الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد السادس يبدأ اليوم زيارة أخوية للإمارات

محمد السادس يبدأ اليوم زيارة أخوية للإمارات
22 أكتوبر 2012
يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تستغرق يومين، في إطار جولته الحالية في المنطقة وتشمل المملكة العربية السعودية وقطر والكويت، إضافة إلى الأردن. وتمثل الزيارة إضافة ولبنة جديدة في صرح العلاقات المتميزة بين الإمارات والمغرب، والتي تشهد نمواً مضطرداً بفضل حكمة قائدي البلدين الشقيقين، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة. تجيء هذه الزيارة تجسيداً للإرادة المشتركة للبلدين الشقيقين لتطوير علاقاتهما في شتى المجالات، والاقتصادية منها على وجه التحديد، وهي تنتقل إلى مراحل متقدمة وبخطى ثابتة واثقة نحو شراكة استراتيجية واعدة، خاصة أن العلاقات المميزة التي تربط المغرب بدولة الإمارات وباقي دول مجلس التعاون تتحدى معوقات البعد الجغرافي لصالح تحقيق نتائج مثمرة لما فيه خير الشعوب والبلدان. تشاور وتوافق تميزت العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، والتي أرسى دعائمها المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني، بالحرص على ارتياد آفاق واعدة من أجل الارتقاء بمجالات التعاون الثنائي، وتعزيز أسس شراكة متينة وإعطائها زخماً نوعياً بفضل توجيهات قائدي البلدين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وفي هذا الإطار تكتسب زيارة العاهل المغربي إلى دولة الإمارات، أهمية خاصة في الدفع بمسيرة التعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات والارتقاء به إلى مستويات أفضل. كما تعكس هذه الزيارة حرص البلدين على ترسيخ تعاونهما وجعله نموذجاً يحتذى به في مختلف الميادين، والرقي به إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، القائمة على أسس التشاور والتوافق المتبادل. ويسعى البلدان الشقيقان باستمرار وبعزم أكيد وإرادة راسخة من أجل إرساء آليات التعاون الثنائي عبر تفعيل شراكات تشمل كافة الميادين الاقتصادية والتجارية والمالية، فضلاً عن تبادل الخبرات والتنسيق الدائم للمواقف على المستوى السياسي إزاء القضايا المطروحة على الساحتين العربية والدولية. ويبرز العمق الاقتصادي في علاقات البلدين من خلال تزايد ثقة المستثمرين الإماراتيين في الاقتصاد المغربي الذي بات يتيح فرصاً واعدة للاستثمار في عدة قطاعات تنموية، وقد تجلى ذلك في إطلاق العديد من المشاريع التنموية المشتركة في المملكة في مجالي العقار والسياحة، بالنظر إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي واستقرارها السياسي والاقتصادي. كما أن اللجنة المشتركة الإماراتية - المغربية التي تشكلت سنة 2003 أسهمت بشكل حثيث في تفعيل آليات التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية والاستثمارية وتذليل كافة المعيقات التي تحول دون الرفع من وتيرة المبادلات التجارية بين البلدين. وقد حققت الاستثمارات الإماراتية بالمملكة المغربية في السنين الأخيرة طفرة نوعية، إذ أضحت الإمارات تتبوأ الصدارة كأول بلد خليجي وعربي مستثمر بالمغرب في مجالات السياحة والعقار. واستطاع المغرب في الآونة الأخيرة، أن يستقطب نسبة مهمة من الاستثمارات الإماراتية بفضل موقعه الاستراتيجي والحوافز الضريبية التي يمنحها للمستثمر الأجنبي، وكذا سياسة الانفتاح التي بات ينتهجها الاقتصاد المغربي نتيجة الحركة الاقتصادية التي يشهدها في جميع المجالات. وفي مقابل ذلك، تشكل زيارة الوفود الرسمية في كلا البلدين عاملاً مساعداً للرقي بالتعاون الثنائي في شتى المجالات الحيوية، والتي كان آخرها زيارة وفد اقتصادي مغربي رفيع إلى دولة الإمارات السنة الماضية، في إطار التعريف بوجهة المغرب الاستثمارية وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين المنعشين الاقتصاديين المغاربة ونظرائهم الإماراتيين. وعلى الصعيد السياسي يعتمد البلدان على نهج قويم وراسخ في سياستهما الخارجية، يقوم على التشاور والتوافق ويتسم بالواقعية والاعتدال والتعبير عن التضامن المشترك، وهذا ما يلمس أثناء مشاركتهما الفعالة في المؤتمرات والاجتماعات والمنتديات الإقليمية. ويواصل البلدان الشقيقان العمل للارتقاء بعلاقاتهما الثنائية