الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشاعر?.. قيمة البساطة والعفوية

الشاعر?.. قيمة البساطة والعفوية
28 أكتوبر 2015 23:05
محمود عبدالله ?يحمل الممثل والشاعر الإماراتي سلطان بن حمد بن سليمان الشامسي (1939- 2009) لقب «الشاعر»، وهو لقب لزمه واشتهر به طوال حياته، وهو ليس اسم عائلته كما يعتقد البعض، إنما لأنه كان شاعرا نبطيا له مكانته الرفيعة بين شعراء مرحلته. وهو واحد من جيل الريادة الذين أسسوا للحركة المسرحية والدراما التلفزيونية في الإمارات في أواخر الستينيات، واشتهر بشخصية «إشحفان» في مسلسل إشحفان، الذي كتب له النص والحوار، وكتب السيناريو الراحل محمد الجناحي، بتوقيع المخرج أحمد المنقوش. ثم ارتبط اسم سلطان الشاعر فيما بعد بالعديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية في فترة قيام دولة الاتحاد.? وقد عرف الشاعر بمهارته في كتابة العديد من سيناريوهات الدراما التلفزيونية ومنها مسلسل «الغوص» (1978) وقام ببطولته، ويصوّر العمل المكتوب باللهجة الإماراتية قصة كفاح وجلد أبناء المنطقة في مهنة الغوص على اللؤلؤ. ومن أهم الأعمال التلفزيونية التي كتبها: قوم عنتر، أمثال شعبية، نوادر جحا، طريق النّدم. ثم تعرض الشاعر في عام 1980 لحادث مروري، أدى لفقدانه بصره، ليغيب عن ساحة التمثيل والإعلام لنحو 25 عاما. في أواخر حياته كان يرقد في قسم العناية المركزة في مستشفى راشد، إثر تعرضه لمشاكل صحية بعد عودته من رحلة علاج طويلة في لندن، حتى وافته المنية في 31 مارس عام 2009، جوا أثناء توجهه مرة ثانية إلى لندن لتلقي العلاج، مما اضطر الطائرة للهبوط في ألمانيا، وعودة جثمانه إلى أرض الوطن.? اللافت في مسيرة سلطان الشاعر ما تمثل في تجربته مع فن المسرح، وعلى وجه التحديد في مجال كتابة النصوص المسرحية، التي عكست في مضمونها وصياغتها ما ساد في فترتي الخمسينات والستينات من بساطة في قيمتها وعفوية في المفردات وطريقة الكتابة وتركيزها في نقد المشكلات والظاهرة الاجتماعية من عادات وتقاليد سلبية في ذلك الوقت، بمصداقية عكست واقع المجتمع آنذاك، بعيدا عن مكونات الحرفية في الكتابة المسرحية، وفي السياق كتب الشاعر مجموعة من المسرحيات الاجتماعية ذات الملمح الكوميدي الساخر، من أهمها: الأول تحوّل، والعقل زينة، والأم، والأخيرة كتبها بالمشاركة مع صديقه حمد بن محمد عام 1964، وجمعا في صياغتها بين النثر والشعر والحوار والارتجال. الأم سلطان الشاعر ? (هذه الأم كان ولدها يريد أن يتزوج الفتاة التي اختارها بنفسه، فيما تعارض أمه رغبته هذه وتقول له في حدّة ومراوغة):? الأم: لا إنت ما تعرف البنات، ولا تعرف تختار بنت الحسب والنسب، إللي ما تتعبك أبد.? (بعد ذلك تخطب الأم لولدها فتاة اختارتها بنفسها، لكنه لم يحبّها، إلا أنها بسطوة الأم تجبره على الزواج بها، معددة له محاسن البنت وجمالها وفرط عفويتها، التي ستمكنه من تشكيلها على طريقته. أما الفتى فاضطر لمجاراة أمّه، ولم يعترض على الزوجة الجديدة، تتنامى الأحداث ليدب الخلاف بين الزوجين الشابين، والواقع أن هذا الخلاف كان بسبب تدخلات الأم في حياتهما، وما توصله لابنها من عجز زوجته وكسلها واستمرارها في النوم):? الأم: يا ولدى البنت إللي تطلع عليها الشمس وهي نائمة لا تصلح لا زوجة ولا أم?. الابن: هذا اختيارك، قلت أنها بنت الحسب والنسب وعفوية وخجولة، وأنا ما أعرف في البنات?. (وتستمر المشكلات، ويزداد الأمر سوءا بين ثلاثتهم، وتطلب الأم من ابنها أن يبادر بتطليق زوجته، وهكذا فإن الأم تبدّل كل آرائها في زوجة ابنها التي لم يمر على زواجهما إلا بضعة أشهر، وتبدأ الأم حربها الكلامية بوصف عيوب العروس، وأنها لا تصلح زوجة أو أمّا مستقبلية):? الأم: هذه فاشلة، ولا تحترم أحدا، وما لها كبير يا ولدي إصحى? الابن: (بروح الفكاهة والسخرية) صحيح يا أمي، كلامك صحيح، ولا تفهم بأي شيء، منظرها يعوّر الراس والقلب، بس شو نسوي الفاس وقعت بالراس.? الأم: لا، لا، لا، أنا أشوف أنه الطلاق هو الحل الوحيد?. الابن: صحيح، الطلاق هو أحسن حل.. أحسن حل، يا أمي، يا وجه السعد والخير.? ? ?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©