الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مسؤولون يشيدون بتجربة الإمارات في التنمية المستدامة

مسؤولون يشيدون بتجربة الإمارات في التنمية المستدامة
23 أكتوبر 2012
سامي عبدالرؤوف، (دبي) - أشاد مسؤولون مشاركون في منتدى الطاقة العالمي 2012 بدبي أمس بجهود دولة الإمارات في مجال التنمية المستدامة وتنويع مصاد الطاقة. وأكدوا دور دولة الإمارات الفاعل في تطوير مصادر الطاقة المتجددة والاستفادة من تجربتها في العديد من البلدان حول العالم. وأكد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، أن استقرار أسواق الطاقة وإمداداتها ضرورة للنمو الاقتصادي العالمي. وقال في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور نايف الحجرف وزير المالية ووزير التعليم العالي بالإنابة أمام المنتدى، إن الطاقة تشكل العمود الفقري لدعم كافة أوجه الأنشطة الصناعية والتجارية والاقتصادية. وأضاف أن منتدى الطاقة بدبي منصة مهمة تتيح المجال لمناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية المضطربة في المنطقة. وقال إن “هذه الأوضاع تتطلب التشاور والتنسيق والتواصل من خلال هذه اللقاءات المهمة، خصوصا ما يتصل منها بأسواق الطاقة والتحديات التي تواجهها سعيا في تجاوز العقبات”. واعتبر أن الطاقة والنمو الاقتصادي العالمي عاملان متلازمان، فالطلب على الطاقة يعتمد أساسا على نمو واستقرار الاقتصاد العالمي. ولفت إلى أن الجزء الأكبر من احتياجات الطاقة العالمية لعدة عقود مقبلة، سيوفره الوقود الأحفوري من النفط والغاز والفحم. واستعرض، التحديات التي تواجهها أسواق الطاقة، وفي مقدمتها الاستثمار لتنويع مصادرها كذلك ضمان إمدادات كافية والتقلبات في أسواقها والسياسات الاقتصادية في المناطق المنتجة والمستهلكة بالإضافة الى التصدي لفقر الطاقة. وأوضح أن مطالب تأمين الطاقة المستدامة للجميع هدف يجب أن نعمل معا على تحقيقه حتى تكون مصادر الطاقة ملائمة للبيئة. وأشار الى أن تطوير التقنيات النظيفة من اجل تحقيق تنمية مستدامة وتوجيه الموارد والجهود لتطوير التقنيات للتعامل مع قضايا البيئة العالمية بما فيها التغير المناخي جنبا الى جنب، هو جزء من الإجراءات والسياسات العالمية التي يتم اتخاذها ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيير المناخي اعتمادا على مبدأ المسؤوليات المشتركة. وتابع: من اهم التحديات أيضا ارتفاع معدلات الاستهلاك من الطاقة نتيجة ارتفاع معدل النمو السكاني وزيادة خطط التنمية وحجم المشروعات، موضحا أن تطور وانتشار التكنولوجيا عاملان رئيسيان في زيادة كفاءة استخدام الطاقة وتنويع مصادرها وخفض تكاليفها والتخفيف من آثارها البيئية. ولفت إلى أن أهمية هذا المنتدى تنبع من وجود كل هذه التحديات ودوره في تفعيل آليات حوار الطاقة بين المنتجين والمستهلكين تحت مظلة منتدى الطاقة الدولي للمساهمة في نمو الاقتصاد العالمي واستقرار أسواق الطاقة. وقال، “من هنا تأتي أهمية هذا المنتدى في تفعيل آليات حوار الطاقة بين المنتجين والمستهلكين تحت مظلة منتدى الطاقة الدولي للمساهمة في نمو الاقتصاد العالمي واستقرار أسواق الطاقة”. وأضاف: في هذا السياق تأتي المبادرات الرائدة في مجال الطاقة والتي تدعو الى بناء مزيج من مصادر للطاقة مع الأخذ في الاعتبار استخدام التقنيات النظيفة والمتطورة لتقليل الانبعاثات التي تزيد ظاهرتي الاحتباس الحراري وتغيير المناخ”. وأشار الى مبادرات خلق المزيد من فرص العمل وتوفير إمدادات الطاقة اللازمة لمعدلات النمو المتزايد واستغلال مصادر جديدة للطاقة الشمسية ودعم استخدامات الطاقة النظيفة. وقال “لقد حبانا الله في دول المنطقة بوفرة من الإشعاع الشمسي طيلة أيام السنة مما يؤهل هذه الدول لاستخدام الطاقة الشمسية، ومن هذا المنطلق تعمل دولة الكويت من اجل الاستفادة من تكنولوجيا الطاقة المتجددة بكافة مجالاتها لتطوير العديد من المشاريع المحلية والعالمية في تطبيقات متنوعة لهذه الطاقة الشمسية. وأكد أن اكتساب الخبرات في هذا المجال يمثل أهمية كبيرة ستساعد في الانتقال الى الاقتصاد القائم على المعرفة وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي. وذكر أن دولة الكويت تؤكد التزامها مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالطاقة