الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبير البح.. تشافي روحها بـ«علمني فقدك»

عبير البح.. تشافي روحها بـ«علمني فقدك»
16 نوفمبر 2014 00:05
نوف الموسى (الشارقة)  عندما يتوفى شاب يافع وبطريقة مفاجئة، فإن فكرة الفقدان خصوصاً عند الأهل، تحمل مشاعر مختلفة، حيث تحمل فكرة الموت بكل أشكالها، السؤال الوجودي الأكثر جدلاً في قدرته على استمرار الولادة. الإماراتية عبير البح، فقدت ابنها عبيد سالم بن ساحوه، في حادث سيارة، لم تشهد الحدث، بسبب وجودها خارج الإمارات، وفي الطائرة أثناء العودة، عاشت أطول رحلة بل صدمة، توقف إحساسها بالأشياء منذ ذلك الوقت، ولم تجد غير الكتابة شافياً لروحها، فكتبت «علمني فقدك»، رغم تأكيدها بأنها لم تحسن التعبير يوماً حتى في حصص الإنشاء المدرسية، ليتلقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، نداءها لدور النشر، ويطبع الكتاب ضمن «منشورات القاسمي». اقترح سعود الابن الأكبر لعبير البح، أن تحول تغريداتها عن مشاعرها، ودعواتها للراحل عبيد في «توتير»، إلى كتاب، مؤمناً أن الكتابة، ستحفظ لها ذكرى الرحيل، وستنسج رسالة موثقة للعديد من الأمهات. ورغم الاعتذار الذي قدمته عبير في كتابها، عن كم الألم الذي من الممكن أن يتسبب به المضمون للقراء، وعجزها في مرات عدة عن استكمال الكتابة، إلا أنها استطاعت وصف مشهد لقائها مع الراحل عبيد قبل الدفن، قائلة: «وهناك عندما رأيته ملفوفاً بالكفن الأبيض، ومغمض العينين، عندها استوعبت الأمر، وانفجرت بالبكاء. حضنته، وطبعت على جبينه قبلة، هي أصعب قبلة في حياتي، كان جبينه بارداً كالثلج ورائحته كالمسك، ليتني أوقف عقارب الساعة، وأعيد الزمن يومين فقط».  في الكثير من المعتقدات المحلية، أن المقبل على الموت، يستعد له بالحديث عنه، والمرور على جميع المقربين له للسلام عليهم، وأكدت عبير ذلك، بتوضيحها أنها وبخت عبيد مرة، بعد شعورها بأنه يكثر الحديث عن أشخاص توفوا، ولم يتوقف شكل الاستعداد لقدر الموت، بل تعددت ملامحه، ففي أثناء رحلة الذهاب، قبل وفاة عبيد، توضح عبير أنها شاهدت فيلم «اسمي خان»، حيث أثرت فيها مقاطع من فقدان الأم في الفيلم لابنها، وظلت تبكي طوال الرحلة المتجهة إلى لبنان.  لازلت عبير تضع مصروف الراحل عبيد، في الكوب الخاص فيه، والذي طبعت عليه صورته، منذ كان عمره 10 سنوات، وتحولها إلى صدقات للمحتاجين عن روحه، وقدمت عبير في باب بعنوان «إلى كل أم»، توصيات للأمهات بعيش اللحظة مع أولادهن، والاستمتاع بوجودهم وضحكاتهم وشجاراتهم، وإزعاجهم وتقبلهم على ما هم عليه. في نهاية سرد عبير البح المسترسل لتفاصيل شخصية ابنها عبيد، وطيبة أخلاقة وتواصله مع إخوانه وأصدقائه، أوضحت كيف يحدث الموت تغيراً جذرياً في الحياة، لافته كيف أن الفقد علمها حب المقبرة، والطريق إلى المقبرة وأهل القبور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©