السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشخاص يجهلون الموازنة بين احتياجاتهم الضرورية والكماليات

أشخاص يجهلون الموازنة بين احتياجاتهم الضرورية والكماليات
23 أكتوبر 2012
هناء الحمادي (أبوظبي) - لكل إنسان مجموعة عوامل تشكل حياته، وتتباين من شخص إلى آخر، فهناك بعض العوامل التي تقف بمثابة العمدان التي يرتكز عليها كيانه، ويراها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، أما البعض الآخر من تلك العوامل فهي ليست ضرورية لكن قد يفضل وجودها، ولذلك لابد من التأكيد على وجود ما يسمى بالضروريات وأيضا الكماليات والحاجات. الى ذلك يقول عمر الكعبي رئيس اللجنة المنظمة لجائزة الفجيرة للمبادرات المتميزة ومدرب معتمد لدورات تدريبية واستشارية للمراكز والمؤسسات، هناك العديد الآن ممن ينظر إلى الكماليات على أنها ضرورة بل هو مستعد للجوع في سبيل تحقيقها، فما يراه أحدهم ضرورات، يراه الآخر كماليات أو حاجات. ويضيف، عند الحديث عن موضوع الضروريات والكماليات، يجب أن نعلم أن هذا المجال من المصالح الأساسية، فالضروريات هي التي تشكل عصب الحياة الاجتماعية، ويقوم عليها كيان المجتمع ومصيره، والتضحية بكل شيء من أجل الحفاظ عليها، أما المصالح الحاجية تأتي في مرتبة بعد الضروريات. وأضاف الكعبي، كما يمكن أن نعتبر الموازنة بين الضروريات والكماليات مهارة يتم عن طريقها وضع الأشياء أو الأمور في ترتيب معين حسب أهميتها، ومن بين الكلمات أو المفاهيم المرادفة لها مفهوم الترتيب، وهي تسمح باتخاذ القرارات التي تتطلب تنظيما أو ترتيبا معينا يأخذ في الحسبان العوامل المختلفة والمعلومات المتوافرة والأنشطة المتنوعة، كما أنها تزود بالخيارات المهمة التي يصنع في ضوئها القرارات، مستشهدا بقول الله تعالى: (والسماء رفعها ووضع الميزان، ألا تطغوا في الميزان، وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان)، وأساس هذا أن القيم والأحكام والأعمال والتكاليف متفاوتة في نظر الشرع تفاوتاً بالغاً، وليست كلها في رتبة واحدة، فمنها الكبير، ومنها الصغير، ومنها الأصلي، ومنها الفرعي، ومنها الأركان، ومنها المكملات، ومنها ما موضعه في الصلب، وما موضعه في الهامش، وفيها الأعلى والأدنى والفاضل والمفضول. وترى عواطف عبيد محمد، ربة بيت، أن المظاهر الاجتماعية تدفعنا إلى عدم القدرة على التمييز بين الضروريات والكماليات، وبين المهم والأهم، وأن الأسر لا تملك القدرة على التحكم في رغباتها بمجرد دخولها إلى السوق، وتعد هذه الأمور أكثر وضوحاً بين النساء أكثر من الرجال، حيث تنفق وتبعثر الكثير من المبالغ والأموال على الملابس والإكسسوارات والحقائب والأحذية غالية الثمن، مع ضرورة أن تحمل اسماً تجارياً بارزاً في عالم الموضة والأزياء حتى وإن كانت مقلدة. وتتابع، بات التقليد أحد أهم العوامل التي تدفع الفتيات للإنفاق على هذه الكماليات بهذه الصورة، فالحقيبة الواحدة أو الحذاء بمجرد أن يستخدم لمرتين أو ثلاث يتكدس إلى جانب الحاجات الأخرى التي توصف بأنها «موضة قديمة» ليلقى بها في سلة النفايات، بعد أن يمضي عليها زمن وتهترئ وتتلف من التخزين لا من الاستعمال، مضيفة أن القليل من الفتيات العاملات اللواتي يتقاضين رواتب جيدة ولا يأبهن في أمر الأسرة والمساهمة في النفقات، وينفقن رواتبهن على الملابس والعباءات، والعطورات، والإكسسوارات والساعات، وأقساط السيارات، ولا تتجاوز نسبة الفتيات اللواتي يفكرن في الاستثمار والادخار 10% فقط. بينما تجد صالحة علي راشد، موظفة، أن الكثير من المبالغ المالية والمخصصات العائلية تنفق على أمور لا جدوى منها، وتفسر على أنها إسراف بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ومن المؤسف أن تصبح الثقافة الاستهلاكية غير المحدودة هي المفهوم السائد في مجتمعاتنا، فمن الضروري أن يكون في المنزل سيارة واحدة إلى سيارتين، ولكن من الكماليات والظواهر السائدة لدينا، أن يكون هناك سيارة لكل من الأم والأب، وسيارة لتلبية حاجات المنزل، وسيارات أخرى لبقية أفراد العائلة من الموظفين أو من طلبة الجامعة. وهذا ما جعل الكثير منا يخلط الأمر بين الكماليات والضروريات والحاجات. في المقابل يشير خليفة سيف الكعبي، رب أسرة، إلى أنه من الضروري أيضاً أن يمتلك كل منزل خادمة واحدة، ولكن من الكماليات والمظاهر الاجتماعية أن يحتوي المنزل الواحد على أكثر من أربع خادمات. ويضيف «كما أنه من الضروري أن يحظى الأبناء بمستوى عالٍ من التعليم المدرسي، ولكن من المظاهر أن نبحث عن أسماء المدارس فقط لكونها أجنبية لنكون على يقين بأنها الأفضل، والمقياس الوحيد لدى البعض لمعرفة مدى جدارة بعض المدارس هو مدى ارتفاع أقساطها السنوية التي قد تصل إلى أكثر من 30 ألف درهم للطالب الواحد، ومن المحزن أن أعترف بأننا نسير على هذا المنوال، لا بل نتنافس في هذا المضمار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©