السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفل «توحد» يقترب من حفظ الجزء الثلاثين من القرآن الكريم

طفل «توحد» يقترب من حفظ الجزء الثلاثين من القرآن الكريم
4 نوفمبر 2011 00:27
يعد التوحد إعاقة ارتقائية تؤثر بصورة واضحة على التواصل والتفاعل الاجتماعي. وفي هذا الصدد تشير سميرة سالم مديرة مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أن التوحد يبدأ بوجه عام قبل العام الثالث من العمر ويستمر طوال الحياة. ويصاحب هذه الإعاقة أنماط غير سوية من السلوك كالانسحاب والانغلاق على الذات، وسلوك نمطي ورغبة في مداومة الأعمال الروتينية، وعدم قبول أي تغيير فى البيئة التي يعيش فيها، أي أن هذا الاضطراب يتسم بظواهر سلوكية وأبعاد نمائية؛ ما يزيد من صعوبة النتائج البحثية والعلاجية بالنسبة للتشخيص، والتدخل العلاجي المناسب. عن التدخل العلاجى للأطفال المصابين بالتوحد، أشار حسام صابر إبراهيم الأخصائي النفسي، إلى أنه يرتبط بالتشخيص الدقيق للطفل التوحدي ومستوى أدائه الوظيفى والصعوبات المصاحبة للحالة، وعمر الطفل، والمستوى اللغوى له، والمهارات الاجتماعية عند التشخيص، وغير ذلك من العوامل التى تعد من منبئات فعالية التدخل العلاجي. وقد ركزت معظم التدخلات العلاجية علي الطرق السلوكية، كما أشارت نتائج الأبحاث والدراسات المتعلقة بهذا الموضوع إلى حدوث تحسن كبير مع العلاج. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما السبب فى حدوث هذا التحسن؟ هل السبب هو نوع الاستراتيجية المستخدمة، أم تكثيف العلاج، أم عمر الطفل، أم سمات أخرى للطفل مثل القدرات المعرفية، اللغة، المهارات الاجتماعية في عمر التشخيص، وتعد هذه الأسباب منبئات لفاعلية التدخل العلاجى. تعديل السلوك ولفت إبراهيم إلى أن حالة الطفل خالد سامى «14 عاما» تعد نموذجا لفاعلية الطرق السلوكية «تعديل السلوك»، في تخفيف أعراض وسمات التوحد، وعن حالة خالد يشير هيثم حسين المشرف بمركز تنمية القدرات إلى أن خالد التحق بالمركز العام الماضي، إلا أنه قد تلقى تدخلا مبكرا منذ سنوات عمره الأولى في ولاية أريجون بالولايات المتحدة الأميركية حينما كان والده يعمل هناك. وعندما التحق خالد بمركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة تم تقييمه لتحديد نقاط القوة والضعف لديه، وقد أشارت نتائج التقييم إلى أن نقاط قوته تتمثل في القدرات المعرفية، اللغة، الذاكرة القوية، التقليد. أما نقاط الضعف فتمثلت في الحركة الزائدة، قصور الانتباه والتركيز، ترديد الكلام، الضحك بدون سبب، وأخيراً قصور في المهارات الاجتماعية. وأوضح أنه تم إعداد البرنامج التربوي الفردي لخالد والذي ارتكز على تعديل السلوك Behavior modification «تشتت الانتباه- الحركة الزائدة - النمطيات - الضحك بدون سبب»، مع تطوير المهارات المعرفية واللغوية من خلال توظيف ذاكرته القوية «قصيرة وطويلة المدي»، وتحسين مهارات الاجتماعية وتفاعله مع الآخرين، تحسين مهارات رعاية الذات، خاصة فيما يتعلق بآداب الطعام. وقد تنوعت أساليب واستراتيجيات التدخل السلوكى مع خالد ما بين «التعزيز الإيجابي والسلبي، السلوك البديل، الإهمال». حفظ القرآن الكريم وبين هيثم حسين أن خالد استطاع إنجاز برنامجه التربوي الفردي، واكتساب وإتقان مهارات اللغة العربية «قراءة وكتابة»، مهارات الرياضيات «الجمع والطرح والضرب والقسمة وحفظ جدول الضرب حتى جدول 10 مع القدرة علي قراءة وكتابة الأعداد الكبيرة»، وقد استطاع خالد بذاكرته القوية ان يتم حفظ سور القرآن الكريم وتلاوته بشكل سليم، كاد أن ينتهي من إتمام حفظ الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وتجويده بشكل جيد وكذلك حفظ العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، أما عن الناحية السلوكية فقد تحسن انتباهه وتركيزه، وزادت فترة جلوسه على الكرسي للتدريب، مع قلة حركته، وتحسن تواصله وتفاعله الاجتماعي مع الآخرين، فقد أصبح يقوم بإلقاء السلام على من يقابله، والرد على تحية الآخرين له، واللعب الجماعي مع زملائه»، مع اكتساب وتطبيق آداب الطعام «تجنب العادات السيئة أثناء تناول الطعام»، وقد ترتب على هذا التطور في حالة خالد أنه يذهب مع أسرته للأماكن العامة للتسوق والتنزه دون أن يشعر من حوله للحظة واحدة أنه طفل توحدي. مشاركة إيجابية وأوضح هيثم حسين أن خالد يشارك في جميع الفعاليات والأنشطة الاجتماعية التي يقوم بها المركز من رحلات داخل وخارج أبوظبي، وحفلات فى العديد من المناسبات، والتي يشارك فيها خالد مع الأطفال من جميع مراكز ذوي الاحتياجات الأخرى وكذلك المدارس، فقد شارك مع أطفال مدرسة الفجر في حفل الدمج الذي نظمه مركز تنمية القدرات بمناسبة نهاية العام الدراسي، وكانت مشاركة خالد ليست فقط قراءة ما تيسر له من سورة الرحمن ولكنه قام أيضا بالمشاركة في العروض التي قام بها الاطفال في حفل جميل ورائع أكد إمكانية دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين في مختلف الأنشطة والفعاليات. مواكبة تطورات العصر أكد هيثم حسين علي أن خالد طفل مواكب لتطورات العصر والتقدم الحديث، فهو عاشق للكمبيوتر والإنترنت، وقد تم استخدام حبه للكمبيوتر كمعزز له بعد الانتهاء من التدريب، ويقضي خالد ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر طبعا كجميع الاطفال، حيث يقوم باللعب أولا ثم بعد ذلك يبدأ في تصفح صفحات الانترنت، وهو أيضا يجيد التعامل مع برامج الكمبيوتر المختلفة مثل برامج Windows ويتعامل معها بسرعة ودقة لافته للنظر وكذلك التعامل مع برنامج Word ، PowerPoint وعمل صفحات وشرائح غاية في الجمال والروعة والتنسيق عالي المهارة. وفي النهاية شدد حسين على أن حالة خالد تبرهن على أن الاستراتيجية المستخدمة، تكثيف التدريب، عمر الطفل، مستوى قدرات الطفل مثل القدرات المعرفية، والقدرات اللغوية تؤثر جميعها في فاعلية التدخل العلاجي ونتائجه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©