محمد خلف المزروعي، لا أعرف لك وجهاً ولم نلتق قبلُ لا هنا ولا هناك، ولم يجمعنا سمر أو جدل أو أي ملمح من عالم الكلام.
أمس عرفتك جيداً، وكأننا نسكن الحي نفسه ونقصد المدرسة نفسها ونتقاسم الآراء نفسها والولاءات نفسها وربما الأحلام نفسها.
أمس عرفتك جيداً، ربما قبل أن يأتي أحدنا إلى هذه الدنيا أو ربما قبل أن يرحل أحدنا من هذه الدنيا...
ثمة شيء ما في ذاكرتي وشوش شيئاً عنك… ثمة شيء ما زلزل في عروقي شيئاً منك… ثمة شيء ما في دارتي شرع باباً إليك...
لوهلة أيها الراحل على عجل، عرفت أنك أبو خلف وأنك قادر على استدرار الدموع، كما استدرار الثناء، وإنك قادر على حياكة ثوب حداد لمواطنين عرفوك وغرباء سمعوا بك… أمس عرفتك في عيون أدمعت وفي سير لا تقال إلا في الأبرار الأبرار.
أبا خلف.. أنا واحد من معارفك… وأعرف أننا سنلتقي لأن ثمة أناسا لا يموتون حين .. يموتون.
مريم العبد
عدد اليوم