والتقدم الاقتصادي من خلال استثماراتها في قطاعات الطاقة المختلفة وتشجيع التقنيات النظيفة المتعلقة في مجال النفط والغاز. وأشار الى أهمية هذا الالتزام في ضمان تدفق الإمدادات بشكل آمن ومتاح تسير بالتوازي مع الاستثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية وتطوير القطاعات غير النفطية لتحويل الاقتصاد من اقتصاد قائم على الموارد الطبيعية الى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة. الطلب على الطاقة من جانبه، قال ماهيندا راجباكسا رئيس جمهورية سريلانكا الديمقراطية، إن “دول العالم تواجه تحديات ضرورة توفير الموارد بشكل مواكب للطلب المتزايد على الطاقة بشكل متوازن”. ولفت إلى أن ما كانت تقوم به عدد من الدول لتوفير الطاقة لم يكن مناسبا للبيئة وتسبب في التدهور البيئي وهو ما شكل تحديا للإنسانية في ضمان مصادر مستدامة للأجيال المقبلة”. ولفت إلى أن “ندرة موارد الطاقة في بعض الدول النامية من الممكن أن يعيق جهودها لتحسين الطرق المعيشية والاستعانة بموارد الطاقة المناسبة. وقال إن “حكومة سريلانكا حددت خلال عام 2007 حاجاتها للاستقلالية والاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة مثل الشمس والرياح والحرارة بدلا من الأوضاع السابقة والتي كانت تعتمد على شراء النفط الخام لتوليد الطاقة”. وأشار إلى أن دولة سريلانكا تسعى للوصول لأن تكون نصف احتياجاتها من الطاقة عبر الاعتماد على المصادر الخضراء وهو ما يستدعي العمل على نقل التكنولوجيا الداعمة لذلك وهو ما يواكب الدعوة لنقل تقنيات الطاقة المستدامة بين الدول ودعم الدول النامية بها للوصول إلى طاقة نظيفة ومستدامة. من جهته، قال اسماعيل عمر جوليه رئيس جمهورية جيبوتي، انه” مع توجه العالم للوصول إلى طاقة أكثر أمانا واستدامة للحفاظ على البيئة، تواجه القارة الافريقية تحديات مصاعب الوصول لمصادر الطاقة مع افتقادها لعمليات تطوير البينة التحتية المناسبة، حيث تحتاج القارة إلى 93 مليار دولار سنويا للاستثمار في البنية التحتية وللتغلب على ارتفاع كلفة الطاقة”. وأوضح أن “دولاً أفريقية عدة تعاني من اندثار الموارد اللازمة وهو ما يستلزم آليات الدعم والمشاركة لاستبدال الاعتماد على الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة والمتجددة”. وأشار إلى أن “دولته نفذت مشاريع للطاقة اعتمادا على الموارد المائية وبالتعاون مع بنك التنمية الأفريقي، واستطعنا تقليص استخدامات الكهرباء بنسبة 30% لدى 60% من المستخدمين ونستهدف الوصول إلى نسبة اعتماد على توليد الطاقة عبر الموارد المائية إلى ما يبلغ 85% خلال فترات قريبة”. وأشار اندري راجوليان رئيس جمهورية مدغشقر، إلى أن دولته قررت توفير إمدادات الطاقة للمناطق النائية عبر الطاقة المتجددة خلال العشرة أعوام المقبلة باستخدام الموارد المائية، داعيا إلى “مشاركات للقطاع الخاص واستقطاب المستثمرين للمشاركة في مشروعات الطاقة المتجددة في الدول النامية”. تنويع المصادر وأشاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية وو موهون باستضافة الإمارات لهذا التجمع العالمي الذي يعنى بالطاقة المتجددة ويسعى جاهدا لإيجاد بدائل للطاقة وتنويع مصادرها كي تصبح طاقة آمنة ونظيفة ومتوافرة للجميع خاصة في الدول النامية. وقال “انقل لكم رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، بمناسبة الإعلان عن يوم الطاقة العالمي الذي سيصادق الثاني والعشرين من كل عام، وهى ان هذا اليوم حدث مهم للعالم”. وثمن جهود دولة الإمارات في استضافة المنتدى العالمي للطاقة، مشيرا الى أهمية تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الطاقة لجميع سكان العالم. ولفت الى أن 1 من كل 5 أشخاص حول العالم، يفتقدون الى الكهرباء وان 2,5 مليار شخص يعتمدون على الحطب ومصادر اخرى للطهو، “وهذا له الكثير من المضار الصحية والبيئية”. وأكد أن الطاقة المستدامة يجب أن يركز عليها لمواجهة التحديات البيئة، مشددا على أن الطاقة المستدامة تضمن العدالة الاجتماعية. ودعا الى ضمان الحصول على مصادر الطاقة الحديثة ورفع مستويات وفعالية الطاقة ومضاعفة حصة الطاقة المتجددة عالميا، مشيرا الى أن 60 دولة حول العالم تجاوبت مع مبادرة “الطاقة المستدامة