الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان يشيع وسام الحسن وسط دعوات لإسقاط الحكومة

لبنان يشيع وسام الحسن وسط دعوات لإسقاط الحكومة
22 أكتوبر 2012
شيع آلاف اللبنانيين في بيروت أمس اللواء وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي الذي قضى في تفجير سيارة مفخخة، الجمعة الماضي، وسط حالة من الغضب، ودعوات لرحيل حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وبدأت مراسم التشييع بتأبين رسمي، أقيم في مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ببيروت، حضره رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وألقى فيه رئيس البلاد كلمة لتأبين الحسن الذي رفعه إلى رتبة لواء. وحث سليمان المرجعيات السياسية إلى عدم التستر والتغطية على مرتكبي أعمال العنف، ومحاولات الاغتيال التي شهدها لبنان منذ مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. ورأى سليمان أن المؤسسة الأمنية تعاقب باغتيال الحسن لأن فرع المعلومات، الذي كان يقوده، نجح في كشف شبكات إرهاب وتجسس، ونجح في ضبط كميات من المتفجرات. وحث سليمان الشعب اللبناني على التكاتف، ودعا سليمان القضاء إلى الإسراع في إصدار قراره الاتهامي في حق سماحة. وقال سليمان “هذا الاغتيال موجه للدولة اللبنانية، المقصود به الدولة اللبنانية، لذلك هذه الشهادة تدعونا إلى التكاتف والتعاون على مستوى الشعب اللبناني، وعلى مستوى المؤسسات اللبنانية، واعني تحديداً المؤسسات السياسية والقضائية والأمنية”. وأعرب عن عميق مشاعر الحزن والألم لذوي الضحايا. وأعلن سليمان منح وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر للحسن، وقام بوضع الوسام على نعشه. أما مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، فقال “عزيزي وسام تعرف أنني كنت أتابعك يومياً، وكنت أرى كيف كنت تغازل الموت من دون أن تهابه، وكيف كنت تعمل في كل لحظة على حافة الهاوية، لا تهاب المخاطر، ولا وجود في قاموسك للخوف، ولا للخطوط الحمراء. الخط الأحمر الوحيد لديك كان حفظ أمن هذا الوطن العظيم”. وأضاف “سنتابع هذه المهمة، وسنتصدى لكل من يعبث بالأمن، كائناً من يكون”. وفي وقت لاحق نقل جثمان الحسن، ومرافقه أحمد صهيوني، إلى ساحة الشهداء وسط بيروت، حيث أقيمت صلاة الجنازة عليهما في مسجد محمد الأمين، بحضور رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، والسفير السعودي علي العسيري، وشخصيات سياسية ودينية، يتقدمها مفتي الشمال هشام الشعار. ونقل جثمانا الحسن وصهيوني بعد الصلاة وكلمة للشعار أشادت برئيس الوزراء السابق سعد الحريري لمواراتهما بجوار رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. من جانبه ألقى السنيورة كلمة اتهم فيها علي المملوك وميشال سماحة بالوقوف وراء اغتيال العميد الحسن. واتهم ميقاتي وحكومته بحماية “المجرمين الذين نفذوا الاغتيال”. وقال “لم يعد بإمكانك يا سيادة رئيس الحكومة أن تستمر بموقعك لتغطي الجريمة”، مضيفاً في حديثه الموجه لرئيس الوزراء “إن استمرارك في موقعك يعني أنك موافق على الذي جرى”. وذكر السنيورة بظروف تشكيل حكومة ميقاتي في يناير 2011 قائلاً: إن “هذه الحكومة ولدت من رحم الانقلاب المسلح الذي نفذه حزب الله”. وبعد التذكير بمحاولات اغتيال استهدفت رئيس حزب القوات سمير جعجع والنائب بطرس حرب خلال الشهور الماضية قال “لا لحكومة تغطي الجريمة. نعم لحكومة إنقاذية”. واكد السنيورة ان لا حوار ولا كلام قبل سقوط الحكومة، و”ليكن واضحا وجليا وسنقولها بصراحة: لا حوار على دم الشهداء ولا حوار على دماء اللبنانيين”. واضاف متوجها الى ميقاتي “اخرج يا دولة الرئيس ميقاتي الى حيث يريدك اللبنانيون، وإلا فانت متهم بالتغطية على المجرمين والقتلة”. وتابع “اخرج لان الشعب اللبناني لن يقبل بعد اليوم استمرار حكومة الاغتيال”، مكررا ثلاث مرات “الآن انت المسؤول”. وبرر هذه المسؤولية بوجود “تآمر ومساعدة محلية للقاتل الجبان، والذي اصدر الأوامر بالقتل”، مضيفا “هناك مساعدة ومؤازرة بدأت من مطار بيروت