الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المحللون» أخطر من «الحكام»

15 نوفمبر 2014 23:15
في سياق الثورة الاتصالية التي يصفها خبراء الاتصال بأنها انفجارية، أي أن الإنسان، على الرغم من لهاثه غير قادر على اللحاق بالتكنولوجيا، ما جعل الرسالة الإعلامية في أكثر من ميدان من ميادين الإعلام المتخصص، قاصرة عن أداء الهدف المرجو منها. وليس الإعلام الرياضي استثناء من هذا التوصيف، فالمتابع للقنوات الرياضية – مثلاً – يجد أنها تكاد تسابق الزمن لإثبات وجودها، ألا أنها تظل أسيرة القدرات البشرية المحدودة إزاء التطور الهائل في ميدان الوسائل، ومن نتائج هذا صارت القنوات الرياضية تسعى لتقديم أرقى الخدمات للمشاهد، ولكن تبقى العين بصيرة واليد قصيرة، ما يوقعها اضطراراً ولأسباب شتى في أحضان التسطيح، والوهم في ابتكار فقرات، أو برامج جديدة تحطم قيود الروتين الذي يعتقده القائمون عليها، فهل نجحت حقاً في مسعاها الطيب بافتراض حسن النية؟. من غير مجاملة لم تنجح، ولأسباب في الكثير من الأوقات خارجة عن إرادتها، إما لأسباب مادية، أو لأسباب رقابية منظورة، أو غير منظورة، وقد يكون عدم نجاحها سببه مزاج المشاهد في هذا الزمن. وإذا أسقطنا هذا الواقع القنواتي على بطولة الخليج، نجد أن عدداً غير قليل منها صار سوقاً صاخباً لا يشبه طبعاً سوق عكاظ لأنك لا تعرف بضائعه، وليس هناك من يقوم أثمان هذه البضائع، فلا النابغة الذبياني موجود ولا الخنساء، ولا أي أحد من أحفادهما المهنيين، إذا ما عددنا الشعر صنعة ، كما أن الإعلام مهنة، من الصباح إلى الصباح جلسات وندوات الكلام فيها، بلا رأس خيط يمكن أن تمسكه ليدلك إلى المعنى، لأن السادة في هذه الندوات والجلسات، بل حتى البرامج التي تقدم وقوفاً، إنما يعرضون بضائعهم، وهم لا يجيدون فن العرض، ولا يمتلكون الأدوات التي تعينهم على حسن العرض، حتى وإن كانت بضاعتهم جيدة. والسبب، لأن طبقة المحللين في أغلبها، إنما هي من غير المدربين إعلامياً للتعامل مع وسائل الإعلام، فهم نجوم كبار في ميادينهم، إلا أنهم هواة في ميدان الإعلام، تراهم في كل واد يهيمون ظناً منهم أن صفة محلل تمنحهم الحق في قول كل شيء، وعلى المتلقي أن يصدق كل ما يقولون. وللتأكد أنصتوا لعدد من المحللين في عدد من القنوات، وعندها ستعلمون واحداً من أسباب تراكم الغيوم في سماء بطولة الخليج في دوراتها المتعاقبة، وها قد بدأت قطع من الغيوم تتراكم في سماء الدورة 22، ونسأل الله تعالى أن تكون غيوم خير وبركة، وإلا فدعاؤنا هو أن تنقشع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©