بسام عبد السميع (أبوظبي) - بدأت محال تجارية في أبوظبي بطرح تخفيضات تتراوح بين 30 إلى 50? على الملابس الصيفية والأحذية والحقائب والمفروشات استعداداً لعرض سلع الموسم الشتوي الشهر المقبل.
وفيما أظهرت اللافتات على مداخل المحال نسب التخفيض والبضائع المشمولة بالحملة، تباينت ردود فعل مستهلكين التقتهم “الاتحاد” إزاء التنزيلات، بين مشكك بصدقية الأسعار الجديدة مقارنة بالثمن الأصلي، وبين آخرين اعتادوا انتظار هذه المواسم لتحقيق وفر في النفقات.
وأكدت فاطمة الحوسني أن أسعار سلع العروض لا تكون صحيحة في بعض الأحوال نظراً لاستمرار لافتة التخفيضات على مدار العام، مضيفة أن كثيراً من محال التنزيلات استطاعت خداع المستهلكين بعروض التنزيلات معتمدة على أن المستهلك لا يدون أسعار السلعة قبل طرحها في العروض.
وذكرت أنها شاهدت كثيراً من المستهلكين يتهافتون على شراء السلع المخفضة وفقاً للافتات، دون التأكد من صحة تلك التخفيضات.
وتتفق معها نوال عبدالله، التي أكدت أن هناك محالّ تقدم تخفيضات على مدار العام، ما يثير الشكوك حول صحة تلك العروض.
على أن وزارة الاقتصاد تقف بالمرصاد للمتلاعبين بالتنزيلات، وتحتفظ بسجلات الأسعار الأصلية والأسعار بعد التخفيض.
وأكدت الوزارة أنها ستعاقب المخالفين بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية، مطالبة المستهلكين بالإبلاغ عن عمليات التلاعب في الأسعار وخداع المستهلكين.
وقال الدكتور هاشم النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك “إن العروض الترويجية قد تشهد نوعاً من التضليل في الأسعار، ما يتطلب تواصل المستهلكين مع الوزارة عبر مركز اتصال حماية المستهلك على رقم 600522225 في حال ثبوت أي تخفيضات وهمية أو بضائع غير جيدة”.
وينأى تجار بأنفسهم عن التلاعب والتحايل على الزبائن، مقابل تحقيق مكاسب آنية، مشيرين إلى أن الثقة أهم عامل من عوامل الإبقاء على الزبائن.
وقال إبراهيم خليل مدير البيع في أحد المحال التجارية إن حملات التخفيضات أصبحت ظاهرة عالمية وليست حالة استثنائية في السوق المحلية، معتبراً أنها جزء من برامج التسويق التجاري.
وأوضح أن عروض التنزيلات تسهم في تنشيط الحركة التجارية، إذ يقوم التجار بتخفيض نسبة هامش الربح مقابل زيادة الكميات المباعة.
وقال “لا يمكن أن يتلاعب التجار بالمستهلكين، هناك تزايد في المبيعات في مواسم التخفيضات، وهذا يعني نجاح الفكر التسويقي، ويؤكد أن التنزيلات خالية من التلاعب”.
من جانبه، قال نبيل أنطوان مدير البيع في أحد محال الإلكترونيات “إن العروض الحالية تشمل طرح الإلكترونيات بتخفيضات تتراوح بين20 إلى 30% وفقاً لأنواع المنتجات المعروضة”، مشيراً إلى أن التخفيضات تسهم في زيادة المبيعات بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40?، مقابل البيع خارج التنزيلات.
وبينما كانت تتجول داخل محل للألبسة النسائية، أكدت نهى عامر “مقيمة” أن التخفيضات المطروحة متنوعة، مشيرة إلى أنها اعتادت التسوق خلال فترات العروض الخاصة، وأنها تخصص وقتاً لزيارة أكثر من مركز تجاري لمتابعة هذه العروض واقتناء السلع الأكثر انخفاضاً، مقارنة بأسعارها خارج التنزيلات.
وقالت “الاستفادة من هذه العروض تتطلب مهارة في معرفة البضائع الجيدة وأسعارها قبيل وخلال التخفيضات”.
وترى هويدا عبدالرحيم “مقيمة”، أن التخفيضات التي تطرحها المحال تمثل فرصة أمام المستهلكين، لتوفير خيارات شراء جيدة، خاصة لأصحاب الدخول الضعيفة، كما تسهم في المنافسة التي تحقق صالح المستهلك.
وتتعامل دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي مع الشكاوى من خلال التأكد من الأسعار الجديدة والأصلية.
وقال محمود البلوشي رئيس قسم حماية المستهلك بإدارة الحماية التجارية “تقوم الدائرة بالتحقق من الشكاوى الواردة إليها بشأن العروض والتنزيلات وإجراء مقارنات بين أسعار بيع السلع المقدمة في العروض قبل وأثناء عرض التخفيضات، للتحقق من صدقية منفذ البيع”.
وذكر البلوشي أن الدائرة تنظم حملات تفتيشية بصورة دورية وأخرى مفاجئة على منافذ البيع لمتابعة الممارسات التجارية، لافتاً إلى اشتراط الدائرة وضع موافقتها على العروض بمختلف الفروع للمحال الحاصلة على موافقة التنزيلات.
وأشار إلى أن دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي تنفذ حملات تفتيشية مستمرة للعروض الترويجية والتخفيضات ومخالفة المتلاعبين في العروض والتنزيلات والتصفيات، بقيمة مالية تتراوح بين ألف إلى 40 ألف درهم لنحو 9 مخالفات تتعلق بالتنزيلات، فيما يبلغ إجمالي أنواع المخالفات المتعلقة بالنشاط الاقتصادي بالإمارة نحو 118 نوعاً من المخالفات المختلفة وبغرامة تصل إلى نحو 50 ألف درهم.
يشار إلى أن الجهات الراغبة في العروض الخاصة، تتقدم بمذكرة إلى الدائرة الاقتصادية، متضمنة أسماء السلع والكود الخاص بكل سلعة وسعرها الثابت والسعر الجديد، وذلك وفقاً للإجراءات القانونية المقررة.
وتقوم الدائرة بعد التأكد من صحة البيانات الواردة بمنح هذه الجهات موافقة الدائرة على طرح التنزيلات مرتين للسلع المستوردة ومرة واحدة للسلع المحلية.
ويحذر خبراء حماية المستهلك من مغريات التخفيضات، الأمر الذي قد يدفع المستهكلين لشراء بضائع لا حاجة لها.
وطالب المهندس حسن الكثيري الخبير في شؤون المستهلك، رواد المراكز التجارية بضرورة التريث قبل الشراء واعتماد ثقافة الحاجات الضرورية بدلاً من التسوق لأجل التسوق، مشيراً إلى أن غالبية المستهلكين يقومون بشراء السلع في موسم التخفيضات دون وجود حاجة حقيقية لها، حيث تمثل المراكز التجارية مكاناً للترفيه والتنزه، وعبارات التخفيضات الباهرة تخطف أنظار المستهلكين.
عدد اليوم
