محمد صلاح (رأس الخيمة)
سجلت دائرة المحاكم في رأس الخيمة، انخفاضاً كبيراً في عدد الخلافات الأسرية بالإمارة منذ بداية العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وكشف التقرير الإحصائي الذي أصدرته الدائرة يوم الخميس الماضي تسجيل 572 خلافاً أسرياً فقط منذ بداية العام الجاري مقارنة مع 798 حالة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى تراجع الخلافات المتعلقة بالمسكن، مقارنة بالسنوات الماضية وزيادة عدد حالات الصلح في القضايا التي كانت في طريقها للحسم، بعد أن تراجعت 15 مواطنة عن الطلاق في اللحظات الأخيرة.
وتنوعت أسباب الخلافات الأسرية التي دفعت بأصحابها للشكوى، وبرزت في مقدمتها تدخلات الأهل، سهر الأزواج خارج المنزل، غياب التفاهم والحوار بين الطرفين، الإهمال والتقصير في شؤون الأسرة، كذب الزوجة، بخل الزوج، إفشاء الأسرار الزوجية، الحضانة ورؤية الأولاد، طلب زيادة النفقة، تبادل الشتائم والضرب، الانشغال عن الأسرة، قضاء وقت طويل أمام أجهزة الاتصال الحديثة، ومنع الزوجة من زيارة أهلها، كما سجلت المحكمة خلافا بسبب فارق العمر بين الزوجين، حيث أصرت مواطنة ثلاثينية على الطلاق من زوجها الذي يكبرها بضعف عمرها.
ويشير التقرير إلى أن الشباب هم الأكثر وقوعا في شرك الخلافات الزوجية مقارنة بكبار السن، حيث يساهم عامل غياب الخبرة في تأجيج نار الخلافات الأسرية أحيانا كثيرة لأسباب واهية، خاصة بين المتزوجين حديثاً، ويؤكد التقرير على غياب دور الأسرة التوعوي لأبنائهم في عملية النصح والإرشاد.
كما كشف التقرير تراجع الإصرار على الخلع والطلاق من قبل الزوجين سواء قبل أو بعد عقد القران مقارنة بالعام الماضي، إذ لم تسجل المحكمة سوى 3 قضايا أصر فيها الزوج على الطلاق قبل الدخول لخلافات مع أهل العروس، فيما سجلت حالة واحدة لاتفاق الطرفين على الخلع.
وساهمت الاستشارات الأسرية التي قدمها قسم الإصلاح والتوجيه الأسري وعددها 8411 استشارة في وأد الكثير من الخلافات الأسرية في مهدها، وذلك بتقديم النصح والإرشاد للأزواج، خاصة قليل الخبرة منهم والذين يحول الحرج الاجتماعي في الغالب بين البوح بخلافاتهم الأسرية.
وكانت الخلافات الأسرية قد تصاعدت خلال السنوات الماضية، بحسب المؤشرات التي أصدرتها الدائرة قبل أن تعاود الانخفاض هذا العام، حيث نظرت المحاكم في العام 2007 حوالي 583 خلافاً وفي عام 2008 ارتفاع إلى 608 خلافات وفي 2009 سجل 619 خلافاً وفي 2010 تم تسجيل 637، وقفزت في 2011 إلى 712 وفي عام 2012 تم تسجيل 732 خلافا، فيما قفزت العام الماضي، لتسجل 840 خلافا.
وقد ساهم وضع الحلول اللازمة للمشاكل المتعلقة بالمساكن عبر بناء العديد من المساكن الحديثة في الإمارة والتي استفاد منها عدد كبير من الشباب في تراجع الخلافات الأسرية التي كان لها علاقة بالسابق بالعيش مع الأسرة في مسكن واحد من قبل بعض الشباب حديثي الزواج، حيث كانت الكثير من الزوجات يؤثرن العيش في مساكن مستقلة بعيداً عن أسرة الزواج.
عدد اليوم
