الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللعب وسيط تربوي لنقل ثقافة التراث إلى الطفل

اللعب وسيط تربوي لنقل ثقافة التراث إلى الطفل
23 أكتوبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - لعب الأطفال يعد وسيلة هامة ومؤثرة للغاية في التنشئة الاجتماعية فاللعب تعبير تلقائي عن الحياة الاجتماعية التي يعيشها الطفل، والألعاب تعبير حي عن تاريخ المجتمع وثقافته. بل كانت الألعاب منذ القدم وسيلة ووسيط لنقل هذه الثقافة إلى الأجيال التالية، وكان اللعب دائماً متنفساً فعالاً كي يمارس الطفل فيه ذاته، ويجد مكانته ويظهر قدراته بين أقرانه. الاستشارية النفسية الدكتورة كريمة العيداني، تقول: «وفق هذه الرؤية السيكولوجية الثاقبة أطلقت مؤسسة التنمية الأسرية في جميع مراكزها حملة «أمي.. العبي معي»، عبر ورش عمل وفعاليات عديدة ضمن برنامجها الاستراتيجي «التعلم الأسري»، فالطفل لا يستطيع أن يجد المتعة الكاملة في اللعب مع أمه لأنه معها معظم الليل والنهار، ونجد الأب يشعر أنه مرغم على اللعب مع طفله، ويشعر أن الجلوس معه واجب ثقيل الدم. وسرعان ما يصبح الجلوس مع الطفل مملاً. ولو سألنا أنفسنا ما الذي يريده الابن من صحبة أبيه؟ إن الطفل يريد أن يلعب مع الأب ألعاب الأطفال المختلفة، لكن في أغلب الأحوال يسعى الابن لأن يقلد الكبار، وتريد البنت أيضاً أن تقوم بمهمة العناية بالطفل الوليد أو القيام بأعمال المنزل. فعلى الرغم من الاختلاف بين أنماط شخصيات الآباء فإن أي أب يستطيع أن يكون والداً محبوباً من أطفاله إذا استطاع أن يغرس في ابنه الإحساس العميق بأنه يحبه، ويغتبط بالوجود معه ويقبله بحسناته، لهذا ليس هناك عدد محدد من الساعات يجب أن يقضيه الأب مع أبنائه، لأن هذا النوع من الافتعال يرفضه الأب والابن معاً. ويؤلم نفسية الأب، ويؤذي نفسية الابن لأنه يشعر أن والده موجود معه تحت ضغط ضرورة اللقاء وإياه. علينا أن نراعي عمر الطفل ومدى شغفه وأن نتيح له أن يتدرج في استيعاب المسائل المعقدة. صحيح أن الأب يشتري هذه الألعاب ليعوض الحرمان في بعض الأحيان، الذي عاناه في طفولته، لكن ليس هذا هو الهدف من شراء اللعب للابن طبعاً. إن الهدف هو أن يسعد الابن فعلاً بالألعاب التي يلعبها. وهناك بعض الآباء الذين يحبون أن يزيدوا من معلومات أبنائهم عن طريق زيارة المتاحف والمعارض وحدائق الحيوانات. إن ذلك يمكن أن يثير متعة الطفل والأب معاً ويزيد من معلومات الطفل فعلاً». وتوضح العيداني، أهمية لعب الأطفال، وتقول: «يعد اللعب من أهم الأنشطة التي يمارسها الطفل فتستهويه وثم تثير تفكيره وتوسع خياله ويسهم بدور حيوي في تكوين شخصية الطفل بأبعادها وسماتها المختلفة وهو وسيط تربوي مهم يعمل على تعليمه ونموه ويشبع احتياجاته ويكشف أمامه أبعاد العلاقات الاجتماعية والتفاعلية القائمة بين الناس وهو عامل أساسي في تعليم وتنمية التفكير بأشكاله المختلفة. ويعد اللعب وسيلة لإعداد الطفل للحياة المستقبلية وهو نشاط حر وموجه يكون على شكل حركة او عمل يمارس فرديا او جماعيا ويستغل طاقة الجسم العقلية والحركية ويمتاز بالسرعة والخفة لارتباطه بالدوافع الفرد الداخلية ولا يتعب صاحبه وبه يتمثل المعلومات جزءا من حياته ولا يهدف إلا إلى الاستمتاع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©