عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء، عدن)
حققت قوات الشرعية اليمنية أمس مكاسب جديدة على الأرض في تعز، وشرعت في تطهير الجهة الشرقية آخر معاقل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وسط توقعات بتحريرها خلال أيام قليلة، وتأكيد مصادر أمنية ارتفاع عدد قتلى المتمردين إلى 109 منذ اندلاع المعارك التي أسفرت عن فك الحصار عن المدينة يوم الخميس الماضي.
وتوغلت وحدات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي شرق تعز حيث يرابط لواءان من الحرس الجمهوري والدفاع الجوي تابعان للمخلوع. وأكدت مصادر متعددة في المقاومة تطهير شارع الكمب وصولا إلى فندق النصر، والاقتراب من محيط كلية الطب شرق المدينة، التي باتت مناطقها الغربية الجنوبية تحت السيطرة الكاملة لقوات الشرعية.
وقصفت مدفعية القوات الشرعية موقعا عسكريا لقوات صالح في تبة سوفتيل شرق المدينة، ما أسفر عن احتراق مركبة عسكرية تحمل رشاشا مضادا للطيران. كما شن طيران التحالف غارات على مواقع للمتمردين شرق المدينة أسفرت عن تدمير دبابة ومخزن أسلحة في تبة سوفتيل بحسب مصادر عسكرية أشارت إلى تقدم جديد لقوات الشرعية في الجهة الشمالية الغربية للمدينة مع اندلاع اشتباكات مع المتمردين في شارع الثلاثين بالتزامن مع تحرير تبة الطنيين شمالي معسكر اللواء 35 مدرع المحرر يوم الجمعة.
وتسلم الجيش اليمني أمس من المقاومة مقر اللواء 35 مدرع والمطار القديم والعديد من المنشآت الحكومية في المناطق المحررة أخيرا في تعز. وقال القيادي في المقاومة أيمن المخلافي لـ «الاتحاد» «إن قوات الجيش الوطني تسلمت جميع المنشآت العسكرية والحكومية في المناطق المحررة جنوب وغرب تعز، وانتشرت وحدات من اللواء 22 مدرع التي تم تدريبها مؤخراً في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، في شوارع المدينة لفرض الأمن والاستقرار».
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز العقيد منصور الحساني لـ «الاتحاد» «إن قوات الجيش والمقاومة ستواصل تقدمها لطرد متمردي الحوثي وصالح من كامل مناطق تعز وبلدات المحافظة التي تقع بين صنعاء وعدن. وأبدى المسؤول العسكري الثقة بقدرة قوات الشرعية على تحرير الجهة الشرقية، آخر معاقل المتمردين في تعز، في غضون أيام قليلة، مؤكدا استمرار الاستعدادات العسكرية لاستكمال عملية التحرير.
واستهجن مصدر في المقاومة الأكاذيب التي يرددها إعلام الانقلاب عن استرداد المواقع التي قامت المقاومة بتطهيرها مؤخراً غرب تعز، وقال «إن حالة استنشاق الكذب التي يمارسها إعلام الانقلاب تعكس هستيرية الهزيمة التي تلقوها ويكشف محاولاتهم استرداد بعض من معنويات أفرادهم المغيبين بالكذب الذي يمارسونه من دون حياء تحت الشمس الكاشفة وأعين الناس وقنوات الإعلام الحاضر في المناطق المحررة».
وقال القائد الميداني في المقاومة عبده حمود الصغير «إن الحوثيين خلفوا عشرات الألغام في المناطق والأحياء السكنية التي انسحبوا منها، ما يهدد حياة الآلاف من المدنيين. وذكر أن بعض الألغام لديها قدرة تدميرية عالية بفعل المواد المتفجرة التي تحويها، وبعضها مضادة للآليات المدرعة، مشيرا إلى أن القوات الحكومية نزعت نحو 300 عبوة ناسفة ولغم أرضي مضاد للأفراد والدروع من بعض المناطق المحررة جنوب غرب تعز. وأوضح أن من أبزر العقبات التي تواجه القوات الشرعية في مجال مكافحة الألغام، افتقارها إلى الإمكانيات اللازمة، وعدم امتلاكها فرقا مدربة أو كاسحات عسكرية مدرعة».
