الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

26 قتيلاً في بني وليد والسكان والأجانب يفرون

26 قتيلاً في بني وليد والسكان والأجانب يفرون
22 أكتوبر 2012
قتل 26 شخصا على الأقل وجرح مئتان آخرون في معارك بين القوات الحكومية الليبية ومجموعات مسلحة في بني وليد، بينما تضاربت المعلومات حول مصير خميس نجل الزعيم السابق معمر القذافي وموسى إبراهيم الذي كان المتحدث باسم النظام السابق. وفي الأثناء اقتحم زهاء 200 شخص مجمع المؤتمر الوطني العام في ليبيا أمس مطالبين بوضع حد للعنف في بني وليد. وفي ذكرى مرور سنة على مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي، أدت معارك جديدة في بني وليد بين مقاتلين مؤيدين للقذافي وثوار سابقين إلى سقوط 26 قتيلا وأكثر من مئتي جريح، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى حصيلتي مستشفيين. وقالت مصادر طبية في مستشفى مصراتة لوكالة الانباء الليبية إن “حصيلة شهداء الجيش الوطني خلال الاشتباكات الدائرة مع المجموعات المسلحة الخارجة عن الشرعية في بني وليد ارتفعت إلى 22 شهيدا”. وأضافت المصادر أن “حصيلة الجرحى تعدت 200 جريح بعضهم في حالة حرجة”. وقصفت ميليشيات تعمل تحت راية وزارة الدفاع أمس بني وليد المعقل السابق لمعمر القذافي. وتقصف الميليشيات - ومعظمها من مصراتة - بلدة بني وليد التي يقطنها 70 ألف شخص منذ عدة أيام. وفي حين ظلت مصراتة أسابيع تحت حصار قوات القذافي في حرب العام الماضي كانت بني وليد واحدة من آخر البلدات التي استمرت مؤيدة للزعيم الراحل. وما زالت بني وليد معزولة عن باقي ليبيا ويقول مقاتلون سابقون من المعارضين للقذافي إنها لا تزال تضم جيوبا مؤيدة للنظام القديم. وقال عبد الكريم غميض وهو قائد ميلشيا داخل بني وليد عبر الهاتف “الهجمات مستمرة. القصف يأتي من كل جانب”. وأضاف أن مقاتلي بني وليد استولوا على 16 سيارة من سيارات ميليشيات مصراتة. ولم يتسن التحقق مما قاله على الفور من مصدر مستقل. وأعلن العقيد صالح البرقي الذي يقود إحدى كتائب الثوار السابقين على الجبهة الغربية للمدينة إن قواته تتقدم نحو المدينة وإنها تسيطر على أكبر حواجزها. وقال “نحن بصدد معالجة بعض العناصر التي ما زالت تقاوم وخصوصا قناصة متمركزين على السطوح” مشيرا إلى سقوط جريحين بين جنوده. وأضاف “نحاول ضمان ممرات آمنة للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة كي يكون لنا هامش مناورة اكبر”، موضحا أن رجاله “لم يستعملوا حتى الآن سوى الأسلحة الخفيفة حفاظا على المدنيين”. وأكد مدير الأمن الوطني في العاصمة الليبية طرابلس العقيد محمود الشريف أن وزارة الداخلية قامت بنشر قوات إضافية من كافة الأجهزة الأمنية بكافة مناطق مدينة طرابلس تحسبا لأي خروقات أمنية. وشدد الشريف في تصريح لوكالة الأنباء الليبية (وال) على متابعة الأحداث الجارية في مدينة بني وليد، مشيرا إلى أنه جرى رفع درجة الاستعداد الكاملة للأجهزة بالوزارة. وذكر أن الأوضاع في العاصمة تسير بشكل طبيعي. وخارج بني وليد اصطفت مئات العربات في قرية على بعد 80 كيلومترا من طرابلس في انتظار تحقق القوات الحكومية ممن بداخلها حيث تفر العائلات من القتال. وقال احد سكان بني وليد عبر الهاتف “القتال متواصل اليوم (أمس). هناك دخان يتصاعد فوق مناطق معينة في المدينة”. واستمر العمال الأجانب ومئات العائلات أمس في الفرار من بني وليد. وتغادر عشرات السيارات على متنها عائلات من المدينة التي تعد 70 ألف نسمة وتبعد 185 كلم جنوب شرق طرابلس متجهة إلى الغرب، بينما يتجه عشرات العمال الأجانب معظمهم مصريون، سيرا نحو طرابلس فيما تقوم آليات الجيش بالتنقل ذهابا وإيابا لنقلهم. وعلى مسافة ثلاثة كلم من مدخل المدينة سمعت عيارات نارية وانفجارات ما يدل على شدة المعارك. وقال