الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«النوخذة والطبال» تجمع الميلودراما والحكواتي

«النوخذة والطبال» تجمع الميلودراما والحكواتي
16 نوفمبر 2014 00:05
محمد وردي (دبي) مسرحة الحكاية تحتاج إلى قدر عال من الحساسية الفنية في اللعبة المشهدية، كي تستجيب لشروط العرض الناجح، وخصوصاً لجهة جذب المتلقي والإمساك بوعيه حاضراً طيلة العرض.. ذلك لأن الحكايات بعينها قد تكون متشابهة وربما مملة، مهما تعددت وتنوعت بخبراتها أو تجاربها على المستوى الإنساني، حتى لو اتكأت على الأسطورة، التي من شأنها استثارة الخيال كونها مفارقة للواقع، ولكن إسقاطها على الواقع يجعل لها معاني جديدة تبرر إعادة الحكي والعرض، ويؤهلها للقيام بكل وظائفها المسرحية في تثوير الخيال وصناعة الجمال. هذا ما حاولت القيام به مسرحية «النوخذة والطبال»، من إنتاج «جمعية حتّا للثقافة والفنون والتراث»، وإعداد وإخراج حسن يوسف، وهي العرض الثالث، الذي جرى تقديمه مساء أمس الأول في إطار المسابقة الرسمية ضمن المسرحيات المتنافسة على جوائز «مهرجان دبي لمسرح الشباب» في دورته الثامنة لعام 2014. استعادة الماضي يقوم العرض على استعادة الماضي، من خلال المزج بين الحلم والواقع بمحاكاة وجدانية، تنطوي على الكثير من الشجن عبرت عنها الموسيقى أكثر من السرد، حيث يجد البطل نفسه على ظهر سفينته وحيداً بين الحبال المعلقة عليها سنارات الصيد وطاقيات الصيادين، بعد أن صار «نوخذة». ومع ذلك لازالت ترن في أذنيه صرخات الآخرين «ابن الطبال»، وعلى الرغم أن اللقب أطلق عليه على سبيل المذمة، إلا أن ذلك لم يعد يزعجه بعد هذه السنين، لا بل صار يرى أن والده لو استمر كضارب إيقاع لكان له شأن عظيم. أما الذي راح يوجعه ويقض مضجعه، طفولته المفقودة، حينما باعه والده كي يعيش، وتركه صغيراً بعهدة «أبي ناصر»، الذي جعله يغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وهو في الرابعة عشرة من عمره، ولكنه يغفر له ذلك، ويظن في بعض الأحيان أنه أفضل من والده، حيث يستعيد زواجه من شاهيناز بقرار من أبي ناصر، ويتوالى شريط الحكاية، الذي انزلق إلى الرتابة بعد وفاة شاهيناز. يمكن اعتبار «النوخذة والطبال»، هو عرض الممثل الواحد، الذي قام بدوره المخرج حسن يوسف، إلى جانب حضور محدود للممثل راشد عبدالله، الذي قام بدور شاهيناز. أما أعضاء الجوقة التسعة الآخرون، الذين لم نتبين ملامحهم، فلم نسمع صوتهم إلا من خلال المشاركة بوصلات غنائية جميلة بتنويعاتها الشعبية، سواء أكانت جماعية أم فردية. فن «الليوا» يجمع العرض ما بين «الميلودراما» والمسرح الحكائي، متكئاً على التراث من الاستهلال، حيث بدأ العرض برقصة إيقاعية على الطبول من فن «الليوا»، بالإضافة إلى الأزياء والعادات والتقاليد في «الزفة» والغناء والموسيقى، ولكن هذه العناصر جميعها كانت تتوالى في سياق العرض للعرض ليس إلا، أي أنها جميعها خلت من الرسائل، أو الرموز والإشارات الدالة على موضوعات معينة، تقارب الواقع في بعض وجوهه، أو تستشرف المستقبل. وتلا العرض جلسة مفتوحة مع الحضور في قاعة «المجلس»، أدارها الفنان غانم ناصر بمشاركة المخرج حسن يوسف، فأوضح أنه لم يشأ أن يكون المعد والمخرج والممثل، ومصمم الأزياء والديكور في الوقت عينه، ولكن الظروف فرضت نفسها. وذكر أن جميع الممثلين الذين شاركوه العرض هم من الهواة. وسبق العرض جلسة تكريمية للفنانين الراحلين محمد عبدالله، ومحمد اسماعيل، أدارها ياسر القرقاوي رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، مدير الفعاليات والأنشطة الثقافية في هيئة «دبي للثقافة»، وشارك فيها كل من الدكتور محمد يوسف والفنان حميد سمبيج، بتقديم شهادات من تجربتهما مع الراحلين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©