والرفع من وتيرة تعاونهما المشترك، وفي الوقت ذاته ارتياد آفاق مستقبلية جديدة تعود بالنفع على شعبي البلدين. ولدى القيادتين رغبة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، والاضطلاع بدور مهم في المحيط العربي والإسلامي من أجل ترسيخ أسس العمل العربي المشترك. علاقات متينة ومتطورة تتميز العلاقات الإماراتية ـ المغربية بالتطور الملموس في المجالات كافة، ويتجسد ذلك من خلال اللقاءات المستمرة بين المسؤولين في البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والعدل والقضاء والإعلام وغيرها، وتتمثل متانة وقوة العلاقات بين البلدين في تطابق وجهات نظر قائدي البلدين الشقيقين، تجاه القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، ورغبتهما في تنويع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري واستقطاب استثمارات جديدة، وتحقيق الاستفادة المشتركة في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والتقنية والسياحية والعلمية والقضائية، ثم تطلُع الجانبين إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين. وقد تم تشكيل اللجنة المشتركة الإماراتية ــ المغربية في 16 مايو 1985 بالرباط، وعقدت اللجنة المشتركة دورتها الأولى بأبوظبي في الفترة الممتدة من 22 إلى 24 نوفمبر 1988 برئاسة وزيري خارجية البلدين. وانعقدت الدورة الثانية بالرباط يومي 25 و26 يونيو 2001 برئاسة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك، ومعالي محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي السابق، بينما انعقدت الدورة الثالثة للجنة المشتركة الإماراتية ـ المغربية في فبراير 2004 بأبوظبي، أما الدورة الرابعة فقد انعقدت بالدار البيضاء يومي 22 و23 يوليو 2006. وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمملكة المغربية، بفضل التدفق الكبير للاستثمارات الإماراتية من خلال استثمارات “صندوق أبوظبي للتنمية، الشركة المغربية ـ الإماراتية للتنمية، شركة طاقة، شركة المعبر الدولية للاستثمار، مجموعة إعمار، شركة دبي العالمية، شركة القدرة القابضة، وشركة الاستثمارات البترولية الدولية. وتسير العلاقات بين البلدين بخطى حثيثة نحو الارتقاء والتطور، وتحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بصورة إيجابية في الأوساط الرسمية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والشعبية المغربية، بفضل التوجهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وبالنظر إلى الدور الفعال والقوي للإمارات العربية المتحدة في مشاريع النماء والخير في كافة أنحاء المملكة المغربية. إنجازات متواصلة منذ تولي الملك محمد السادس مقاليد الأمور عرف المغرب ديناميكية كبيرة، عكستها ورش العمل الكبيرة التي غطت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية والدينية وغيرها. فعلى الصعيد السياسي، توجت ورش العمل الكبرى التي انخرطت فيها كافة القوى السياسية بإقرار قانون جديد للأحزاب السياسية وإغلاق ملف الانتهاكات المسجلة في إطار حقوق الإنسان من خلال هيئة الإنصاف والمصالحة والنتائج التي حققتها في كشف حالات الاختفاء القسري، وجبر الضررين المادي والمعنوي، بشكل جعلها قدوة على الصعيد الدولي في الحالات المماثلة. أما اجتماعياً فقد شكّل النهوض بأوضاع المرأة والرغبة في محاربة آفة الفقر والتهميش والإقصاء وفك العزلة عن الريف وفتح المجال لتأهيل الشباب أبرز الطموحات خلال السنوات القليلة الماضية. وقد تم التصدي لهذه القضايا بكل جرأة من خلال العديد من القوانين والاستراتيجيات لعل أبرزها كانت مدونة الأسرة التي أعادت الاعتبار للمرأة المغربية وقانون الجنسية الجديد الذي أعطاها حق منح جنسيتها لابنها أياً كان والده. وتعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استراتيجية عمل في هذا الإطار أسهمت في تطوير العديد من المناطق المهمشة ومدت آلاف المستفيدين بوسائل لتطوير مستواهم المعيشي والتعليمي، وولوج سوق العمل مزودين بالمعرفة الضرورية لذلك. ويشهد للمغرب على الصعيدين الثقافي والديني أنه باشر إصلاحات عميقة وجوهرية في هذا الإطار سعياً منه نحو محاربة الفكر الظلامي الذي ينشر اليأس والإحباط وذلك بعقلانية وانسجام تام مع روح وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الداعية إلى الوسطية والاعتدال. وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تواكب وتبارك هذه النهضة الاقتصادية والاستثمارية التي يعرفها المغرب، وتسهم فيها بشكل فعال من خلال المساعدات والاستثمارات والقروض وغيرها، إيماناً منها بأهمية وجدية ما يُنجز، ووفاء لعلاقات أخوية ظلت متميزة على الدوام منذ أن أرسى دعائمها الصلبة المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني، وتعهد خلفهما بمتابعتها ورعايتها وارتياد آفاق جديدة بها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. مدينة خليفة الطبية تعتبر مدينة خليفة الطبية في المغرب نموذجاً للاهتمام الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز البيئة الصحية والانسانية في المغرب الشقيق. وكانت بلدية أبوظبي قد وقعت اتفاقية لإنشاء مدينة ومركز الشيخ خليفة بن زايد الاستشفائي التخصصي في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية مع الاستشاري الهندسي الفرنسي جاكوب فرانس، بكلفة 100 مليون دولار، بناءً على مكرمة سخية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وبموجب العقد ينفذ الاستشاري أعمال الدراسات الهندسية والتصميم والإشراف على تنفيذ المشروع الذي تبلغ مساحته 65 ألف متر مربع خصص منها 40 ألف متر لمبنى المشروع الذي يستغرق تنفيذه 30 شهراً.?ويضم المشروع العديد من الأقسام التخصصية مثل الطوارئ والاستشارات الطبية والعناية التخصصية المستدامة وعلاج السكر والأمراض السرطانية والأمراض الباطنية والجراحة، كما يضم أقساماً للنساء والولادة وغرف العمليات ومدرسة للتمريض ومختبراً مركزياً ومركزاً للعلاج بالأشعة وقسماً لكبار الشخصيات. ?كما تتضمن المدينة إنشاء مبان تجارية كوقف يعود ريعه للمدينة الطبية لضمان استمرارية التشغيل والصيانة بجودة عالية.?ويعد المشروع إحدى ثمار العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط شعبي دولة الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة. كما تأتي الخطوة تأكيداً على عمق هذه العلاقة الأخوية والترابط القوي الذي أرست دعائمه القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين.?وتعد المشاريع ذات الطابع الإنساني واحدة من أهم مميزات مسيرة الخير والعطاء لدولة الإمارات منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثـراه الذي اســتمر بنــفس الزخم. فأيادي الخير والبناء والغوث الإماراتية ممدودة إلى كافة أنحاء العالم إيماناً من دولة السلام والمحبة بحتمية توطيد أواصر العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب وأركان الصداقة والتعاون والتضامن مع دول العالم الصديقة. وكان وفد من البلدية قد توجه للمغرب، حيث تم تحديد موقع تنفيذ المدينة الطبية في منطقة ‘’انفا’’ التي تعتبر مركز التوسع العمراني المستقبلي للدار البيضاء. ?واطلع الوفد من الاستشاري المكلف من قبل الجانب المغربي عن تصور شامل للمشروع والخطوات التنفيذية التي من المتوقع أن يبدأ العمل فيها نهاية العام الحالي. ?ويعد المشروع من المشاريع الطبية الحديثة، والذي يعتمد على نفسه من خلال تطبيق آليات التشــــغيل والصيانة من خلال إقامة مبان تجـــــارية كوقف يعود ريعه للمـــــدينة الطبية لضمان استمرارية التشغيل والصيانة بجودة عالية. وتتمتع المدينة الطبية بمميزات طبية عالية الجودة، ويحتوي المركز التخصصي على كافة الأقسام التي يحـتاج إليها الشعب المغربي. مؤسسة خليفة بن زايد في المغرب صادق مجلس الوزراء المغربي على إنشاء ‘’مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد’’ مؤسسـة ذات منفعـة عامة، تتولى إحداث وتسيير مؤسسات استشفائية بالمغرب. وذكر بيان للديوان الملكي المغربي أن هذه المبادرة تشكل تجسيداً للروابط الأخوية المتميزة التي تجمع العاهل المغربي الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وكذا الشعبين الشقيقين المغربي والإماراتي• ووفقاً للبيان ستتولى المؤسسة إحداث وتسيير مؤسسات استشفائية جديدة خاصة بمدينة الدار البيضاء على غرار ما تقوم به ‘’مؤسسة الشيخ زايد بن سلطان’’ بالرباط التي تتولى تسيير أحد أكبر مستشفيات العاصمة•
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©