الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مجتمع الإمارات مملوء بقصص إخبارية مفعمة بالإنسانية

مجتمع الإمارات مملوء بقصص إخبارية مفعمة بالإنسانية
29 أكتوبر 2015 00:07
ناصر الوسمي * لن يستيقظ كثير من الناس ليجدوا أنفسهم أمام ثلاثة رجال قابعين في وسط صحراء إمارة الفجيرة يحملون بنادق، ويحدقون فيهم كما لو يفكرون ما إذا كانوا هدفاً ثميناً للصيد، ولكن أيضاً لن يصبح كثير من الناس صحفيين، وخصوصاً في الإمارات، بيد أنني وجدت ذلك من حسن حظي، لأنه بعد دقائق معدودات، كنت أنا وهؤلاء الأشقاء الثلاثة نجلس ونتبادل أطراف الحديث، وكانوا هم من يبادرون بالأسئلة حول بلدي الكويت، وأصبحنا أصدقاء، واتصل بهم الآن كلما ذهبت إلى الفجيرة. وبالطبع هذا جزء من الارتباط الذي أشعر به يومياً في الإمارات، وعلى الرغم من أن الدولة تغيرت، لكن بالنسبة لي، لأنني أزور أهل والدتي هنا منذ عقود، فقد لاحظت أن الناس أصبحوا أكثر وداً ولطفاً. ولعل هذا هو ما يجعل هذه الدولة بيئة مختلفة حقيقة لكي تصبح فيها مراسلاً صحفياً، فعلى على الرغم من أنك لن تستطيع أن تحصل على سبق صحفي يومياً أو أن تغطي منافسة برلمانية، لكنك ستجد ارتباطاً بالنمو متعدد الأوجه الذي تخوضه الإمارات. وبكل تأكيد، يبدو «سكي دبي» مدهشاً، وكذلك خطة أبوظبي 2030، ولكن في كثير من الأحيان أجد أن الأخبار الأقل أهمية جديرة بالكتابة. وبالنسبة لي، أفضل قصة الرجل الثمانيني الذي لا يزال يقطع رحلته إلى بر دبي يومياً سيراً على الأقدام، ورجل الأعمال الهندي الذي فتح مطعماً، فأسماه على اسم فريق «الكريكت» المفضل لديه في بلده، وقصص هؤلاء الأشقاء الثلاثة الذين يتمسكون بتقاليدهم. والإمارات ملأى بهذه القصص، وهناك فيض من الناس الذين ينخرطون في الدولة ويجعلونها وطنهم، ويتبادلون ثقافتهم مع المواطنين. وعندما انتقلت إلى هنا، قرأت في مكان ما أن هناك أناساً من أكثر من مائتي دولة يعيشون في دبي، وهو ما اعتقدت أنه مبالغة، لأنه مع إضافة جنوب السودان، التي أصبحت أحدث دولة في عام 2011، هناك 196 دولة فقط، ولكن الحقيقة أشعر في بعض الأحيان، أن الأمر أكثر من ذلك. وأؤمن بالفعل أن السفر يُوسّع الأفق والمدارك، وأعتقد أنه يتعين على كل شخص أن يستقل طائرة ويذهب إلى أي مكان يجعله لا يشعر براحة كبيرة، لأنها قد تكون تجربة مفيدة. وإذا أردنا أن نحقق نجاحاً في ظل النمو السكاني، فمن المهم أن نتعلم كيف نتعايش معاً، وأعتقد أن ذلك يمكن تحقيقه من خلال فهم كيفية عمل بقية دول العالم، وكيفية عيش الآخرين. ولسوء الحظ، لا يمكنني أن أقضي حياتي في السفر، إلا أنه من خلال العيش هنا، يمكنني بالتأكيد أن أقابل العالم، وقد بدأت بالفعل في إحصاء عدد الجنسيات الذين التقيتهم هنا من خلال عملي، وفي أقل من عامين وصلت إلى 47 جنسية، وهو ما يزيد على عدد الدول التي زرتها. وتغطية أخبار البيئة، ومشاهدة ليس فقط دولة، وإنما عدد من الدول تلتقي على أرض الإمارات، لتحقيق التغيير، أمر مهم بالنسبة لي، وأتمنى أن أترجم ذلك في كتابتي، فإذا قُدّر لنا النجاح، فسنحتاج إلى تعلم كيفية تخفيف أثر التغير المناخي. وربما نجهل أنه كي نواصل عيش حياتنا الطبيعية، علينا أن نغير الطريقة التي نعيش بها، لذا بالنسبة لي، أحاول بذل قصارى جهدي في عملي، وربما أتمكن من إقناع ولو شخص واحد من الأشقاء الثلاثة بالتوقف عن الصيد. *صحفي في ذا ناشيونال nalwasmi@thenational.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©