السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حدائق منزلية تعتمد النمط الصيني الأقرب إلى الطبيعية

حدائق منزلية تعتمد النمط الصيني الأقرب إلى الطبيعية
23 أكتوبر 2012
تبتهج بعض الحدائق المنزلية وهي متشحة بنمط الحديقة الصينية، التي تتميز بثراء عناصرها، وزخمها، حيث نجد الانسجام في توزيع النباتات، فكل مجموعة نباتية تعطي فكرة أو مدلولا خاصا، وهي مرنة من حيث المساحة، فيمكن أن تنشأ في المساحات الضيقة والمحدودة، أو قد تمتد فكرتها على مساحات واسعة، معتمدة على استخدام النباتات المستديمة الخضرة والنباتات المتساقطة ولكن بنسب قليلة جدا، وتقل فيها المسطحات الخضراء التي تستبدل بالرمل أو الحجارة، فهي أقرب إلى الطبيعة بعناصرها، فهذا التنوع في محتويات الحديقة، يعطي النفس البشرية وحدات ومحطات تستريح فيها وتتجدد بالانتقال من زاوية إلى أخرى. خولة علي (دبي) - يقول المنسق الزراعي عمر أحمد، إن الحديقة ذي الطراز الصيني أقرب إلى الطبيعية بعناصرها إلا أن المصممين أيضا ساهموا في البحث عن وسائل يمكن أن يجلبوا المزيد من المتعة والجاذبية على حدائقهم التي تنبض بالإبداع والحرفية في تشكيل النباتات. مضيفا أن هذا الفن تواجد قديما عند الصينيين الذين برعوا فيه، حيث نجد حدائقهم تزهو بمختلف الأشكال التي تحاكي الأحياء بمختلف أنواعها، كما نجدهم أيضا قد انفردوا في تقديم فن زراعة النباتات القزمية البنساي، لتتحول إلى تحفة نباتية جميلة تزهو بتفاصيل الشجرة العملاقة، في أحواض مصغرة، كما تنوعت أيضا العناصر المائية كالنوافير البسيطة، التي تقذفها فوهة الجرار على اختلاف أحجامها، مانحة الحديقة أجواء نابضة بالحياة، حيث يركن المرء في جنبات المكان، ويرمي بأفكاره، بعيدا، وهو ينصت بإمعان واسترخاء لخرير الماء الذي يعزف لحن الحياة، وصوت العصافير التي تغرد في قفصها الذهبي الذي علق بالقرب من محطات الجلوس. تلك اللوحة التي رسمها الفنان بالألوان الطبيعية وبخامتها، حولت المنازل إلى بيئة مثالية لأصحابها. إبراز جمالية المكان ويؤكد المنسق الزراعي عمر أحمد، أن الحديقة لابد أن ترتسم بمعاني الألفة والإبداع الذي يترجم به المرء رغبته في التعبير عن لحظة دافئة وعميقة في أحضان الحديقة، حتى لو كانت محدودة المساحة وصغيرة، إلا أنها تحمل العديد من الافكار والصور، التي خرجت عن الصورة الرتيبة والنمط الذي تتمثل به بعض الحدائق المنزلية التي تفتقد لبعض الجماليات بالرغم من أنها كلفت أصحابها مبالغ طائلة. كما أن التنويع والتشكيل في الحدائق المنزلية أمر مطلوب ولابد منه، إلا أن الأمر لابد أن لا يخرج عن نطاق التناغم والتوازن في مكونات الحديقة، حتى لا يكون هناك خلل ما يؤدي إلى تشويه منظر الحديقة، وعدم إبراز جمالية المكان كما يجب. فكل جزء او محطة ما لابد أن تدرس جيدا من حيث وضع الأفكار، وتكون في المكان الملائم والمساحة المتوفرة. ويشير عمر أحمد قائلاً: في حال كانت المساحة نوعا ما محدودة، فيتم تحديد محطة للجلوس أولا ثم يمكن توزيع بين ثناياها العناصر التزيينية كالنوافير البسيطة والتحف والممرات، والنباتات المتسلقة والأحواض المزهرة مع الاضاءة. ويمكن أيضا ان توزع الأحواض النباتية كحل لمشكلة ضيق المساحة. وعادة ما يتم اختيار لهذا النوع من الحدائق النمط الصيني الأقرب إلى الطبيعية، والذي يتميز بالشجيرات والنباتات ذات الاوراق المستديمة، والتي يمكن تشكيلها وتطويعها وفق ذوق المرء، ورغبته، وتوزع كقطع وتحف بديعة في الممرات وبين ثنايا الحديقة. التقليم الصيفي وحول تقنية تشكيل النباتات وقصها يوضح أحمد: عادة ما نرى عملية التشكيل إنما تخلق تنوعا في تفاصيل الحديقة المنزلية، حيث اعتدنا ان نرى