أمل المهيري:
قال سعادة المهندس صلاح سالم الشامسي، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة، ورئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أمس إن الإمارة استطاعت أن تقود كافة الإمارات من حيث الأنشطة الاقتصادية المحققة والمتواصلة، بالإضافة إلى التخطيط المستقبلي للعقد المقبل·
وأكد - خلال الملتقى العالمي للرؤساء التنفيذيين في أبوظبي صباح أمس، بمشاركة 300 من صناع القرار المعنيين بأعمال القطاع الخاص والمنتمين إلى أكثر من 30 دولة، أن دولة الإمارات بصفة عامة وإمارة أبوظبي خاصة، أصبحتا محط أنظار رجال الأعمال والمستثمرين نتيجة الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الدولة·
وأوضح أهمية الملتقى لما له شأن من تواصل وتبادل للخبرات فيما يخص مختلف جوانب البيئة المتغيرة للأعمال والاقتصاد، وقال سعادته: إن مؤشرات التنمية الاقتصادية توضح للمرء مدى التقدم الذي وصلت إليه الإمارات، مؤكداً أن تحقيق هذه المستويات لم تكن لتصبح أمرا ممكنا لولا الخطط التي انتهجها مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''، فرؤيته منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمان باستثمار جانب كبير من الدخل النفطي الضخم لأجل تنويع الاقتصاد لتقليص الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، وبسبب عدم ثبات أسعار النفط وعدم اليقين في السوق الدولية، وفي الوقت ذاته المحافظة على هذا المورد الطبيعي الحيوي لأجل أجيال المستقبل - هذه الرؤية أتت بالثمار المرجوة منها·
وأوضح الشامسي أن نصيب القطاع غير النفطي لإمارة أبوظبي في إجمالي الناتج المحلي يبلغ 138,101 مليار درهم من 366,77 مليار درهم في نهاية سنة ،2006 مقارنة بـ 105,59 مليار درهم من إجمالي بلغ 218,42 مليار سنة ·2004 كما تضاعفت حصة الصناعة التحويلية فبلغت 35,63 مليار درهم سنة 2006 مقارنة بـ 25,11 مليار درهم سنة ،2004 موضحا أن هناك تطورا مماثلا في قطاع العقارات وقطاعات الخدمات الاجتماعية والخدمات المالية والرعاية الصحية والتعليم وإنتاج الماء والكهرباء، إلى جانب تطوير البنية التحتية·
وأكد أن إنجازات النهضة الاقتصادية لإمارة أبوظبي حتى الآن تقوم على أسس الشراكة مع القطاع الخاص الوطني والأجنبي، وعلى الخصخصة وتطوير المناطق الاقتصادية المتخصصة، وإصدار التشريعات القانونية والإجراءات، وذلك بغية تسهيل الاستثمار وتعزيز البنية التحتية·
وأشار إلى أن أمارة ابوظبي ستتحول إلى واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية ذات الشأن على الصعيد الدولي، لتغدو من الخيارات الهامة لرجال الأعمال ومقصدا للسائحين·
وأوضح الشامسي أن النمو في القطاع غير النفطي سيتواصل، كما أن نصيب هذا القطاع من إجمالي الناتج المحلي - الذي ينمو بمعدل لا يقل عن 18% سنويا - من المتوقع له أن يزيد ليبلغ 263 مليار درهم صعودا من 138 مليارا في الوقت الحالي بفضل الخطط الضخمة للاستثمارات التي سبق الإعلان عنها بالنسبة إلى مختلف القطاعات في السنوات الخمس المقبلة، والتي تقدر بـ923 مليار درهم، من بينها 500 مليار سيتم تخصيصها لقطاع التشييد والبناء، و200 مليار لقطاع السياحة، و35 مليارا لأجل قطاع الماء والكهرباء، و80 مليارا للنفط والغاز، و120 مليار درهم للقطاع الصناعي·
وذكر الشامسي أن النمو الكبير في قطاع التشييد والبناء والتطوير والتوسع العمراني العقاري، سيتمخض عنه زيادة الطلب على صناعة الزجاج في الدولة، مشيرا إلى تقديرات إجمالي الطلب المحلي على مختلف أنواع الزجاج تبلغ قيمته 340 مليون درهم، ويتزايد هذا الطلب بمعدل 15% سنويا، أما إجمالي الناتج المحلي من الزجاج فتبلغ قيمته 200 مليون درهم فحسب، ويجري تصدير 30% منه إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية والإفريقية·
وأشار إلى أن النمو في صناعة الأدوية وفي الطلب على الزجاجات غير المرتجعة والعبوات الزجاجية آخذ في الزيادة· وكشف عن قرب الإعلان عن مصنع للزجاج بطاقة إنتاجية أولية قدرها 550 مليون طن يومياً، ومن المزمع إنجازه مع نهاية عام ،2008 وذلك في مدينة أبوظبي الصناعية، بالإضافة إلى الإعلان عن اندماج أربع مؤسسات كبرى لإنتاج الزجاج في دبي باستثمارات إضافية تبلغ 100 مليون درهم·
وأوضح الشامسي أن الصناعات الدوائية ذاتها بصدد الدخول في مجال تصنيع الزجاجات باستثمارات قدرها 71 مليون درهم، بغية إنتاج 600 مليون زجاجة سنويا· بيد أن المناخ الاستثماري في إمارة أبوظبي في ذروته نظرا للتسهيلات والحوافز التي تقدم لاستثمار القطاع الخاص، وسجل الربحية فيما يخص شركات المساهمة في كافة القطاعات، والشراكة التي ننشدها من مستثمري الدول الصديقة·
وأوضح أن مستثمري القطاع الخاص على الرحب والسعة ليختاروا أي قطاع، على أن يستخدموا أحدث التقنيات الأقل كثافة من حيث العمالة، والتي لا تتناقض مع خططنا وتقاليدنا·
عدد اليوم