رجل اصطحب أسرته على شاحنة صغيرة “نحن نهرب من خطر الصواريخ والشظايا والموت داخل البيوت. لقد انقطعت الكهرباء منذ أيام”. وجلست نساء وأطفال على شاحنات أخرى حول أغطية وحشايا وأمتعة أخرى. ويتزامن هذا الهجوم على بني وليد مع الذكرى الأولى لمقتل القذافي في 20 أكتوبر 2011 في مسقط رأسه سرت. وبرر رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف العملية العسكرية على بني وليد بالقول إن المدينة “غدت ملجأ لأعداد كبيرة من الخارجين عن القانون والمعادين جهارا للثورة، وأصبحت قنواتها الإعلامية منبرا لأعداء الثورة من فلول النظام المنهار وبدت في نظر الكثيرين مدينة خارجة على الثورة”. واكد أن ما تشهده بني وليد “ليس حرب إبادة أو تطهير عرقي كما يزعم البعض زورا وبهتانا. إنها حملة خير من أجل الشرعية ومن أجل عودة الأمن والأمان والاستقرار”. وكانت بني وليد سقطت بيد الثوار في 17 اكتوبر 2011، قبل ثلاثة أيام فقط من سقوط نظام القذافي بعد مقتله. ويرفض وجهاء بني وليد دخول ميليشيات الى المدينة لأنهم يعتبرونها “خارجة عن القانون”، ويشككون في حياد “الجيش الوطني” معتبرين انه لم يتشكل بعد. واعتبر سالم الواعر القائد العسكري لأهم مجموعة مسلحة في بني وليد أن “السلطات أعطت الضوء الأخضر للميليشيات لإبادة المدينة”، داعيا الأمم المتحدة والغرب إلى حماية المدنيين في المدينة. من جانب آخر، تضاربت الأنباء بشأن مصير خميس القذافي وموسى ابراهيم الناطق السابق باسم نظام القذافي. وأعلن مكتب رئيس الحكومة في بيان مقتضب أمس الأول اعتقال موسى ابراهيم. وقال البيان انه تم “القاء القبض على موسى إبراهيم من قبل قوات تابعة للحكومة الليبية الانتقالية عند احدى البوابات في مدينة ترهونة” الواقعة بين طرابلس وبني وليد. ونقلت وكالات الانباء الرسمية النبأ. لكن الناطق باسم الحكومة ناصر المناع قال لقناة الأحرار التلفزيونية الخاصة إن الحكومة “لم تصدر أي شيء رسمي حتى الآن عن توقيف أي مسؤول في النظام السابق”. وفي تسجيل صوتي وضع على الإنترنت وتعذر التحقق من صحته، نفى موسى إبراهيم الأنباء عن اعتقاله. وقال متهكما “أخبار اعتقالي محاولة بائسة لتحويل النظر بعيدا عن الجرائم التي ارتكبها (ثوار الناتو) ضد أهلنا في بني وليد”. وأضاف موسى إبراهيم “نحن موجودون خارج ليبيا ولا علاقة لنا بمدينة بني وليد”، مؤكدا أن اطفالا ونساء قتلوا “ظلما وعدوانا من قبل قوات القاعدة المجرمة المتحالفة مع عصابات مصراتة”. ولم يتسن التحقق من صحة التسجيل الصوتي الذي نشر على فيسبوك بتاريخ 20 اكتوبر. وقال بعض المسؤولين إن خميس نجل معمر القذافي اعتقل في بني وليد وانه مات بعد نقله إلى مصراتة، لكن الحكومة لم تصدر أي بيان رسمي في هذا الشأن كما فعلت عند القبض على شخصيات بارزة تنتمي للنظام السابق. أفاد مصدر أمني ليبي أمس بوصول جثة خميس القذافي إلى منطقة الكراريم في مدينة مصراتة. وقال المصدر لوكالة أنباء “التضامن” الليبية إن نجل العقيد معمر القذافي المذكور لقي حتفه إثر الاشتباكات التي شهدتها مدينة بني وليد. وكان مصدر من قوات درع ليبيا أفاد بأنه تم إلقاء القبض على خميس القذافي وأن هناك مصادر تؤكد مقتله. وقال نائب رئيس الوزراء مصطفى ابوشاقور أمس على صفحته الرسمية على تويتر إن إعلان القبض على إبراهيم ومقتل خميس تم دون التحقق من الأنباء. ولم تظهر أي صور لإبراهيم أو خميس وهما محتجزان بعد تداول هذه الأنباء. وكانت الحكومة قد أصدرت بيانات بشأن القبض على موالين للقذافي لم تثبت صحتها فيما بعد. واعلن عن مقتل خميس القذافي ثلاث مرات على الأقل خلال الحرب العام الماضي. وقالت قناة تتخذ من سوريا مقرا لها كانت تساند القذافي إن خميس قتل في معارك بجنوب شرق طرابلس في 29 أغسطس 2011.
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©