى هذا العالم السينمائي الجميل والنبيل حد الغياب والتماهي فيه· تبدأ المشاريع العظيمة بشغف،بحب، بعشق بطموح يتسع الكون كله·· هذا ما يقال عنه الخطوة الأولى في درب المليون ميل من اجل ملامسة خد الحلم الناصع في براح الأمل · بالأمس جاءت الدورة السادسة من ''مسابقة أفلام من الإمارات'' لتضع خطوة جديدة لتخلق التراكم المطلوب لكل عمل·· لكل مشروع إبداعي يريد أن يتحقق، أن يستنشق الهواء النقي·· أن يتلمس روح الحياة الفاتنة· هاهم يأتون اليوم محملين بالهوج الذي حتما سينير وينشر ضوءه الجميل والمغري لنا كي نتبعه ونسامره، ونقف كي نصفق له طويلا بكل احترام وإجلال·· يأتون وفي قلبهم قوة المثابرة والإصرار على كتابة تاريخ ميلاد السينما التي حتماً ستكبر في طريق العثرات والإحباط·· إنهم يدوسون على الشوك كي يصلوا إلى حديقة الجمال وشغف الإبداع· لذا علينا أن نصر معهم كي لا توأد هذه المغامرة الرائعة·· على البلاد كلها أن تحمل معهم الشعلة نحو مشروع سينمائي كبير· ليس هذا تفاؤل مفرط، ولكنه إيمان بأن هنا يوجد شيء مختلف·· هنا إنسان جميل على الجميع أن يمهدوا له الانطلاق نحو الآفاق الرحبة من دون شك أو وجل، من دون خوف أو تردد· من اجل الإبداع علينا أن نقدم الوردة بابتسامة كبيرة·· ومن أجل أن تكون لدينا سينما علينا أن نعمل بصدق كي لا تموت هذه الخطوة السادسة· إليكِ أيتها الشمس التي تشرق كل يوم على البلاد إليكِ محبة المجنون فيك يريدك أن تكبري في معية الشعر، في معية الكتابة، الموسيقى، المسرح، الرقص، الرسم، السينما وكل الألوان يريدك أن تضمي الكتب وتقبلي الحروف يريد أن تأخذ الريح روحه وتنثرها في القرى والفرجان والمدن يريد نجمتك أعلى من سماء ويكبر الأطفال في الحب والجمال saadjumah@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©