السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الرياضة النسائية تعيش المعادلة الصعبة

الرياضة النسائية تعيش المعادلة الصعبة
28 أكتوبر 2015 21:48
شمسة سيف (أبوظبي) تعيش الرياضة النسائية بين سندان البحث عن إنجازات ومطرقة التقاليد الاجتماعية والمشاكل التي تواجهها، رغم الدعم الكبير الذي تحظى به، من القيادة الرشيدة التي تحث على ممارسة الرياضة وتشجع العنصر النسائي على الإبداع الرياضي، والوصول إلى منصات التتويج إلا أن هناك العديد من العقبات التي تواجه المرأة في تعاملها مع الرياضي، حيث تواجه التقاليد الاجتماعية ورفض أولياء الأمور ممارسة الرياضة في الوقت الذي تواجه اللاعبات صعوبات بالاندية في ممارسة اللعبة. فتحنا ملف الرياضة النسائية والمشاكل التي تواجهها، وتجازونا كل الخطوط للوصول إلى حلول جذرية تؤدي في النهاية إلى الظهور القوي للرياضة النسائية في المحافل الخارجية والارتقاء بها على كافة الأصعدة، خاصة أنالصعوبات التي تمر بها اللاعبات لا يتم الإفصاح عنها، وتحتاج إلى تدخل سريع، وعلى مدار حلقات سنقوم بمناقشة القضية من خلال عدد من اللاعبات والمدربات والإدارية وعضوات مجالس الإدارة في الأندية والاتحادات. أكدت أنيسة عمر الشدادي، عضو مجلس إدارة في اتحاد كرة اليد، ورئيسة اللجنة النسائية لكرة اليد، أن أبرز المشكلات التي تواجه اللاعبات في المحيط الرياضي الذي ينتمين إليه، هو اضطرارهن في الكثير من الأحيان إلى التعامل والتواصل مع إداريات غير مؤهلات للتواجد في مناصبهن، وما يثير علامات الاستفهام في الوسط الرياضي النسائي، هو استمرارية التخبطات في وضع «الشخص» الغير مناسب في المكان المناسب، وإصرار بعض «الإداريات» على التواجد تحت مظلة لعبة ما، دون أدنى علم وخبرة حول المكان الذين ينتمين إليه. وأضافت: هذه التخبطات تضر باللاعبات في المقام الأول، لأن اللاعبة تبحث عن إدارية ملمة بأمور اللعبة، وذات علم ودراية بالاتحاد أو اللعبة التي تنخرط بها كإدارية، لذلك نوهت في كثير من المرات إلى ضرورة وضع الشخص الصحيح في المكان الصحيح وهذا يصب في مصلحة الرياضة النسائية، مما يسهم بشكل ملحوظ في تحسن وتطوير مهارات اللاعبات، وتقديم أفضل النتائج. وتابعت:» للأسف إن رياضتنا مازالت تسير «بالمجاملات»، خصوصاً في المناصب الإدارية لا تجدي نفعاً، بل ترجعنا خطوة إلى الوراء، وهذا يخالف تماماً رؤية وطموحات القيادة الرشيدة في الدولة، والتي تسعى دائماً لأن تكون رياضة المرأة في المقدمة. ونوهت الشدادي إلى أن المجالس الرياضية في الدولة يجب أن تدعم وتفعل النشاط النسائي، موضحة أن الأندية ترفض دعم وإدخال الألعاب الرياضية النسائية بحجة عدم توافر الميزانية الكافية، وهو ما قد يضر برياضة المرأة، فعلى سبيل المثال، هناك ناديان فقط لكرة اليد للسيدات في الدولة، وهو عدد قليل جداً، حيث لا يستطعن بهذا العدد تنظيم مسابقات محلية أو دوري محلي لقلة عدد الأندية، وتنبثق من هذه الإشكالية مشكلة أخرى، حيث يصعب تكوين منتخب لكرة اليد للسيدات في ظل وجود ناديين فقط. وطالبت بتفعيل دور المجالس الرياضية في دعم رياضة المرأة في مختلف النشاطات من منطلق أنه أصبح مطلبا ضروريا من خلال تفعيل النشاط الرياضي النسائي في أندية الدولة، وتخصيص ميزانية سنوية خاصة بالنشاط النسوي، بعيدا عن النشاط الرياضي للرجال. وتطرقت الشدادي إلى قلة الحوافز التي تحصل عليها اللاعبات بمختلف الألعاب قائلة:«لاحظنا في الفترة الأخيرة، عملية تدوير اللاعبات من لعبة إلى أخرى، بحثاً عن الحافز الأعلى، وهو أمر غير مقبول تماماً، حيث تنشأ اللاعبة على لعبة معينة وتتكيف معها، حتى تصبح بنيتها الجسمانية جاهزة تماماً لممارسة هذه اللعبة، لكن ولأسباب مادية قد تغير اللاعبة نشاطها إلى لعبة أخرى، تتطلب إمكانيات وفنيات أخرى، ومع ذلك نجدها تنخرط في اللعبة الأخرى دون