للجميع” التي أطلقتها الأمم المتحدة العام الماضي. تعزيز التعاون وقال “نتيجة هذه المبادرة سوف يحصل نحو مليار شخص على مصادر محسنة من الطاقة”. ونوه الى تشكيل مجلس استشاري للمبادرة يضم عددا من القادة رفيعي المستوى من المجتمع المدني والمؤسسات وجهات معنية، مشيرا الى أن هذا المجلس يهدف الى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وتعزيز استخدام الطاقة المستدامة. وأكد أن المنتدى يمكن أن يلعب دورا رياديا في التكامل بين القطاعين العام والخاص وخلق فرص عمل جديدة. وطالب بوضوع حد لعدم العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة للجميع. وتقدم البروفيسور هارولد هيون سوك أوه رئيس ومؤسس منتدى الطاقة العالمي، بجزيل الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مثمنا جهود حكومة دبي في الإعداد والتحضير لهذا المنتدى العالمي. وقال سوك هوه، إن “الأمم المتحدة خصصت عام 2012 كسنة عالمية للطاقة المستدامة للجميع، وتابعت جهودها في هذا السياق في شهر يونيو الماضي في قمة ريو 20، حيث اجتمع قادة العالم وأكدوا دعمهم لمبادرة التنمية الخضراء”. وأشار الى أن هذه الجهود، أثمرت عن تقديم عدد كبير من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة لتعهدات والتزامات مهمة. وتطرق الى أن من الموضوعات التي تم تباحثها وتناولها في قمة ريو 20، سيتم متابعتها في منتدى الطاقة العالمي 2012، والذي يركز على موضوع الطاقة، بوصفها أحد أهم مقومات وعناصر التنمية المستدامة. وقال مؤسس المنتدى العالمي للطاقة “هنا في دبي يجتمع قادة العالم ورؤساء الحكومات والوزراء المعنيون بقطاع الطاقة، وكذلك قادة القطاع الخاص في هذا المنتدى، للتباحث والتشاور وتبادل الأفكار والرؤى ووضعها موضع التنفيذ، في هذا الوقت الذي تتعرض فيه أرواح الملايين من البشر للخطر. وأضاف: “نجتمع في هذا المنتدى تحت شعار، طاقة آمنة مستدامة متاحة للجميع”. وأوضح أن دبي قطعت شوطاً هائلاً، وحققت نجاحات مبهرة في السنوات الأخيرة ، في ما يتعلق بالاستدامة، حيث وضعتها في مقدمة أولوياتها، منوها الى أن المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تحت شعار «اقتصاد أخضر من أجل تنمية مستدامة»، ساهمت في تضافر جهود المجتمع الإماراتي. وأكد سوك هوه، أن دولة الإمارات وحدت مفهومها وهدفها لجعل الاستدامة نمط حياة، مشيرا الى أن إطلاق مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في يناير الماضي، خير دليل على التزام حكومة دبي بتحقيق مستقبل مستدام ، يعود بالنفع على الجميع. وقال سوك هوه، “قمنا في الثاني والعشرين من شهر يوليو الماضي، وتحت الرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالإعلان عن يوم 22 أكتوبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للطاقة، لتحتفل به جميع شعوب العالم”. وشدد على أهمية اليوم العالمي للطاقة، لإبراز أهمية تفعيل العلاقات الإيجابية البناءة، وإحداث التكامل بين عناصر تلك المنظومة المهمة، المتمثلة في كفاءة استخدام الطاقة، وممارسات الأفراد، وحماية البيئة لضمان استمرار وازدهار الحضارة الإنسانية على كوكب الأرض. من جهته، أشاد أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية بدور الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وتعاونها الصادق مع المجتمع الدولي من أجل القضايا الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتعزيز روح التعاون الدولي من أجل مساعدة الفقراء حول العالم خاصة في مجال توفير الطاقة المستدامة لشعوب الدول النامية. واعتبر ابن حلي انعقاد “منتدى الطاقة العالمي” على أرض الإمارات الطيبة وفي رحاب مدينة دبي حاضرة الجمال والإبداع وعاصمة المال والأعمال يعد تقديرا بالغا واعترافا دوليا بمركز دولة الإمارات ومكانتها المرموقة وتأثيرها الإيجابي في كافة القطاعات والميادين السياسية والاقتصادية والإنسانية لاسيما دورها الفاعل في تطوير مصادر الطاقة المتجددة واعتماد “الاقتصاد الأخضر لتنمية مستدامة” الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في وقت سابق. وأشار إلى دور دولة الإمارات الفاعل في تطوير مصادر الطاقة المتجددة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©