وصولا إلى مكان الجريمة في الأشرفية”. وقال السنيورة “لا لحكومة تعمل على تغطية الجريمة. نعم لحكومة إنقاذية محايدة برئيسها وأعضائها، يطمئن إليها اللبنانيون، وتحمي اللبنانيين، وتعبر باللبنانيين إلى مرحلة جديدة. هذا هو طريق الإنقاذ”. وبعد انتهاء السنيورة من إلقاء كلمته توجه آلاف المشيعين إلى سرايا الحكومة للمطالبة بإسقاطها، حيث وقعت مواجهات بين الأمن ومتظاهرين حاولوا اقتحام الحواجز المؤدية إلى مقر الحكومة وسط معلومات عن وقوع إصابات. وانتشرت مجموعات من جنود قوات الجيش اللبناني، تدعمهما الدبابات حول قصر الحكومة اللبنانية ببيروت لمنع المحتجين من اقتحام قصر الحكومة. وسمع دوي طلقات الأسلحة النارية عبر أنحاء العاصمة بيروت في الوقت الذي كان يجري فيه نشر تعزيزات من قوات الجيش. وكانت آليات الجيش اللبناني قد دخلت في منطقة المصادمات التي اندلعت امس عقب تشييع جنازة الحسن وضحايا عملية الاغتيال في الأشرفية بشرق بيروت. وتفجرت أعمال عنف بين قوات الأمن اللبناني وعدد من المتظاهرين الذين يحاولون اقتحام الحواجز الأمنية المحيطة بالقصر الحكومي، ووقعت إصابات في صفوف الحشود التي حاولت اقتحام السراي الحكومي. وقال مسؤول إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء. وقال شهود عيان إن اثنين على الأقل من المحتجين أصيبا بالإغماء نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الأمن فيما يبدو بعد اختراق المحتجين حاجزا خارجيا حول مكتب رئيس الحكومة. ونظم مئات المحتجين الذين يلوحون بأعلام تيار المستقبل المناهض لسوريا وأعلام حزب القوات اللبنانية المسيحي، إضافة إلى أعلام إسلامية سوداء مسيرة نحو مكتب ميقاتي بعد جنازة الحسن. واتهم المحتجون سوريا بالمسؤولية عن مقتل الحسن، وطالبوا باستقالة ميقاتي. وقال شرطي في المكان لـ”فرانس برس” إن “مجموعة من المتظاهرين حاولوا اقتحام الاسلاك الشائكة عند المدخل الرئيسي للسراي الحكومي، واطلقت القوى الامنية النار والقنابل المسيلة للدموع لابعادهم”. وافاد مراسلو ومصورو “فرانس برس” بأن المتظاهرين أزالوا حاجز الاسلاك الشائكة الذي يعيق الوصول الى السراي، والقوا باتجاه الحراس والقوى الامنية حجارة وقطعا خشبية ما تسبب باصابة عدد من عناصر الامن بجروح. وأعادت القوى الأمنية الحاجز بعدما أبعدت المتظاهرين الذين كرروا محاولة الاقتحام اكثر من مرة. ودعا زعيم المعارضة اللبنانية سعد الحريري المتظاهرين الغاضبين إلى الهدوء والانسحاب من الشارع فورا. وقال الحريري في اتصال عبر قناة المستقبل “الحكومة يجب ان تسقط ولكن هذا يجب ان يحدث بطريقة سلمية، وأنا أطالب كل المناصرين وكل الموجودين في الطرقات الآن ان ينسحبوا. القوى الامنية موجودة لحمايتهم وليست أعداءهم. اطلب من كل المناصرين، وأتمنى خلال لحظات أن يفك هذا الاعتصام” من جانب آخر ذكر موقع صحيفة “الجمهورية” اللبناني الإلكتروني إن تبادلا لإطلاق نار يدور بين جبل محسن وعدد من المحاور في باب التبانة والقبة في مدينة طرابلس. باريس تلمح إلى تورط «محتمل» لدمشق في الاعتداء باريس (ا ف ب) - أشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إلى تورط “محتمل” لدمشق في اعتداء السيارة المفخخة الذي قتل فيه الجمعة في بيروت رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانية العميد وسام الحسن الذي يعد خصما للنظام السوري. وقال فابيوس لمحطة اوروبا-1 “هذا محتمل، نحن لا نعرف بعد من يقف وراءه الاعتداء لكن كل شيء يشير الى محاولة توسيع المأساة السورية”، متهما الرئيس السوري بشار الاسد “بمحاولة توسيع دائرة الازمة” الى الدول المجاورة لسوريا. واضاف فابيوس “اود ان اقول اننا ندين بكل الاوجه هذا الاعتداء المروع ونتضامن مع الشعب اللبناني ومع حكومته”. وقال فابيوس “اعتقد ان هذا بالتأكيد امتداد لما يحدث في سوريا”. واضاف ان “مصلحة بشار الاسد حاليا هي نقل عدوى الازمة لتركيا والاردن ولبنان”. واشار فابيوس ايضا الى وجود “حزب الله” في الازمة السورية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©