أي اعتراض أو رفض من قبل إداريات الأندية المعنية، التي تشجع على مثل هذه التخبطات، التي قد تسهم في تراجع مستوى ونتائج الرياضة النسائية في المنطقة». وقالت ابتسام عبيد، إداري فريق كرة الطائرة للسيدات بنادي الوصل إن الإشكالية المستمرة التي تتعرض لها اللاعبات هي عدم تعاون بعض جهات العمل التي تعمل بها اللاعبات ، وعدم تفريغهن خصوصاً في الاستحقاقات التي ينخرطن بها، مما يشكل أزمة حقيقية للاعبة من جهة وللعبة من جهة أخرى، وهو ما قد يؤثر سلباً على الأداء والنتائج. وأضافت: «كوني إدارية في فريق كرة الطائرة للسيدات بنادي الوصل، لامست العديد من المشكلات التي تتعرض لها اللاعبات في مسألة التفرغ من جهات عملهن، وحاولنا التواصل معهن من أجل مد يد التعاون، من خلال تقديم رسائل رسمية ومختومة توثق مشاركة لاعباتنا، وإعطائهن فرصة التفرغ في المشاركات المهمة التي يشاركن بها لكن دون جدوى». ونوهت إلى أن الأمر يمتد حتى بالنسبة لمنتخب الإمارات لكرة الطائرة للسيدات، وليس فقط على صعيد الأندية، والذي من المفترض أن يكون التعاون موجود من قبل الجهات المعنية، ولكن للأسف مازلنا نعاني من هذه المشكلة التي أثرت على رياضتنا النسائية بشكل واضح، وعلى أداء لاعباتنا ومستواهن سواء في الاستحقاقات المحلية أو الخارجية . وأشارت إلى أن بعض جهات العمل توافق على التفرغ شريطة خصم راتب اللاعبة بالكامل، وهو الأمر الذي ترفضه اللاعبات، مما يضطرهن لعدم الانتظام في التدريبات، ويؤثر في مستوى اللاعبة وإعدادها، ليس هذه فقط، بل تصل مشكلة عدم تفرغ اللاعبات إلى اعتذار البعض عن المشاركة في البطولات تحديداً في المهمات الخارجية التي يمثلها منتخب الطائرة للسيدات، وهناك معضلة أخرى تواجه الرياضة النسائية وهي عدم دعم المجالس الرياضية بميزانية سنوية للاعبات في مختلف الأنشطة الرياضية، حيث تكررت وعود مجلس دبي الرياضي بتخصيص ميزانية مع بداية كل موسم، فيما تتكفل الأندية بصرف الرواتب والمكافآت للاعبات، بمبالغ زهيدة. الشدادي: الأندية ترفض دعم وإدخال الألعاب النسائية زينب الحمادي: نعاني التجاهل الإعلامي وإهمال اللجان أبوظبي (الاتحاد) قالت زينب سالم الحمادي، لاعبة منتخب الإمارات للسيدات للبولينج، إن التحديات التي تواجه لاعبة البولينج هي عدم اهتمام اللجان النسائية الرياضية في الدولة في نشر اللعبة بين أوساط المجتمع النسائي، وتفضيل رياضات معينة على رياضات أخرى، وهو ما يجعل نسبة تواجد الفتيات الإماراتية في هذه اللعبة قليلا جداً، ويكاد يكون صيتها معدوما في الوسط الرياضي النسائي. وأضافت: تجربتي مع البولينج، جاءت باختيار فردي، حيث أني لم أسمع عن هذه الرياضة لا في المدارس ولا في الجامعات، ولم أسمع قط عن الترويج للعبة ونشرها من قبل المؤسسات الرياضية بالدولة، وبالتحديد الجهات المسؤولة عن الرياضة النسائية في الدولة، وهناك تقاعس واضح من هذه الجهات، حيث لا يتم تنظم أي بطولة محلية في الدولة، مما تضطر اللاعبات في انتظار المشاركات الخارجية فقط والبطولات الكبرى التي تقام في المنطقة، والاعتماد كلياً في تطوير مهارات اللاعبة من خلال التدريبات، وهو أمر مؤسف في الحقيقة. وتساءلت، لماذا لا يتم إقامة بطولات محلية بين المدارس أو الجامعات، أو على سبيل المثال بين المؤسسات والدوائر الحكومية في الدولة، وقالت: لعبة البولينج تعاني التجاهل الإعلامي، وهو الشيء الذي لم نره ولم نلمسه نحن كلاعبات بولينج، مقارنة مع بعض الرياضات الأخرى، فطمس هذه اللعبة يؤثر سلباً في مستقبل اللعبة واللاعبات. ونوهت الحمادي إلى أهمية تساهل بعض الدوائر الحكومية وجهات العمل مع موضوع تفرغ اللاعبات للعبة، حيث وضحت بأن بعض الجهات تعيق اللاعبة في ممارسة اللعبة، بعدم السماح لها بالالتحاق بالمشاركات والاستحقاقات الخارجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©