أبوظبي (الاتحاد) - منذ عام 1993 ومازالت سباقات كأس بورش موبيل 1 تنفرد بمكانتها كفئة وحيدة لسيارات الطرقات الضخمة التي تقام لها سباقات مصاحبة لجولات الفورمولا-1، ومن منطلق هذه المكانة المتميزة، فإن هذه السلسلة التي تعتبر الأهم من بين 20 سلسلة سباقات تقام تحت اسم بورش عالميا قد أصبحت أحد لقاءات القمة التي ينتظرها متابعوها من موسم إلى موسم.
وبطولة كأس بورش سوبر كاب التي تتسابق فيها هذا العام سيارات بورش من طراز بورشة 911 جي تي 3 كاب الجديدة لا تعتبر فقط منصة إطلاق للموهوبين في التسابق بسيارات الطرقات الفخمة والسيارات التجريبية، بل تعتبر من الناحية التجارية منصة ترويجية ممتازة للشركاء والفرق.
ويكمن السر في التركيبة الفريدة التي تتميز بها سباقات كأس بورش سوبر كاب1 فهي مزيج من المواهب الشابة الواعدة والفرق الطموحة التي تخوض منافسات هذه الفئة سعياً لتسليط الضوء عليها في المحافل الدولية، وبالفعل فإن العديد من نجوم هذه البطولة شقوا طريقهم بثبات حتى باتوا اليوم يسجلون نجاحات متتالية في منافسات أخرى، خاصة في مجال سباقات التحمل والقدرة، وفي الموسم الحالي ينضم الفائزان في بطولات بورش للشباب مايكل كريستنسن وكلاوس باكلر إلى قائمة المنافسين على كأس بورش موبيل 1 ومعهما أيضاً جان كارل فيرنيه الفائز بمنحة كأس بورشة الدولية.
ويعتبر الفوز ببطولة كأس بورش موبيل 1 بمثابة أعلى تزكية يمكن أن يحصل عليها أي سائق يعتزم شق طريقه المستقبلي في منافسات السيارات التجارية أو السيارات الفخمة الملائمة للأسفار الطويلة، أو سباقات جي تي.
وتتولى منظمة كأس بورشة موبيل 1 تنظيم السباقات لحساب العملاء والفرق التي تود إدخالها في المنافسات، وتقدم المنظمة خدمات متكاملة للسائقين والشركاء تتراوح من تزويدهم بسيارات بورشة 911 من فئة وإدراج سباقاتهم ضمن برنامج الفورمولا-1 إلى تصميم مرآب الصيانة الخاص بكل فريق وإجراء الترتيبات للتغطية التليفزيونية وتنظيم الندوات التدريبية للفنيين العاملين في الفرق، وتقدم منافسات كأس بورش موبيل 1 للسائقين والفرق وسيلة لدخول عالم السيارات بتكلفة معقولة، لاسيما أنها تخضع لتخطيط بعيد المدى وتعتمد لوائح تنظيمية مستقرة مما يوفر لجميع المتنافسين الثبات والاستمرارية من دون الخضوع إلى تغييرات.
ويعود النجاح المتواصل الذي يشهده كأس بورش سوبر كاب كسلسلة سباقات معتمدة عالمياً إلى عدة عوامل من أهمها تكافؤ الفرص مما يجعل نتائج الفرق متقاربة بشكل يولد تنافسية شديدة في كل سباق، وكمثال على مبدأ تكافؤ الفرص فإن السيارات التي تستخدمها في موسم 2013 تقتصر حصرياً على طراز 911 جي تي 3 كاب الجديدة من سيارات بورش وهو طراز تم اقتباسه هم سيارات 911 جي تي 3 آر إس ذات الوزن الخفيف وهي سيارات تجارية يسمح القانون بترخيصها للاستخدام العادي على الطرقات، وبالرغم من تزويد السيارات بتجهيزات آيروديناميكية وجناح خلفي أعرض من مثيله على السيارة التجارية لمقاومة الهواء، لجعلها أكثر تلاؤما مع متطلبات التنافس، إلا أن المحرك على الطراز التنافسي شبيه جداً بمثيله على الطراز التجاري المصمم للطرقات.
ويجدر بالذكر أن محرك سيارات جي تي 3 كب هو من فئة البوكسر وتبلغ سعته 3.8 لتر فيما تصل قوته إلى 460 حصانا. وفي تصميم طراز كاب التسابقي الجديد، أعطى المهندسون أولوية قصوى لسلامة السائق، فالجالس خلف عجلة القيادة يحظى بالحماية بسبب تجهيزات السلامة التي أعيد تصميمها مؤخراً والتي تشمل قفصاً جديداً للأمان في المقصورة ومقعداً جديداً للسائق مقولب بشكل خاص عند موضع الرأس والكتفين، مع إمكانية تعديله ليلائم كل سائق على حدة عن طريق البطانات واللبادات الواقية، وتشمل مواصفات السلامة أيضاً فتحة في سقف السيارة تتيح توفير العناية الطبية الأولية عند اللزوم كما تتيح استخراج السائق بسرعة في حالة تعرض السيارة لحادث.
وكما هو الحال في طراز آر إس التجاري، فإن الهيكل الخارجي لطراز 911 جي تي 3 كب الجديد يجمع بين أعلى درجات الصلابة وخفة الوزن وذلك عن طريق الاستخدام الذكي لمواد مركبة من خلائط الألومنيوم والفولاذ، ونظراً إلى ذلك فإن وزن سيارة بورش 911 جي تي 3 كب لا يتجاوز 1175 كيلو جراما.
وتقوم شركة بورش بتصنيع طراز 911 جي تي 3 كب الجديد بنفس الخط الإنتاجي الذي تستخدمه لسياراتها التجارية من نفس الطراز وذلك في مصنعها في مدينة شتوتجارت الألمانية، ويتم اختبار السيارة من قبل سائق محترف وتعتبر سيارة بورش 911 جي تي 3 كب سيارة السباق الأعلى مبيعاً على مستوى العالم، إذ تم إنتاج أكثر من 2000 وحدة حتى الآن وتعتبر جميع السيارات التسابقية متطابقة فنياً من حيث مواصفاتها ومتطابقة أيضاً من حيث إطاراتها والوقود الذي تستخدمه ومن هذه المنطلق فإن النصر والهزيمة في سباقات كأس بورش موبيل 1 يعتمدان على مهارة السائق وبراعة الفريق.
عدد اليوم
