الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات المقاطعات.. التحدي الأكبر لميركل

13 مارس 2016 23:09
انطلقت الانتخابات التشريعية في ثلاث مقاطعات يوم أمس الأحد، فيما يعتقد محللون بأنها ستمثل اختباراً للمستشارة أنجيلا ميركل وحزبها «الاتحاد الديمقراطي المسيحي». والأقاليم الثلاثة هي: بادن- فورتيمبورج، وراينلاند بالاتينيت الذي يقع في الجنوب الغربي لألمانيا، وساكسوني في ألمانيا الشرقية سابقاً، والذي ستواجه فيه ميركل معارضة قوية من حزب «البديل من أجل تغيير ألمانيا» والذي تأسس قبل ثلاث سنوات فقط. ويحظى حزب «البديل لتغيير ألمانيا»، والمدعوم من الأطراف المعارضة للهجرة، بشعبية واسعة ومتزايدة، وهو يدخل الانتخابات الجديدة للفوز بنسبة تتألف من رقمين (أي ما فوق 10 بالمئة) في المقاطعات الثلاث. وحقق هذا الحزب نجاحاً تاريخياً على الرغم من عمره القصير، فيما كان من المتوقع انفراط عقده عندما استقال مؤسسه في شهر يوليو الماضي، وفقاً لما نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية. وفي شهر يناير، تجرّأ زعيم الحزب حتى على القول إن المهاجرين الذين يتدفقون على ألمانيا بطريقة غير شرعية، يجب عدم التردد عن إعدامهم رمياً بالرصاص إذا تطلب الأمر، وفقاً لما نقلته عنه وكالة «رويترز». وكان للدعم غير المحدود الذي قدمته «ميركل» للمهاجرين أن يكلفها تخلي حزبها عن دعمه لها، وخاصة في مقاطعة «بادن- فورتيمبورج» التي سبق لها أن أيّدت سياساتها بقوة. ولقد عبّر محام ينتمي إلى حزبها ويدعى «هانز- كناوب» عن هذا التطور الجديد من خلال تصريح أدلى به لصحيفة «الجارديان» قال فيه: «صحيح أن أسلوب معالجتها لأزمة اللاجئين كان نموذجياً على المستوى العالمي، ولكنّه يعتبر خطأً فادحاً من وجهة نظر فرع حزبها في مقاطعة بادن- فورتيمبورغ». وذكر تقرير «الجارديان» أيضاً أن النتائج الهزيلة التي تحققها ميركل في استطلاعات الرأي، والتي ترافقت مع انتقادات قاسية لطريقة تعاطيها مع أزمة المهاجرين، يمكنها أن تدفع بحزبها إلى إعفائها من قيادته. ونقلت الجارديان عنها قولها: «الكثير من الناس في بلدي غير سعداء، وقد يظنّون أنه الوقت المناسب لتلقين الحكومة الدرس اللازم، لكن الأمر يتعلق بموقف الإنسان وخياراته الشخصية». ويرى بعض المحللين أن الضربة الانتخابية التي يمكن أن تتلقاها ميركل في الانتخابات المحلية لن تكون كافية للإطاحة بها. وفي هذا الصدد، قال ويليام بارترسون، وهو أستاذ السياسات الألمانية والأوروبية في جامعة آستون: «ما يحمي ميركل من السقوط هو غياب المرشحين اللامعين البدلاء لها، فضلاً عن عوامل الضعف التي تعتري الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يعتبر المنافس التاريخي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تقوده، وأما حزب البديل لتغيير ألمانيا، فإنه قد يثير الضوضاء لميركل بأكثر مما يمثل تهديداً لها». وقال «باتريك دوناهو» مراسل وكالة بلومبيرج فيو في ألمانيا: «تواجه ميركل أكبر تحدٍّ خلال عقد من ارتقائها إلى منصب المستشارة. ولكن، وحتى الآن، لم يبرز اسم قوي يمكن اعتباره صالحاً لأن يكون وريثاً لها في منصب المستشارية، ويضاف إلى ذلك أن أعضاء حزبها الثائرين على سياستها المتعلقة بالهجرة يفتقرون لقائد محنّك». وبالعودة إلى حزب «البديل لتغيير ألمانيا»، الذي تأسس عام 2013 على خلفية أزمة الديون اليونانية التي أحدثت اضطراباً كبيراً في الاقتصاد الأوروبي، فلقد كان في ذلك يواجه فشله في معارضة حملة الإنقاذ الألمانية لليونان، ولكنه وجد الآن فرصته الثانية في استغلال قضية المهاجرين. ولا زالت أزمة الهجرة تفعل فعلها في استقطاب ألمانيا وأوروبا سياسياً بعد أن واجهت ميركل انتقادات من عدة دول أوروبية وحتى من المشرّعين الألمان أنفسهم بمن فيهم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تترأسه. وفي مواجهة كل هذا الضجيج، أثبتت ميركل مرونتها السياسية العالية. وتمكنت من التغلب على الضغوط التي تعرضت لها للكشف عن الأعداد الحقيقية لطالبي حق اللجوء السياسي إلى ألمانيا. وفي الوقت الذي عمدت فيه العديد من دول البلقان إلى إغلاق حدودها في وجه الموجات المتدفقة من اللاجئين، فلقد فضلت ميركل إلى جانب بعض كبار المسؤولين الأوروبيين، إبرام اتفاقية مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا ووضع حد لهذه الأزمة المستعصية. ويرى محللون خبيرون في الشأن الألماني أن من المستبعد جداً أن تعمد ميركل إلى تغيير موقفها من أزمة اللاجئين، وأن جهودها في هذا المجال سوف تتركز على عقد الاتفاقية المنتظرة مع تركيا. *محللة كينيّة في السياسات والعلاقات الدولية مقيمة في نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©