وقال مسؤول محلي في تعز لـ«الاتحاد» إن قوافل الإغاثة بدأت بالتوافد إلى تعز، مشيرا إلى شحنة مساعدات تضم عشرة آلاف سلة غذائية ستصل المدينة اليوم الاثنين مقدمة من لجنة الإغاثة الحكومية العليا. وذكر أن شحنة مساعدات طبية وصلت تعز أمس مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وتتضمن 4500 أسطوانة أكسجين لتغذية النقص الحاد في المستشفيات.
وأفاد سكان بعودة الاستقرار وانخفاض الأسعار في المناطق المحررة في تعز التي عانت حصارا خانقا فرضه الحوثيون لمدة ستة أشهر. وقال وكيل محافظة تعز رشاد الأكحلي إن الأوضاع بدأت تستقر بشكل كبير داخل المدينة وبات الانتقال يتم بحرية كاملة، مؤكدا انتظام العمل بمكاتب الموظفين والمدارس والهيئات الإدارية بقدر كبير.
واصدر نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح توجيهاته بتشكيل لجنة حكومية تتولى النزول إلى تعز من أجل تقديم أعمال الإغاثة الإنسانية، ودعم السلطة المحلية في أداء مهامها. وتم تشكيل اللجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي والتي تتولى سرعة تقديم أعمال الإغاثة، ودعم السلطة المحلية في أدائها لمهامها، والعمل على تطبيع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز استجابة العمليات الحكومية لاحتياجات المواطنين والوفاء بها في المحافظة.
وقال الناطق باسم الحكومة راجح بادي إن عدداً من الوزراء سيتوجهون إلى تعز لتقييم الاحتياجات الإنسانية الأساسية للمدينة. وذكر أن الوزراء سيتواجدون في تعز للإشراف على أعمال الإغاثة والاطلاع على حجم الدمار، خاصة الوزارات المتعلقة بالخدمات الأساسية.
وشن طيران التحالف أمس خمس غارات على معسكر للحرس الجمهوري في جبل الصمع ببلدة أرحب شمال صنعاء. وأصابت ضربات مواقع وتجمعات للمتمردين في بلدة نهم المجاورة. وهاجمت طائرات مواقع متفرقة في بلدة صرواح آخر معاقل المتمردين في محافظة مأرب. كما شنت مقاتلات ثلاث غارات على مواقع للمتمردين في بلدة خب والشعف بمحافظة الجوف. وقتل ثلاثة حوثيين، بينهم قيادي ميداني باشتباكات مع رجال القبائل المحلية في منطقة اليتمة شمال الجوف.
وهاجم الطيران أمس تجمعات للمتمردين في مدينة المخا غرب تعز، وقصف هدفا متحركا على الطريق الرابط بين شبوة (جنوب شرق) والبيضاء (وسط). وشنت المقاتلات للمرة الأولى، غارات على مواقع للمتمردين في قرية «عاثي» الجبلية في بلدة ضوران آنس بمحافظة ذمار جنوب صنعاء.
وتجددت المواجهات بين المليشيات والمقاومة الشعبية في منطقة مريس بالقرب من مدينة دمت شمال محافظة الضالع الجنوبية حيث دارت اشتباكات أخرى في مناطق حدرية مع محافظة إب (وسط) المجاورة أسفرت عن مصرع قيادي حوثي وعدد من مرافقيه. وقالت مصادر محلية إن مليشيات الحوثي وصالح قتلت أمس مدنيا في بلدة حزم العدين، غرب المحافظة، بعد أن رفض دفع اتاوات مالية.
وتمكن فريق نزع الألغام من إبطال عبوة ناسفة زرعها مجهولون بالقرب من سور مطار عدن الدولي في خورمكسر على بعد 30 متراً من البوابة الأولى. وقال مصدر محلي لـ «الاتحاد» إن مواطنين من أبناء المنطقة المجاورة للمطار قاموا بإبلاغ السلطات الأمنية في المديرية بوجود جسم غريب تبين لاحقا أنه عبوة ناسفة صنع محلي. وأفاد مصدر أمني إنه تم إغلاق الطريق وطلب الدعم من خبراء نزع الألغام الذين قاموا بالنزول وتفكيكها قبل انفجارها.
عدد اليوم