بعض التصاميم البسيطة والتي تفتقد في صورتها للابداع، فنجد في البداية تتم عملية تشكيل النبات بطريقة عشوائية حتى يتم الحصول على الشكل المطلوب بطريقة غير دقيقة ولكن مع الوقت تطورت هذه الطريقة بصورة مذهلة ورائعة حيث تم عمل الشكل المطلوب باستخدام أسلاك حديدية وترك النبات ينمو عليه إلى أن يغطي الأسلاك الحديدية بالضبط ثم يتم قص الزائد من الأوراق حتى يتم الحصول على الشكل أو النموذج المطلوب مع مراعاة اختلاف أنواع الأشجار، فالمتساقطة الأوراق يتم تقليمها عادة في طور السكون أما المستديمة الخضرة فتقلم عقب موسم الإزهار مباشرة. وبشكل عام يوجد موعدان للتقليم وهما: التقليم الصيفي، وتتم فيه إزالة السرطانات والأفرع الميتة والمصابة وقص وتشكيل الأسيجة مع مراعاة تجنب التقليم الجائر للنباتات، وتتوقف عملية التقليم في الفترات التي تكون فيها درجات الحرارة عالية حيث يقتصر التقليم على الأطراف والأجزاء العلوية مع عدم تقليم الأفرع الجانبية السفلية، وعادة تقلم الشجيرات التي تزهر في الشتاء أو الربيع بعد الإزهار مباشرة في نهاية فصل الربيع أو أوائل فصل الصيف. أما التقليم الشتوي، فيتم فيه تقليم وتشكيل النباتات من أشجار وشجيرات وإزالة الأجزاء غير المرغوب فيها، إضافة إلى إزالة الأفرع الميتة والمصابة بالسرطانات وتجديد النباتات وذلك بتقليم الأفرع تقليماً جائراً. وتتوقف عملية التقليم عند انخفاض درجات الحرارة بمعدلات كبيرة خشية تأثر النباتات بالصقيع. وعادة يتم التقليم في فصل الشتاء بالنسبة للشجيرات التي تزهر في فصل الصيف أو الخريف. الأسوار النباتية ويتابع المنسق الزراعي عمر أحمد قائلا: يفضل أن يمتنع أصحاب المنازل عن قص وتشكيل الاشجار خلال فصل الشتاء، عند انخفاض درجة الحرارة وذلك لبطء النمو خلال هذه الفترة. وخلال فصل الصيف، عندما تصل درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها وتقص الأسوار النباتية “في حالة الأسوار المزهرة”، قبل موعد الإزهار بفترة كافية وتقص عقب الإزهار مباشرة حتى لا تكوّن البذور إلا في بعض الحالات المطلوب فيها جمع البذور بغرض الإنتاج بالمشتل، وعند القص تجعل قاعدة السور النباتي أسمك قليلاً من قمته حتى يثبت السياج ويقوى ويصل الضوء والهواء إلى داخله، ويمكن إجراء القص والتشكيل للأسيجة والأسوار النباتية بأشكال مختلفة منها المستقيم والمموج الزخرفي، وأيضا تشكيل مجسمات للحيوانات ونحوه، وفق شكل وتصميم السلك المعدني الذي يحدد طريقة سير النبات عليه، ويتم انتقاء النبات حسب الطلب أو طراز الحديقة وقابلية النبات للتشكيل وعدم تخشب الفروع. نباتات مستديمة مثالية يقول المنسق الزراعي عمر أحمد: في حال تعري الأفرع السفلية للأسوار النباتية لأي سبب من الأسباب يصبح شكل نموها غير مرغوب فيه لذا يجب تقليمها تقليما جائرا بقطع الأفرع السفلية إلى 0.5 متر من سطح التربة في أوائل الربيع وتسمد بشكل جيد بالسماد العضوي لتشجيع نمو البراعم السفلية وتكوين أفرع جديدة. وفي حالة تلف السياج لقدمه أو إصابته بالأمراض والآفات ينبغي قطع السياج بأكمله بالقرب من سطح التربة مع عمل خندق مجاور للسياج ويضاف السماد العضوي المتحلل وتردم وتروى وذلك لتشجيع خروج نموات حديثة من البراعم السفلية وبدء تكوين أوراق جديدة من الخشب القديم ويفضل إجرائها في بداية فصل الربيع. موضحاً أن النباتات المستديمة الخضرة مثالية للطبيعة البيئية الحارة، والتي يمكن ان تتحمل لفحة الشمس صيفا، مع رعايتها وريها باستمرار. ومع اعتدال الأجواء يمكن أن يتم توزيع أحواض الزهور الموسمية كالزينية وغيرها من الزهور التي تناسبها أجواء الشتاء البارد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©