الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حكومة البشير تستبق حوارها المرتقب مع المعارضة بـ 3 لاءات

28 يناير 2011 00:37
استبقت الحكومة السودانية حوارها المرتقب مع أحزاب المعارضة بلاءات ثلاث، لا لشروط مسبقة للتفاوض، لا للتفاوض مع من أسمتهم بالساعين إلى تحريك الشارع ضد النظام، لا مجال في قطاع الشمال أمام الحركة الشعبية للعمل كحزب بالشمال بعد انفصال الجنوب. وبرر القيادي بالحزب الدكتور قطبي المهدي رفض الحكومة التفاوض مع المعارضة حول أجندة مسبقة، بأن المعارضة لا تملك الحق في وضع أي شروط بعدما وافق حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) على الجلوس معها. وأضاف: إذا أرادت المعارضة أن تستجيب لطلب الحكومة في الحوار للتفاكر حول مستقبل البلاد فلها ذلك. واعتبر “قبول المعارضة المشاركة في حكومة (ذات قاعدة عريضة) خطوة إيجابية حال حدوثها” لكنه أكد أن “ربط المعارضة للخطوة بشروط يجعلها مطلبا بعيد المنال”، مجددا رفض حزبه التحاور مع من أسماهم “الساعين لتحريك الشارع ضد الحكومة”. فيما لا يزال الميزان السياسي يتأرجح بين كفتي الحكومة التي تنتظر قدوم المعارضة بأيد بيضاء إلى طاولتها للتفاوض حول القضايا التي تحدق بالبلاد، والمعارضة المتمسكة بقوة بمطالبها كشرط للحوار مع الحكومة. وفي الاتجاه ذاته بعث زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي أمس برسالة علنية إلى الحزب الحاكم فهمت بأنها تأتي في إطار التمهيد للحوار المرتقب بين حزبه والحكومة، وفي خطاب أمام حشد ضخم من مؤيديه بمناسبة الذكرى المئة والستة والعشرين لتحرير الخرطوم على يد جده الأكبر الإمام المهدي مفجر الثورة المهدية في السودان، وضع الزعيم المعارض، الحكومة أمام خيارين: إما الإذعان لمطالب الشعب (حسب قوله) وإعداد دستور جديد للسودان، أو الانكفاء على مصالح حزبية ضيقة ومواجهة الشعب بأساليب القمع. وقال المهدي “أمامنا نحن الشعب السوداني خياران التذكرة القومية أو التذكرة التونسية” مشيرا إلى أن القيادة الحكيمة تقرأ الواقع وتتجنب التهلكة، وكشف المهدي عن تراجعه عن اعتزال العمل السياسي انصياعا لإجماع حزبه ولضغوط من أحزاب معارضة، وترك المهدي خياراته مفتوحة “حتى يتبين الخيط الأسود من الأبيض من موقف النظام من الأجندة الوطنية، فإن تجاوبوا خدموا أنفسهم وبلادهم وان اختاروا الانفراد والقهر فإنه بي أو من دوني سوف يجدون أنفسهم في أحرج المواقف”. وحث المهدي، المؤتمر الوطني، على العمل لتلافي حدوث صدامات دموية في ظل الظروف التاريخية التي تمر بها البلاد. وكان المهدي قد حدد قبل أكثر من شهر، يوم 26 يناير كفرصة أخيرة للمؤتمر الوطني للقبول بما سمّاه بالأجندة الوطنية أو الانضمام لقوى المعارضة الداعية لإسقاط الحكومة، إلا أن الوطني استبق الموعد المضروب بحوار حول أجندة المهدي قبل يومين. ووصف الصادق المهدي يوم ذكرى تحرير الخرطوم بيوم الفرقان، مشيراً إلى أنه يعتزم جعل عام انفصال الجنوب عاماً لكسب المستقبل، مفضلاً أن تقوم الحكومة بالاستجابة للإجماع الشعبي وتهيئة الأجواء عبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم (صهره) حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، والكف عن التصريحات المستفزة عن أوضاع الجنوبيين عقب الانفصال، مؤكداً أن مثل هذا الحديث يمثل تهديدا جدياً للأمن القومي السوداني. من جانبه، أكد مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس الحزب الحاكم، نافع علي نافع تمسك الحكومة بتطبيق الشريعة الإسلامية ورفضها لأي اتجاه لقيام دولة مدنية أو علمانية على حد قوله، على غرار ما دعت إليه قوى المعارضة. وقال إن “الحكومة متمسكة بالمعاني التي خلدها الشهداء من الأنصار والمجاهدين الذين حرروا الخرطوم بالدفاع عن القيم الدينية وموروثات الأجداد”. وقال لدى مخاطبته احتفالا حكوميا منفصلا بذكرى تحرير الخرطوم “إن سبب النصر (للثورة المهدية) هو العزيمة والثبات والعقيدة”. وأضاف: لن نقايض الشريعة بإجماع الوطني موهوم، ولا بكلمات مبهمات أمثال الدولة المدنية والعلمانية.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©